كما قلت سابقا لا أحد يستطيع توقع نتيجة مثل هذا الديربي التنافسي سمه ما شئت لأن التفاصيل الصغيرة ستغير من نتيجة المباراة وستؤثر عليها.
لا أتذكر خلال الأعوام العشرة الماضية على الأقل أن شهدت لقاء للنصر والهلال بمثل هذا الانتظار والترقب والتوتر لدى الجماهير الرياضية بكل ميولها، خاصة جماهير الفريقين.
تفاصيل كثيرة ومتشعبة تصعب من مهمة توقع الفائز رغم وضوح أوراق الفريقين الفنية وقدرة أي متابع رياضي على توقع النتيجة متى كان الفريقان في أتم حضورهما الفني.
منذ أسبوعين قبل انطلاقة المباراة المفصلية والتنافسية على صدارة الدوري السعودي الأقوى في تاريخه هذا الموسم إلا ويستوقفني أحد هؤلاء الجماهير في الأماكن العامة ليسألني عن توقعي لنتيجة المباراة، وكأن توقعي هو من سيحسم اللقاء.
أعرف هذا الشغف لديهم وأعلم أنهم يبحثون عن أي إجابة ومن أي شخص ليطمئنهم وليزيل توترهم بتوقعه نتيجة المباراة لمصلحة فريقهم.
أصبحت أفهم ذلك مع تكرار السؤال، ولأن توقعي لن يقدم أو يؤخر، ولأنها مثل هذه المباريات تعتمد على تفاصيل صغيرة قد تؤثر في نتيجتها وتحول مسارها أصبحت أسأل كل مَن يسألني ماذا تشجع؟ فإن قال الهلال توقعتها هلالية، وإن كان نصراويا أجبته بما يتمناه وأنها نصراوية بكل تأكيد.
كما قلت سابقا لا أحد يستطيع توقع نتيجة مثل هذا اللقاء الديربي والتنافسي، سمّه ما شئت لأن التفاصيل الصغيرة ستغيّر من نتيجة المباراة وستؤثر عليها.
وبداية هذه التفاصيل الجانبية وغير الفنية، هي قدرة الجهازين الفنيين والإداريين في الفريقين على تهيئة لاعبيهما نفسيا، وخلق التوازن النفسي لدى اللاعبين، حيث يستشعرون أهمية المباراة وضرورة الفوز بها دون أن يصل هذا الاستشعار إلى حد التوتر، والذي قد يبعثر أوراق اللاعبين مع انطلاق صافرة المباراة.
أضف لهذه التفاصيل وعلى الجانب نفسه مقدرة الجهاز الفني والإداري على الدكة في دعم هذا التوازن طوال المباراة، خاصة أن هناك تفاصيل صغيرة قد تحبط عملهم النفسي قبل المباراة، فخطآن متتاليان من حكم المباراة، أو تساهله مع ألعاب عنيفة من لاعبي الخصم قد تخرج اللاعبين من جو المباراة ما لم يكن هناك القائد الحقيقي داخل الملعب، والذي يستطيع ضبط توازنهم وعدم خروجهم عن أجواء المباراة، إضافة للقائد في الدكة سواء كان مدربا أم إداريا.
تفاصيل كثيرة ومتشعبة تصعب من مهمة توقع الفائز رغم وضوح أوراق الفريقين الفنية، وقدرة أي متابع رياضي على توقع النتيجة متى كان الفريقان في أتم حضورهما الفني، أضف إلى ذلك خطأ الحكم مع وجود تقنية "الفار"، فهذا الخطأ مع وجود هذه التقنية كفيل بإخراج اللاعبين وحتى الجماهير عن جو المباراة، فغلطة الحكم مع تقنية "الفار" أصبحت مثل غلطة الشاطر بعشرة أخطاء.
ختاما آمل في أن يُشبع الفريقان ترقب وشغف الجماهير الرياضية، وأن يقدموا لنا مباراة تستحق كل هذا الترقب والانتظار.
*نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة