البوكسيت.. كلمة السر في الألمنيوم

البوكسيت يُعد من المواد الخام الاستراتيجية الأساسية لأهميته في إنتاج الألمنيوم، كما أنه عنصراً لا غنى عنه في مجالات التصنيع، والبناء، والتقنيات الحديثة.
ووفقا لتقرير نشره موقع "آلمنيوم دوت آورج"، يتكوّن البوكسيت من مادة طينية حمراء تُعرف باسم "تربة اللاتيريت"، ويتواجد غالبًا في المناطق الاستوائية أو شبه الاستوائية. يتكوّن هذا الصخر في الأساس من مركبات أكسيد الألمنيوم (الألومينا)، إلى جانب السيليكا، وأكاسيد الحديد، وثاني أكسيد التيتانيوم. ويتم تكرير نحو 70% من إنتاج البوكسيت عالميًا باستخدام العملية الكيميائية المعروفة باسم "عملية باير" للحصول على الألومينا، والتي تُستخدم لاحقًا في إنتاج الألمنيوم النقي من خلال "عملية هول-هيرو" الكهروكيميائية.
وغالبًا ما يوجد بالقرب من سطح الأرض، مما يسهّل استخراجه باستخدام تقنيات التعدين السطحي بشكل اقتصادي. وقد ساهمت صناعة البوكسيت بدور بارز في الحفاظ على البيئة من خلال ممارسات الاستصلاح، حيث تُخزَّن التربة السطحية قبل بدء التعدين ليُعاد استخدامها لاحقًا في إعادة تأهيل الأراضي. بعد استخراج الخام ونقله إلى مصافي الألومينا، تُعاد التربة إلى مكانها، ويُعاد تأهيل المنطقة بيئيًا، مع استعادة نحو 80% من الأراضي في المناطق الغابية إلى حالتها الطبيعية.
أبرز المنتجين
من ناحية الإنتاج، تُستخرج عشرات الملايين من الأطنان من البوكسيت سنويًا، وتُعد أستراليا، والصين، والبرازيل، والهند، وغينيا من أبرز الدول المنتجة. أما في الولايات المتحدة، فتوجد كميات محدودة في ولايات مثل أركنساس وألاباما وجورجيا، إلا أن نشاط التعدين فيها لا يزال محدودًا.
وكشف تقرير أخر نشره موقع فورتيون بيزنس إنسايتس، إن احتياطيات البوكسيت عالميًا بين 55 و75 مليار طن متري، وتتركز بشكل رئيسي في إفريقيا وأوقيانوسيا (منطقة جغرافية تقع في جنوب المحيط الهادئ، وتتكون من مجموعة من الجزر والدول) وأمريكا الجنوبية والكاريبي وآسيا. وتُعد أستراليا أكبر منتج للبوكسيت، حيث تُشغّل خمس مناجم نشطة، ويُحوَّل معظم الإنتاج إلى ألومينا لإنتاج الألمنيوم.
تشمل مراحل التعدين الحفر، التفجير، إزالة الغطاء الترابي، الاستخراج، والتحميل والنقل إلى وحدات المعالجة.
يُقسَّم السوق إلى نوعين: بوكسيت معدني وحراري، ويهيمن النوع المعدني نظرًا لزيادة إنتاج الألمنيوم في آسيا والمحيط الهادئ. أما من حيث الاستخدام، فتُعد صناعة الألومينا المستهلك الأكبر للبوكسيت، بفضل محتواه العالي من الألومينا. يدعم نمو قطاعات السيارات والبناء الطلب على المنتجات النهائية. كما أن الاتجاه نحو تصنيع مركبات خفيفة الوزن دفع لاستخدام الألمنيوم، ما يعزز الطلب على البوكسيت. ومع ذلك، فإن التكلفة العالية لاستخراجه تشكل تحديًا أمام نمو السوق.
يُدرس سوق البوكسيت العالمي عبر عدة مناطق تشمل أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا. وتُعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ الأكبر من حيث الحصة السوقية، ووفقا لأخر الأرقام، تنتج الصين الوكسيت 58%. وأعادت إندونيسيا مؤخرًا دخول سوق تعدين البوكسيت بعد حظر تصديره عام 2014 بهدف تطوير صناعات الصهر المحلية. كما يُتوقع أن تعود ماليزيا إلى السوق بعد حظر التعدين في 2015 بسبب التلوث البيئي الناتج عن التوسع المفاجئ بالإنتاج، والذي جاء لسد النقص بعد الحظر الإندونيسي.
من جهة أخرى، من المتوقع أن تسهم أوروبا بشكل ملحوظ خلال السنوات القادمة، رغم اعتمادها على واردات من آسيا، حيث تُعد روسيا والنرويج أبرز المنتجين في المنطقة. التوترات التجارية مع الصين قد تعزز الإنتاج المحلي وترفع الطلب على البوكسيت في أوروبا مستقبلاً.
تتصدر أستراليا والصين وغينيا قائمة أكبر المنتجين في عام 2022. فقد أنتجت أستراليا 100 مليون طن من البوكسيت، بينما بلغ إنتاج الصين 90 مليون طن متري، وغينيا 86 مليون طن.
أفق السوق
ولبوكسيت هو المصدر الأساسي للألمنيوم، ويُعَد الطلب على منتجات الألمنيوم في مختلف الصناعات مثل السيارات، والبناء، والتغليف، والطيران عاملًا رئيسيًا في دفع سوق البوكسيت نحو النمو. مع توسع هذه الصناعات، يرتفع الطلب على الألمنيوم، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على البوكسيت. ومن المتوقع أن يصل حجم سوق البوكسيت العالمي إلى 21.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 2.2%.
فقد استهلكت الصين نحو 70 مليون طن متري من البوكسيت في عام 2022، بينما بلغت كمية الاستهلاك في الهند 35 مليون طن متري، وفي روسيا 18 مليون طن متري، وفي إندونيسيا 15 مليون طن متري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg
جزيرة ام اند امز