الإماراتي علي الحمادي لـ"العين الإخبارية": أنا سفير الخط العربي
الإماراتي علي عبدالله الحمادي يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن مسيرته مع فن الخط العربي وفن التذهيب، والمصاعب التي واجهها
كان الشغف بالخط العربي منذ الطفولة هو ما دفع الإماراتي علي عبدالله الحمادي إلى تعلم الخط العربي منذ المرحلة الإعدادية، فاهتم بممارسة وتعلم الأشكال الهندسية من خلال مشاهدة الصحف والمجلات والخطوط العربية القديمة، فمارسه حتى أتقنه.
علي عبدالله الحمادي، وهو من إمارة الشارقة، ويعمل موظفا في القطاع الحكومي بمجال "الصحافة"، يقول لـ "العين الإخبارية": "بدأت ممارسة الخط العربي في المرحلة الإعدادية، حيث كنت شغوفا بتقليد الأشكال الهندسية التي أشاهدها في الصحف أو المجلات أو على علب المنتجات الاستهلاكية وغيرها، وقادني هذا التقليد في البداية إلى تعلم الخط الكوفي، حيث يعتمد هذا الخط بالدرجة الأولى على استخدام الأدوات الهندسية، ومع مرور الوقت تعلقت بالخط العربي بشكل أكبر، وتعمقت في دراسته بشكل ذاتي، حيث لم يكن هناك مدرسون أو مراكز ومعاهد لتعلم هذا الفن في تلك الفترة، فاجتهدت في تعلمه من خلال الكتب والتقليد".
أما عن الخط الأقرب إلى قلبه فيقول الحمادي: "إنه الخط الكوفي لأنني بدأت معه مشوار الخط العربي، وتعلقت به لأنه يتألف من 30 نوعا مختلفا تقريبا، وكل نوع له خواصه وجمالياته، ولهذا يعتبر الأقرب إلى نفسي، ومن ثم تعلمت الخطوط الأخرى مثل الرقعة والديواني والديواني الجلي وغيره".
ويضيف الحمادي: "حصلت على الكثير من الجوائز التقديرية والتشجيعية وصلت إلى 70 جائزة، منها جائزة المركز الثالث بجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وتتراوح مشاركاتي بين 10 إلى 15 مشاركة سنويا، منها في ملتقى الشارقة الدولي للخط العربي، ومعارض مداد الوطن ومهرجان الفنون الإسلامية، ومعارض مركز الشارقة للخط العربي، والمعرض الأول لافتتاح مركز فنون مدينة الذيد ومعارض فردية كثيرة شاركت بها في جهات حكومية، وخاصة في المناسبات المجتمعية والوطنية، مثل معارض الخط في اليوم الوطني، ومعارض الخط في شهر رمضان المبارك، وغيرها".
وحول الإشارة إليه باعتباره "سفير الخط العربي"، يقول علي الحمادي: "لقبني به أحد الأصدقاء، وأعتز به كثيرا، فذلك هو نشاطي الفني الذي أقوم به، وخصوصا في تقديم الدورات والورش على مستوى الدولة".
أما عن فن التذهيب، فيقول علي الحمادي: "هو عبارة عن طريقة لكتابة الخط العربي بشرائح الذهب، ومن المعروف أن الذهب يُستخدم في الخط العربي، خصوصا في كتابة المخطوطات وتزيين المصاحف، وتختلف تقنيات الكتابة والتزيين بالذهب من شرائح الذهب للتدريب عن شرائح الذهب الأصلي، ويعتمد ذلك على عيار الذهب المستخدم، فهناك ذهب يُستخدم للورش والتعليم والدورات، وهناك ذهب مثل عيار 21-23-18-24 له ميزة مختلفة تماما ويحتاج إلى تدريب للتمكن منه، ولهذا أحرص على أن يستفيد المتلقي من فن التذهيب في الدورات التي أقدمها".
ويتحدث علي الحمادي عن الصعوبات التي واجهته فيقول: "في بداية مشواري مع الخط، لم يكن هناك أساتذة أو حتى مقاطع فيديو يمكن الاستعانة بها في تعلم الخط، فاجتهدت في البحث عن تعلم هذا الفن الأصيل ذاتيا من هنا وهناك، كما أن أدوات الخط التي نستخدمها مثل قصب الخط والحبر والمحابر والحرير والورق المصقول غير متوفر، وكانت تلك الصعوبة الثانية التي واجهتها، أما الصعوبة الثالثة فتكمن في تقبل الجمهور لفكرة أن الخط العربي فن أصيل وله تاريخ عريق وله قوانين وقواعد وأسس، فأغلب شرائح الجمهور ليست لديها خلفية جيدة عن الخط وتاريخه، ولهذا تنظر إليه على أنه كتابة على ورق فقط، ولمست ذلك من خلال عدة مواقف مع الناس في المعارض، الصعوبة الرابعة التي واجهتني هي كيفية إبراز نفسي كخطاط على الساحة المحلية قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أما الآن، ولله الحمد، تغيرت الأمور بشكل أفضل، فلم تعد هناك أي صعوبات للراغبين في تعلم الخط العربي والزخرفة الإسلامية".
ويختتم الحمادي حديثه بأن طموحه يتركز على الارتقاء بفن الخط العربي وإيصاله إلى العالمية وأكبر شريحة في المجتمع الإماراتي، "لأن الخط اليوم لم يعد مجرد كتابة معلقة على حائط، وإنما دخل في أمور كثيرة جدا منها التزيين والتجارة، ولهذا أرغب بأن يتعلم الناس هذا الفن وأن يتعمقوا فيه وأن يستفيدوا في حياتهم من الخوض في تاريخه، ولهذا فإن الورش التي أنفذها في المجتمع 95% منها تطوعية في المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، فالطموح هو نقل المعرفة للآخرين، بقي أن أشير إلى أنني كوَّنت لنفسي متحفا مصغرا يتألف من أهم وأشهر المصاحف التي كتبت من 500 عام وحتى الآن، وعدد من القطع والمقتنيات التي يستخدمها الخطاطون، وعدد من المخطوطات النادرة، وأقوم بأخذ هذه التحف معي في أغلب الورش والمعارض التي أنفذها".