علاج بـ"الصوت والضوء" يساعد على إبطاء ألزهايمر
وجد فريق من الباحثين الأمريكيين دوراً جديداً للصوت والضوء في علاج مرض ألزهايمر.
وعلى الرغم من أن الجهود المبذولة من قبل العلماء حتى الآن لتطوير أدوية لعلاج مرض ألزهايمر لم تؤت ثمارها بعد، إلا إن هناك دراسة جديدة تسلط الضوء على علاج يبدو واعداً لهذا المرض المزعج، وذلك بالاعتماد على وسائل غير دوائية عبر الصوت والضوء، وفقاً لموقع "يو بي آي" الأمريكي.
وقال الموقع، في تقرير نشره الأربعاء، إن دراسة أمريكية جديدة أظهرت أن تعريض مرضى ألزهايمر لمدة ساعة في اليوم للصوت والضوء المعدلين بعناية يؤدي، بمرور الوقت، إلى إبطاء ضمور المخ الذي ينتج عن الإصابة بألزهايمر.
وأوضح الموقع أن هذه العملية تتم من خلال تقوية نوع معين من أنماط الموجات الدماغية الإيقاعية، والتي تسمى "موجات جاما"، المعروف أن قوتها تتضاءل لدى مرضى ألزهايمر.
ونقل الموقع عن المؤلفة المشاركة في الدراسة، مديرة معهد بيكوير للتعلم والذاكرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الولايات المتحدة، الدكتورة لي هوي تساي، قولها: "يتمثل نهجنا في التلاعب بقوة موجات جاما عن طريق تعريض الفئران أو الأشخاص للصوت والضوء عند تردد معين للتأثير على المخ" .
وفي الدراسة، قام الباحثون بإخضاع 15 مريضاً تم تشخيصهم بألزهايمر الخفيف، لتجربة على مدى 3 أشهر، تم خلالها تزويد جزء من هذه المجموعة بمعدات تسمح لهم بالحصول على جرعة يومية من الضوء والصوت المتزامنين بعناية، وكانت كل جلسة مدتها ساعة، فيما خضع المرضى الآخرون لجلسات "صورية" يومية من الضوء المستمر والضوضاء البيضاء (والتي تعمل على خلق إيقاع موسيقي من أجل وجود أصوات دائمة في الخلفية، وذلك من أجل منع أي أصوات من إثارة وعي الشخص).
وبعد مرور 3 شهور، كشفت الفحوصات التي أجريت أدمغة المرضى المشاركين في التجربة أن فاعلية الموجات قد تحسنت في المجموعة التي خضعت للعلاج بالصوت والضوء، وتباطأت علامات ضمور المخ المرتبطة بمرض ألزهايمر، كما كان أداء هذه المجموعة أفضل في اختبارات التعرف على الوجه والاسم اللاحقة، مع عدم وجود آثار جانبية ملحوظة، حسب الموقع.
وفي دراسة منفصلة، بقيادة الأستاذة المساعدة في كلية الطب بجامعة ييل، الولايات المتحدة، ميهالي هاجوس، قام باحثون بإخضاع 74 مريضاً بألزهايمر تتراوح إصابتهم بين الخفيفة والمتوسطة، لتجربة لمدة 6 أشهر، خضع نصف المرضى فيها لجلسات الصوت والضوء المتزامن لمدة ساعة واحدة يومياً، فيما خضع النصف الآخر لجلسات صورية يومية.
ووجد الباحثون أن معدل ضمور المخ لدى المجموعة التي تلقت العلاج بالصوت والضوء كان أقل بنسبة 65٪ مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج الصوري.
وأشار الموقع إلى أنه قد تم إعلان نتائج كلتا الدراستين في الاجتماع السنوي لجمعية ألزهايمر، الذي عُقد عبر الإنترنت، ناقلاً عن تساي قولها: "التجارب التي قمنا بإجراءها تكشف أن هذا العلاج آمن وأن الناس يتحملونه بشكل جيد، إذ أنه يحافظ على حجم المخ لدى مرضى ألزهايمر، ويحافظ على بعض الوظائف المعرفية واليومية لدى هؤلاء المرضى".
كما نقل عن مديرة المشاركات العلمية في جمعية ألزهايمر، ريبيكا إيدلماير، قولها إن استكشاف "أفكار خارج الصندوق" مثل هذه تعد أمراً مُرحب به.