ليالي «الشندغة» في دبي.. رحلة في قلب التراث الإماراتي

تستضيف منطقة الشندغة التاريخية في دبي فعاليات تراثية خلال شهر رمضان، تهدف إلى إحياء العادات والتقاليد الإماراتية، عبر ورش عمل للحرف اليدوية القديمة.
مثل صناعة "الفنر" وحياكة "السدو"، مما يمنح الزوار فرصة لاكتشاف إرث الأجداد في أجواء رمضانية مميزة.
"الفنر".. ضوء الماضي الذي لا ينطفئ
لطالما كان "الفنر"، أو الفانوس التقليدي، مصدر الإضاءة الأساسي في الإمارات قبل دخول الكهرباء، إذ كان يُصنع من الحديد أو النحاس، ويُطلى غالبًا باللون الأزرق المستوحى من البحر. ولم تقتصر أهميته على الاستخدام اليومي، بل أصبح جزءًا من المشهد التراثي في القرى القديمة والفنادق والمباني الرسمية.
يقول خالد المنصوري، المشرف على ورش التدريب، إن الأجداد اعتادوا إشعال الفنر باستخدام خوصة من سعف النخيل في فتيلته، مع وجود قرص في القاعدة للتحكم بدرجة الإضاءة، ليضيء الخيام والمنازل والعريش المصنوع من جريد النخيل، وهو ما يعكس بساطة الحياة آنذاك.
حياكة "السدو".. خيط يربط الماضي بالحاضر
تُعد حياكة "السدو" من أبرز الحرف اليدوية التقليدية في الإمارات، وتمارسها النساء البدويات باستخدام صوف الأغنام والإبل والماعز، لصناعة الخيام وتزيينها، بالإضافة إلى استخدامها في سروج الخيول والإبل. وتتميز نقوش "السدو" بألوانها الزاهية وتصاميمها المستوحاة من الطبيعة، والتي تعكس الهوية القبلية.
ورغم التطورات الحضرية، لا تزال هذه الحرفة حاضرة بقوة، حيث أُدرجت عام 2011 ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو، كإحدى الفنون التي تحتاج إلى صون عاجل.
حي الشندغة.. مرآة تاريخ دبي
يتميز حي الشندغة بخصوصيته المعمارية التي تعكس حياة سكان دبي القدامى، ما يجعله وجهة ملهمة للمبدعين في مجالات الفنون والتصميم والتصوير. ويضم الحي متاحف وبيوتًا توثق تاريخ الإمارة، وأبرزها "بيت الشيخ سعيد آل مكتوم"، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1896، وكان مقرًا للحاكم آنذاك.
وإلى جانب أهميته التاريخية، يُعد البيت نموذجًا معماريًا فريدًا، يعكس تفاصيل العمارة الإماراتية التقليدية، ويشكل شاهدًا على تطور دبي عبر العقود، ليبقى حي الشندغة بمثابة بوابة تروي قصة الإمارة للأجيال القادمة.
aXA6IDE4LjExNi4zNi4yMyA= جزيرة ام اند امز