"التحالف الدولي": لا نعرف متى ينتهي داعش وباقون في العراق
تصريحات المتحدث باسم التحالف الأكثر وضوحا وسط تضارب التصريحات حول مستقبل داعش، وما يتردد من حين لآخر عن القضاء عليه ثم يتضح عدم صحة ذلك
بدت تصريحات المتحدث باسم "التحالف الدولي للحرب على داعش" عن مستقبل التنظيم ودور التحالف في مرحلة ما بعد داعش الأكثر واقعية وصراحة منذ تأسيسه قبل 3 أعوام.
وتضمنت تلك التصريحات ما يتعلق بمستقبل داعش في العراق وسوريا، وتحركات مليشيا إيران وحزب الله، ودور التحالف في مرحلة ما بعد داعش، والتي تكشف عن خطة التحالف لبقاء طويل الأمد و"مفتوح" في العراق، مستبعدا وجود أفق قريب للقضاء على داعش.
ويختلف ذلك عن التصريحات المتضاربة لقيادات سياسية بسوريا والعراق التي تتحدث من حين لآخر عن القضاء على داعش عقب معركة ما، ثم يتضح عدم صحة ذلك.
وجاء ذلك في ردود رايان ديلون على أسئلة وجهها له مغردون على موقع "تويتر" تحت هاشتاج #اسأل_التحالف، ونشر إجاباته عليه في حساب التحالف بالموقع ذاته الجمعة.
ففيما يتعلق بالعراق، أبدى مغردون اندهاشهم من سماح التحالف للدواعش بالهرب في مدينة تلعفر، فرد قائلا إنها "ادعاءات لا أساس لها من الصحة".
وشنت القوات العراقية ومليشيا الحشد الشعبي وقوات التحالف معركة لتحرير الموصل عام 2016 تحت لافتة طرد داعش، وسط الحديث عن أن الموصل هي معقله الرئيسي، وتم الإعلان عن طرده منها في يوليو/تموز 2017.
وحينها أعلن مسؤولون عراقيون أنه تم القضاء على داعش في العراق.
غير أنه بعد أيام قليلة تم الإعلان عن الاستعداد لمعركة "تحرير" تلعفر المجاورة للموصل من تنظيم داعش، وأن الأخير نقل مقره وعناصره من الموصل إليها، وشن التحالف والقوات العراقية ومليشيا الحشد معركة أخرى لطرده من تلعفر الشهر الماضي.
واستغرقت المعركة أياما قليلة، وأعلنوا هزيمة داعش، وكان يقال حينها إنها المعركة التي ستنهي وجود التنظيم، غير أن هذا لم يحدث.
وعلى عكس الكثير من المسؤولين العراقيين الذين يؤكدون من فترة لأخرى إنهاء وجود داعش في العراق تقريبا، قال المتحدث باسم التحالف "ليس لدينا وقت زمني محدد للقضاء على داعش، لكن نخطط لمعركة صعبة بهدف واحد نصب أعيننا: النصر".
وتجنب المتحدث باسم التحالف الإجابة المباشرة عما يتعلق بتحركات إيران وحزب الله في العراق.
فقد سأله مغرد عن سبب عدم قيام التحالف بمنع وقوع أراض "محررة" من داعش في العراق في أيدي مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران، فأجاب بأن قوات الأمن العراقية تقوم بتأمين تلك الأراضي لمنع عودة داعش.
وكما رفض وضع إطار زمني للقضاء على تنظيم داعش، ورفض كذلك وضع إطار جغرافي لتحرك التحالف.
فقال إن "التحالف ملتزم بالقضاء على داعش أينما كان! لا يمكننا التنبؤ بإطار زمني محدد لبدء العمليات، لكن كما أردفنا، هدفنا واضح ومحدد: النصر".
وبرر ذلك بأنه "ليس لدينا مساحة واضحة لسيطرة داعش في العراق، ونحاربهم أينما وجدوا".
وتحدث رايان ديلون بشكل مباشر وصريح عن أن التحالف مهمته ليست مرتبطة فقط بالحرب على داعش -على الرغم من أن هذا هو السبب المعلن لتأسيسه- حين قال إنه بعد القضاء على داعش فإن "التحالف ملتزم باستقرار العراق وتأمينه مستقبلا".
وقال: "سيواصل التحالف تدريب قوات الأمن العراقية، ونحرص على أنها ستستطيع الحفاظ على أمن العراق وسلامة أهله".
وبرر سقوط ضحايا من المدنيين في بعض عمليات التحالف بقوله إن "داعش هو من يستهدف المدنيين ويستخدمهم كدروع بشرية، ويختبئ وراء النساء والأطفال، إن لم نقضِ على داعش فحياتهم ستكون في تهديد أكبر".
واعتبر أن التحالف "يستخدم أكثر حملة جوية دقة في التاريخ" للحد من أي خسائر في صفوف المدنيين.
أما فيما يتعلق بسوريا، فتساءل مغردون حول لماذا لم يقصف التحالف أرتال حزب الله التي نقلت إرهابيين داعش من الحدود اللبنانية إلى دير الزور، ولماذا لا يتعامل التحالف مع حزب الله على أنه تنظيم إرهابي؟
فأجاب بأن التحالف راقب القافلة، ودمر 40 آلية، وقتل أكثر من 85 داعشيا حاولوا الالتحاق بها.
غير أنه برر الإبقاء على بقية القافلة بوجود مدنيين (نساء وأطفال) فيها.
وفيما يخص لماذا لا يحارب التحالف حزب الله رغم دوره الظاهر في دعم الإرهاب؟ قال ديلون إن مهمة التحالف هي القضاء على تنظيم داعش.
كما تساءل مغردون لماذا سمح التحالف للمليشيات الإيرانية الداعمة للجيش السوري بالتقدم باتجاه معبر التنف على الحدود السورية مع الأردن؟ ولماذا أمر الفصائل التي يدعمها التحالف بالانسحاب من البادية؟ لم يقدم ديلون إجابة واضحة، مكتفيا بالقول إن التحالف متواجد بالتنف.
وتجاهل المتحدث باسم التحالف الدولي سؤالا حول أهداف التحالف في سوريا بعد داعش، وما إن كان سيتم تقسيم سوريا إلى دويلات وفيدراليات.
وقدر أعداد عناصر داعش في كل من سوريا والعراق بما بين 10 آلاف إلى 15 ألف مقاتل، مؤكدا في الوقت نفسه أنها ليست إحصائية دقيقة، لأن التحالف ليس لديه العدد بدقة.
ويعد هذا الرقم انخفاضاً شديداً في عدد عناصر داعش الذين كانت تقدرهم الأمم المتحدة في العراق وسوريا بعشرات الآلاف في عام 2015، من بينهم 30 ألف أجنبي.
ومن غير المعلوم أين توجهت كل هذه الأعداد منذ ذلك التاريخ، خاصة أن المعلن عن قتلهم في التنظيم خلال عمليات التحالف بسوريا والعراق أعدادهم ضئيلة جدا، مقارنة بما كان معلنا عن عدد التنظيم ككل.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA==
جزيرة ام اند امز