خبراء لـ"العين": 7 أسباب لنجاح مؤتمر "الحرية والمواطنة"
"مبدأ المواطنة والتعددية والمساواة" هو أهم بنود إعلان المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة".
"مبدأ المواطنة والتعددية والمساواة والتعايش المشترك بين جميع أفراد المجتمع الواحد" هو أهم بنود إعلان المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" الذي نظمه الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين على مدار اليومين الماضين تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ودارت الحلقات النقاشية بين قادة ورجال الدين الإسلامي والمسيحي في أيام المؤتمر، حول دور الأزهر الشريف على المستوى الإقليمي والدولي، وضرورة دعم المبادرات الإسلامية والمسيحية التي خرجت خلال الـ 6 سنوات الماضية، فضلاً عن مناقشة محاور الإرهاب المتطرف والحلول التي يجب أن تتضافر الجهود المجتمعية والدينية من أجلها.
1- مؤتمر هادف.. حضور-مكان-توقيت
وعن أهمية المؤتمر الدولي وفي هذا التوقيت، أشاد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، في حديثه مع بوابة "العين" الإخبارية، بمكان إقامة المؤتمر في مصر، حيث بلد الأزهر، بحضور قامة من رجال وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي، مؤكداً أن الأزهر كمؤسسة دينية تعليمية تلعب دوراً كبيراً على مستوى العالم.
وأثنى الدكتور سالم عبد الجليل، على توقيت إقامة المؤتمر، في ظل تصاعد الأوضاع على مستوى العالم، واستهداف يد الإرهاب الغادر للأبرياء، موضحاً أن تنظيم مثل هذه الفعاليات الكبرى هام للغاية بحضور ممثلين من 50 دولة حول العالم، وأن المؤتمرات لابد أن تراعي التوقيت وتواكب الأحداث الراهنة.
وفي الوقت نفسه، أشار الدكتور محمد أبو ليلة، أستاذ الدراسات الإسلامية باللغة الإنجليزية بجامعة الأزهر، إلى أن أهداف المؤتمر واضحة، حيث يحمل الخير ومبادئ الحرية والتسامح لجميع شعوب العالم، وأن هذه القيم يجب إعادة نشرها من جديد، ذاكراً أن المؤتمر أدي مهمته بنجاح للإفصاح عن المبادئ الإسلامية الرفيعة بمؤتمر عالمي.
2- المواطنة.. أساس الإسلام
وحول تحليل البنود الـ 6 لإعلان الأزهر لمؤتمر "الحرية والمواطنة"، فسر أبو ليلة، مفهوم المواطنة في الإسلام قديماً، مؤكداً أن الدولة الإسلامية دائماً حرصت على احترام جميع الأعراق والأديان، حيث وضعت أول وثيقة في العالم بالمدينة المنورة، تعترف بحقوق الغير والمخالف، وتبث روح احترام الاختلاف، مستشهداً بقول النبي محمد صلي الله عليه وسلم، " لهم ما لنا وعليهم ما علينا".
واعتبر أستاذ الدراسات الإسلامية، أن خروج المؤتمر وتأكيده على مبدأ المواطنة هو امتداد للفكر الإسلامي الصحيح المعتدل، الذي يحترم جميع الاختلافات، وينبذ العداوات بين أبناء المجتمع الواحد.
4- مصطلح الأقليات.. بداية التطرف
المساواة بين جميع الأشخاص في الحقوق والواجبات، والتحذير من استخدام مصطلح الأقليات في المجتمع بكثرة مؤخراً، كانت الكلمة الرئيسية لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال كلمته الأخيرة التي ذكر فيها بنود إعلان المؤتمر، لينوه الشيخ سالم عبد الجليل، أن كلمة الأقليات لا وجود لها في الشريعة الإسلامية، ولم تعرف الدولة الإسلامية طول القرون الماضية هذا المصطلح، مشيراً إلى أنه مصطلح قادم من البلاد الغربية، ولكن القيم الإسلامية تؤكد دوماً أن لكل إنسان قيمة بغض النظر عن لونه أو جنسيته أو دينه.
وأتفق أبو ليلة مع وجهة نظر عبد الجليل، قائلاً "الإسلام لا يصف أحداً بالأقلية، ولكن هدفه محاربة العصبية الدينية والقبلية"، مؤكداً أن الدول المستعمرة قديماً لجأت لهذا المصطلح، واستخدام كورق ضغط في الحياة السياسية، والتي دخلت من خلالها بوادر التطرف الفكري.
5- التعايش المشترك.. مبدأ الحياة
وخلال جلسات المؤتمر كان التعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين هو ركيزة في حوار قادة الدين الإسلامي والمسيحي، وهو أحد البنود النهائية لإعلان توصيات المؤتمر، ليحظى المؤتمر بكلمات ثناء من قبل علماء الدين.
وأثنى أبو ليلة في تصريحاته لبوابة "العين" الإخبارية، على فكرة المؤتمر وتأكيده على التعايش المشترك والحرية في الاعتقاد، وهي أسس الحياة التي رسخ لها الإسلام في آيات قرآنية عديدة، منوهاً إلى أن الاختلاف لا يعني العنف، فالاختلاف تكامل وتعايش مشترك، ويؤدي لتكافل وتعاون بين جميع الأشخاص، واصفًا حالة الاختلاف بـ"اختلاف القلوب وليس اختلاف العقول"، فاختلاف العقول يحقق نهضة، بينما اختلاف القلوب يؤدي إلى العنف.
6- التماسك والإدارة.. مسؤولية الدولة الوطنية الدستورية
واستشهد محمد أبو ليلة، بنموذج مصر كال دولة الوطنية الدستورية، التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي، فالتلازم والتماسك أسس يجب ان تضعها المجتمعات، للحفاظ على مبادئ التسامح والتعايش المشترك.
ومن جانبه، ثمّن الدكتور عبد الجليل، من إشارة الأمام الأكبر الشيح الطيب، على عوامل التماسك وتقرير الإدارة المشتركة، التي تعتمد على الدولة الوطنية الدستورية القائمة على مبدأ المواطنة والمساواة وحكم القانون، موضحاً أن الأزهر وقائده الأكبر يخشان من تقسيم الدول وظهور العصبيات والطائفية، مثلما ما حدث في بعض الدول العربية العراق، وسوريا، ولبنان.
وأضاف أن إدراك ووعي الأزهر لدور الدولة في وضع أسس لمحاربة الإرهاب، والتخوف من وجود تقسيم وطائفية، حتم عليهم وجود هذا البند ضمن التوصيات الرئيسية لمؤتمر الحرية والمواطنة.
7- تبرئة الأديان.. بداية الحل
"الإرهاب المسلح صناعة غربية" بهذا الوصف تحدث وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، عن أسباب ظهور الإرهاب المسلح والتنظيمات الإرهابية التي عملت على الزج باسم الأديان في عملياتهم الإجرامية، التي استهدفت وروعت الأبرياء، مؤكداً أن الدين الإسلامي وجميع الأديان بريئة من ظهور التطرف الفكري الذي تحول لعنف مسلح على يد التنظيمات من القاعدة إلى داعش، بهدف إسقاط الدول العربية في مأزق كبير صعب التخلص منه، وهو التناحر بين أبناء الدولة الواحدة.
واعتمد عبد الجليل في تحليله، على الأحداث الأخيرة التي استهدفت مسيحيي العريش، شمال سيناء، مشيراً إلى أن ما يحدث هو أمر بعيد تماماً عن أي دين أو فكر إنساني، بل هو عمل ومخطط تنظيمات إرهابية كبرى.
ليثني على دعوة شيخ الأزهر، للتصدي لمصطلح "الإسلاموفوبيا" والكف عن زج اسم الدين الإسلامي في الإرهاب، متمنياً أن يتم تنفيذ توصيات وبنود إعلان المؤتمر، والتي تقع مسؤوليتها على جميع المؤسسات المجتمعية والحكومية.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز