المراني والحمزي والسعدي.. إدراج ثلاثي الإرهاب الحوثي على "القائمة السوداء"
ثلاثة أسماء حوثية جديدة أدرجها مجلس الأمن الدولي على "القائمة السوداء" لتهديدهم السلم والأمن والاستقرار في اليمن.
عقوبات دولية تشمل تجميد الأصول وحظر السفر والأسلحة بشكل فردي، شملت قائد ما يسمى القوات الجوية أحمد علي أحسن الحمزي والبحرية منصور أحمد السعدي، المعروف أيضا باسم أبو سجاد، ونائب رئيس ما يسمى جهاز الأمن القومي السابق (وكالة المخابرات)، مطلق عامر المراني.
وبحسب القرار فقد "وافقت لجنة مجلس الأمن المنشأة عملاً بالقرار 2140 (2014) على إضافة القيد المحدد إلى قائمة الجزاءات الخاصة بها للأفراد والكيانات الخاضعين للتدابير التي فرضها مجلس الأمن والمعتمدة بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".
وتأتي عقوبات مجلس الأمن على القادة الحوثيين الثلاثة تتويجا لعقوبات أوسع وأشمل اتخذتها السعودية والإمارات والولايات المتحدة لعزل ومحاصرة المليشيات الانقلابية، فضلا عن تصعيد الانقلابيين وإفشالها الهدنة الأممية.
وكان مجلس الأمن الدولي أدرج في أكتوبر/تشرين الأول 2021، 3 قادة حوثيين آخرين على "قائمة سوداء" وهم القادة العسكريون: محمد عبدالكريم الغماري، ويوسف المداني وصالح مسفر صالح الشاعر.
وطيلة 8 أعوام أدرجت لجنة العقوبات الدولية المعنية باليمن زعيم المليشيات الانقلابية عبدالملك الحوثي وشقيقه عبدالخالق ومساعده العسكري أبو علي الحاكم، ومهرب السلاح فارس مناع إضافة إلى المسؤول الأمني البارز في المليشيات سلطان زابن.
من هم القيادات المعاقبة؟
بحسب قرار مجلس الأمن فإن منصور السعدي، يوصف بالعقل المدبر لهجمات مميتة ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، فيما المراني، أشرف على عمليات التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة السيئة للمعتقلين في سجون جهاز الأمن القومي.
كما أقرت اللجنة إضافة، أحمد الحمزي، لدوره القيادي في الجهود العسكرية للحوثيين التي تهدد بشكل مباشر السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
وسبق لـ"العين الإخبارية" أن نشرت تفاصيل حصرية عن القيادات الحوثية المعاقبة كجزء من حملة تعرية لجرائمهم أمام الرأي العام الدولي والمحلي وبما يسهم في تشديد الخناق على القيادات الإرهابية.
مطلق المراني.. أبو عماد
يعتبر "مطلق علي عامر المراني"، أحد 5 أشقاء من كبار قيادات الصف الأول لمليشيات الحوثي وينحدروا من عائلة سلالية تتوغل في أخطر كيان تجسسي للانقلاب ويعرف بـ"الأمن الوقائي" وهو جهاز مخابرات سري شيده الحرس الثوري الإيراني باكرا للمهمات السوداء باليمن.
وأشقاء مطلق هم "عامر" و"زيد" و"عباس" والحسين"، وجميعهم شغلوا أدوارا أمنية وعسكرية متعددة، ولقي 3 منهم حتفهم على مدى الأعوام الماضية في ضربات جوية للتحالف وفي معارك شرقي اليمن.
وبحسب مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" فإن "مطلق المراني" والتي ينتحل رتبة "لواء" ويكنى "أبو عماد" لا يزال يعد أحد أخطر قيادات جهاز المخابرات في حكومة الانقلاب وينتهك بشكل سافر حقوق اليمنيين الإنسانية.
وأوضحت المصادر أن المراني مطلق يعد المسؤول عما يسمى قطاع "الأمن الداخلي" في جهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيات الحوثي.
وارتكب مطلق المراني انطلاقا من منصبه كنائب رئيس لما يسمى "جهاز الأمن القومي"، جرائم تعذيب وحشية بحق أطفال وصغار سن اعتقلتهم المليشيات بشكل تعسفي لابتزاز مناهضيهم أو بتهمة التخابر.
وحمل تقرير خبراء الأمم المتحدة المعني بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان باليمن الصادر 2017، "مطلق المراني" ضمن 11 قياديا حوثيا مسؤولية ارتكاب أو إصدار أوامر الاعتقالات والتعذيب ووصلت حد حرمان الأطفال من الرعاية الصحية وإخفائهم قسريا لأعوام.
كما سجل التقرير تورط الإرهابي المراني في تعذيب وحشي لـ3 معتقلين حتى الموت.
ومطلع عام 2020، أدرجت الخزانة الأمريكية المراني ونحو 4 قيادات حوثية أخرى تدير ما يسمى جهاز المخابرات بصنعاء على لائحة الإرهاب وفرضت عليهم عقوبات مشددة إثر جرائمهم الإنسانية.
الحمزي.. أبو شهيد
الإرهابي "أحمد علي أحسن الحمزي"، هو المسؤول عن برنامج الطائرات المُسيرة، وأحد من جندتهم طهران باكرا ودربتهم لسنوات ليحصل على القيادة والأركان لدى القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني.
يكنى الحمزي بـ"أبو شهيد" وينحدر من "سحار" في صعدة، المعقل الأم للحوثيين، وبرز اسمه بعد تعيينه من قبل زعيم المليشيات قائدا لما يسمى "القوات الجوية والدفاع الجوي" في صنعاء 2019 وذلك بعد سنوات من عمله ممثلا له في تنسيق الدعم الخارجي.
بالتزامن مع تسلم الحمزي "برنامج الطائرات بدون طيار" أو "سلاح الجو" كما يسمه الحوثيون، أعلنت المليشيات تسيمه 2019 بـ"عام الطيران المسيّر" لتبدأ معركة من طرف واحد لتغير المعادلة على الأرض تدريجيا لا سيما بعد توقف معركة الحديدة بموجب اتفاق ستوكهولم.
وقالت مصادر أمنية يمنية لـ"العين الإخبارية" إن الحمزي عمل ممثلا لزعيم المليشيات الانقلابية الإرهابية لتلقي الدعم الخارجي المادي والعسكري، ومنسقا لدوائر المخابرات الحوثية والإيرانية في لبنان وطهران وبعض دول الأوروبية والخليجية متنقلا بجواز سفر وهوية مزيفة.
كما "عينه زعيم مليشيات الحوثي مندوبا عسكريا لدى "حزب الله" قبل الانقلاب وإسقاط العاصمة صنعاء، تولى حينها التنسيق لتدريب أول مجموعة بحرية حوثية "كوماندوز" على يد خبراء حزب الله في لبنان.
وارتبط الحمزي بأجهزة مخابرات خارجية متعددة مساندة للحوثيين، وبحسب المصادر فإن الرجل لا يزال يعمل مسؤولا عن عمليات تهريب الأسلحة وقطع الطيران المسير حتى اليوم ومن قلب صنعاء.
وأشارت إلى أن ارتباطاته الواسعة مع تجار ومهربي السلاح، بدأت عقب عمله مع تاجر السلاح الشهير "فارس مناع" المدرج بقوائم عقوبات مجلس الأمن، كما رصدت الأجهزة الأمنية باليمن شبكة واسعة يديرها "الحمزي" وتنشط في تهريب المخدرات القادمة من إيران لليمن.
وفي مارس/آذار 2021، أدرجت واشنطن أحمد الحمزي إلى جوار منصور السعادي على لائحة الإرهاب لمسؤوليتهما عن هجمات طالت المدنيين وسفن الشحن والإغاثة، فيما أدرجته السعودية الشهر الماضي لارتكاب ذات الجرائم.
السعدي أبو سجاد
يتخذ من موانئ الحديدة نقطة انطلاق للهجمات الإرهابية البحرية، وكان أبرز جرائمه ضد سفن الشحن خلال العام الجاري قرصنة سفينة "روابي" الإماراتية، فضلا عن دوره في تحويل الحديدة إلى قاعدة للحرس الثوري الإيراني.
إنه الإرهابي منصور أحمد السعدي (السعادي)، المكنى "أبو سجاد" والمدرج منذ مايو / أيار 2021 على لائحة الإرهاب الأمريكية وقائد المليشيات البحرية للحوثيين انطلاقا من منصبه المنتحل "أركان القوات البحرية".
بحسب اعترافات مهربين ضبطتهم المقاومة الوطنية وبثت اعترافاتهم مؤخرا، فإن السعدي يعد أحد الأذرع الإيرانية التي تدير شبكات تهريب من داخل ميناء الحديدة وتتولى تهريب مادة "اليوريا" والأسلحة الإيرانية من ميناء بندر عباس عبر بحر العرب أو إلى الصومال ثم تنقل لليمن عبر خليج عدن أو البحر الأحمر.
وينحدر "السعدي" الذي ينتحل رتبة "عميد" من معقل الانقلاب "مران" في صعدة، ويعد من قيادات الصف الأول الذين تدربوا في معسكرات في طهران وأخرى دورات مكثفة على يد ضباط حزب الله اللبناني في أرض البقاع.
وغرس الحرس الثوري الإيراني "السعدي" في الحديدة كعقل مدبر للهجمات ضد سفن الشحن في البحر الأحمر، وذلك أن بعد أنهى مهمته التي أوكله له زعيم المليشيات الحوثية بشأن تفكيك القوات البحرية وقوات الدفاع الساحلي اليمنية في السواحل الغربية للبلاد.
وذكرت مصادر عسكرية لـ"العين الإخبارية" أن المدعو "السعدي" يعد الرجل الأول لزعيم الجماعة الإرهابية وصاحب قرار توجيه "المليشيات البحرية" التي شيدها بعد أن قاد حملات اختطافات وقمع وتنكيل وحشية بحق ضباط البحرية اليمنية وطلاب الكلية البحرية في الحديدة لا زلوا بعضهم مخفيين قسرا حتى اليوم.
وأشارت إلى أن الرجل فتح عديد معسكرات تدريبية لمليشياته منها في مبانٍ في سواحل "الصليف" و"الكثيب" وقام بنهب كافة أسلحة البحرية والدفاع الساحلي.
كما يستغل الرجل اتفاق ستوكهولم، لتعزيز مليشياته بمراكب وسفن صغيرة قدمتها دول عربية وعالمية مساعدات لتأمين ميناء الحديدة وحولها إلى دوريات مسلحة جوالة في البحر الأحمر، فضلا عن نهب قوارب كانت مخصصة لوزارة الثروة السمكية، وفقا للمصادر.
وأشارت إلى أنه تولى مسؤولية نشر ألغام بحرية بدائية الصنع وأخرى من نوع صدف إيرانية الصنع بشكل عشوائي في المياه الإقليمية وفي الموانئ الحيوية ثم أدار بتوجيه إيراني مباشر عشرات الهجمات ضد سفن الشحن.
كما تمارس مليشياته البحرية عمليات قرصنة وعمليات اقتراب مشبوهة من سفن الشحن وإطلاق الزوارق المسيرة التي تفخخ بالمتفجرات في ورش تصنيع خبراء إيرانيين ولبنانيين في مزارع ومبانٍ مدنية وميناء الحديدة، طبقا للمصادر.
وأكدت أن "السعدي" لا يزال يتلقى دعما لوجستيا من سفينة "بهشاد" الإيرانية بشأن مراقبة حركة السفن في البحر الأحمر وكذلك لتنسيق قوارب تهريب السلاح الإيراني التي تنقل أجزاء المسيرات ومختلف الأسلحة والمواد المتفجرة عبر "ميناء الحديدة" و"الصليف" و"اللحية" وجزيرة "كمران".
aXA6IDEzLjU4LjQ1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز