حلول زائفة أم صراع على مستقبل الأمازون؟.. انتقادات لمبادرة البرازيل في COP30
في أجواء مشحونة داخل قمة المناخ COP30، تصاعدت اعتراضات جماعات السكان الأصليين والمنظمات البيئية على مبادرة “مرفق الغابات الاستوائية للأبد”، وسط تحذيرات من تحول الحلول المناخية إلى أدوات رأسمالية مقنعة.
وترى الحركات الشعبية أن السياسات البيئية المقترحة في القمة تهمش أصوات الشعوب الأصلية، وتحول الموارد الطبيعية إلى سلعة، فيما تتزايد الدعوات لإقرار حلول عادلة قائمة على حماية الغابات والحقوق المجتمعية.
انتقدت جماعات السكان الأصليين، إلى جانب منظمات حقوقية وبيئية، مبادرة «مرفق الغابات الاستوائية للأبد» (TFFF) التي تعد من أبرز مقترحات البرازيل في مؤتمر الأطراف الثلاثين، معتبرين أنها «حل زائف» يُعيد إنتاج منطق رأسمالي يفاقم الأزمات بدل معالجتها، ولا يحقق حماية حقيقية للبيئة.
وفي رسالة رسمية سُلّمت إلى رئيس المؤتمر، أندريه كوريا دو لاغو، أدانت مجموعات المجتمع المدني —ومن بينها وفود للشعوب الأصلية قدمت من مختلف مناطق الأمازون— الرأسمالية بوصفها «السبب الجوهري لأزمة المناخ المتصاعدة»، مؤكدة أن النماذج الاقتصادية القائمة تقوّض العدالة المناخية وتُهمّش المجتمعات المحلية.
وجاءت الرسالة نتيجة عامين من التحضير وفعاليات "قمة الشعوب" التي احتضنتها مدينة بيليم على مدار أسبوع، بمشاركة ما يزيد على 23 ألف شخص من 65 دولة، شكلوا منصة موازية للتعبير عن المخاوف البيئية والاجتماعية المتنامية.
وفقا للغارديان، تشير الوثيقة إلى أن «التحول في مجال الطاقة يُدار حاليًا بمنطق رأسمالي يكرّس الممارسات الضارة»، محذّرة من أي مبادرة تُعد «حلًا زائفًا» يحرف النظر عن حلول عادلة وشاملة تراعي حقوق السكان الأصليين ومقتضيات حماية النظم البيئية. وأكدت أن خصخصة الموارد العامة وتسليعها وتمويلها تتناقض مع مصالح الشعوب، وتضعف قدرتها على إدارة أراضيها ومواردها الطبيعية.
وبحسب الوثيقة، التي قُدمت في ختام قمة الشعوب، فإن الهدف من هذه المطالب هو توجيه رسائل واضحة قبل دخول المؤتمر أسبوعه الثاني المخصص للمفاوضات رفيعة المستوى، حيث تُحسم البنود الأساسية المرتبطة بالسياسات المناخية.
ودعا البيان إلى الاعتراف بالهواء والغابات والمياه والأراضي والمعادن ومصادر الطاقة بوصفها «ملكيات عامة للشعوب»، مع التشديد على ضرورة ترسيم وحماية أراضي السكان الأصليين باعتبارهم الحراس الفعليين للغابات والأقاليم الحيوية. كما طالب بإنهاء إزالة الغابات بالكامل، وتنفيذ إصلاح زراعي شعبي، وتعزيز ممارسات الزراعة البيئية التي تحافظ على النظم الطبيعية وتحدّ من الانبعاثات.
وشدد أصحاب البيان على ضرورة مكافحة العنصرية البيئية وبناء مدن عادلة ومستدامة، إلى جانب ملاحقة مرتكبي الجرائم البيئية والاجتماعية والاقتصادية، وفرض عقوبات واضحة تضمن عدم الإفلات من المساءلة.
ورغم توقع تراجع الحضور الشعبي خلال الأسبوع الثاني من القمة، إلا أن العديد من النشطاء ما زالوا موجودين في بيليم، ما ينذر باستمرار الضغوط على رئاسة COP30 ووفود الدول المشاركة، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستسفر عنه المفاوضات المقبلة من التزامات ملموسة تعكس تطلعات الشعوب وحجم التحديات المناخية الراهنة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE4IA== جزيرة ام اند امز