3 رجال في حياة الظواهري.. تطرف يطمس مسار اعتدال
3 شخصيات غيرت حياة أيمن الظواهري زعيم القاعدة، وطمست أفكار عائلته الليبرالية المعتدلة، واستبدلتها بأفكار ظلامية متشددة.
مسار بالغ التعقيد لرجل نبضت حياته على إيقاع متضارب حشره في زاوية التطرف، وقاده نحو رأس أكثر التنظيمات الإرهابية دموية بالعصر الحديث، قبل أن تعيد أنباء وفاته كواليس حياته إلى الواجهة.
ومؤخرا، أعلنت حسابات تابعة لعناصر من القاعدة، بينها "حراس الدين"، إحدى أذرع التنظيم الإرهابي في سوريا، وفاة الظواهري، فيما لم يتسن حتى اليوم التأكد من صحة الخبر أو عدمه.
ومع تداول الخبر، عادت دائرة الضوء لتسلط على حياة رجل يقول عنه رفاقه إنه لم يكن مميزا في أي شيء، بل كان مترددا عاجزا عن حسم أي موضوع، وحتى حين يصل إلى قرار، فإن نتائجه تكون كارثية، وفق تقارير إعلامية.
لكن تقاطع الظواهري مع 3 شخصيات غير مساره بشكل جذري، وجرده من ملامح الشاب المنحدر من عائلة ليبرالية، وتزج به في عالم الفكر المتشدد.
طنطاوي.. انحراف المسار
في حال صحت أخبار وفاته، فإن لا أحد يعلم أين دفن جثمان الظواهري المنحدر من عائلة كبيرة بمصر، ولديها مقابر خاصة.
عائلة منفتحة ومعتدلة خرج منها أحد شيوخ الأزهر السابقين، غير أن سموم التطرف طالت ابنها أيمن، لتقوده إلى عالم الإرهاب والتشدد، وتنصبه زعيما لتنظيم روع العالم بجرائمه.
بدايات الظواهري كانت بانضمامه لمجموعة تعتنق خليطا من الأفكار السلفية والجهادية، تعرف بمجموعة المعادي لمؤسسها إسماعيل الطنطاوي، الشخصية الأولى التي حرفت مسار الظواهري من الاعتدال إلى التطرف.
حدث ذلك في ستينيات القرن الماضي، حيث لعب طنطاوي على وتر العواطف الدينية للظواهري، وأقنعه بالانضمام للجهاديين والابتعاد عن حياة الترف والثراء.
حينها، كان الظواهري لا يزال طالبا في الثانوية، وهو ما جعل مهمة الطنطاوي يسيرة، حيث أقنعه لاحقا بالسفر إلى أفغانستان، ليصبح زعيما لأكبر تنظيم إرهابي في العالم.
شخصية شكلت منعطفا في حياة الظواهري، ويعتقد مختصون أنه لا يزال حيا ويقيم في هولندا التي فر إليها قبل أكثر من 40 عاما، وحصل فيها على اللجوء السياسي، ثم انقطعت أخباره.
البرعي وهراس
التقارير نفسها تحدثت أيضا عن قيادات أخرى ساهمت في انحراف مسار الظواهري، وهما نبيل البرعي وعلوي مصطفى.
وكان البرعي يؤمن بفكرة التغيير المسلح وتغيير نظام الحكم بالقوة، وهي السموم التي بثها في الظواهري.
ولاحقا، استقل البرعي بمجموعة تضم الظواهري ورفاقا آخرين على غرار عصام القمري وعبدالعزيز الجمل وسيد موسى، وكانت المجموعة تترد على مسجد الكيخيا في منطقة عابدين بالقاهرة، ومسجدي جماعة أنصار السنّة والجمعية الشرعية.
وفي تلك المساجد، حدث لقاء الظواهري بالشيخ محمد خليل هراس، الشخصية الثالثة التي رسمت مساره، حيث كان يتلقى دروسه على يده، ما ساهم في تشكيل ثقافته.
كان هراس أحد أبرز دعاة السلفية في مصر، وأحد مروجي فكرة الجهاد المسلح، وله العديد من الكتب في هذا الشأن، والتي أثرت بشكل كبير على الظواهري ورفاقه، ونحتت شخصيته التي لم تكن في ظاهرها مميزة، لكنها استطاعت قيادة أخطر تنظيمات العصر الحديث.