المغرب وإسرائيل.. علاقات "دافئة" ولبنة لبناء السلام
شدد سفيرا المغرب وإسرائيل لدى المكسيك على أهمية العلاقات بين بلديهما، مُعتبرين أنها "لبنة أساسية لبناء السلام في المنطقة".
فبعد أشهر قليلة من استئنافها، تجاوزت العلاقات الإسرائيلية المغربية حُدود البلدين، لتمتد نحو بُلدان أخرى، من خلال لقاءات وزيارات مُجاملة بين سفراء البلدين في دول أخرى.
وفي هذا الصدد، استقبل عبد الفتاح اللبار، سفير الرباط في مكسيكو، نظيره الإسرائيلي زفي تال، في إطار زيارة مجاملة يقوم بها هذا الأخير بمناسبة استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل.
مهمة ودافئة
وعبر السفير الإسرائيلي في مكسيكو عن سعادته البالغة بإعادة هذه العلاقات، واصفا إياها بـ”المهمة والدافئة”، وبأنها “لبنة أساسية لبناء السلام في المنطقة، نظرا للثقل السياسي الذي تتمتع به المملكة على المستوى الإقليمي، ولما يجمع البلدين من روابط ثقافية وتاريخية في ظل وجود جالية يهودية كبيرة ذات أصول مغربية، ظلت مرتبطة بشكل عاطفي ووجداني ببلدها الأم”.
وأعرب السفير الإسرائيلي عن أمله في ترجمة هذا التقارب على أرض الواقع من خلال تعزيز التعاون بين البلدين، لما فيه مصلحة الشعبين معا.
وأضاف أن العلاقة العميقة بين المغرب والشعب اليهودي عمرها آلاف السنين، وأن استئناف العلاقات بين البلدين حلم تحقق للعديد من الإسرائيليين من أصول مغربية.
التعايش وتقارب الثقافات
بدوره أشاد عبد الفتاح اللبار، السفير المغربي لدى مكسيكو بالقرار التاريخي لاستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وشدد على أن هذه الخُطوة تُكرس التعايش وتقارب الحضارات والثقافات والأديان بين اليهود والمسلمين، باعتباره شكلا حضاريا راقيا في المنطقة برمتها؛ وذلك من خلال متانة العلاقات التي ميزت اليهود مع جيرانهم المسلمين في المملكة المغربية.
ولفت إلى أن اليهود يتمتعون باحترام وتقدير كبيرين؛ وهو ما جعل من بلادنا دولة رائدة في مسألة التسامح الديني في المنطقة برمتها.
وأكد اللبار أن المغرب يُشكل نموذجا فريدا في التعايش المشترك، باعتبار الرافد العبري مكونا أساسيا وجزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية للمغرب “الذي يظل فخورا ببناته وأبنائه مسلمين ويهودا، الذين لا يتوانون عن التعبير أينما كانوا عن ارتباطهم بالوطن الأم، والاعتزاز بأصولهم المغربية”.
كما أكد على ضرورة “صنع السلام معًا وتحقيق مستقبلً أفضل للأجيال القادمة”.
اتفاق ثُنائي
واتفق اللبار مع ضيفه على العمل سويا من أجل وضع برنامج يروم تعزيز العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والسياحي، والاستفادة من الإمكانيات المتاحة قصد خلق شراكات بين الفاعلين بصيغة رابح- رابح، وكذا إعداد لقاء يجمعهما معا مع الجالية اليهودية المغربية المقيمة في المكسيك، لربط الحاضر بالماضي، وتقوية الروابط بينها ووطنها الأم.
كما اقترح السفير بالمناسبة ذاتها تنظيم مهرجان متنقل لمركز الذاكرة اليهودية -بابا سالم- المتواجد بإسرائيل، وبيت الذاكرة الذي افتتحه العاهل المغربي الملك محمد السادس السنة الماضية بمدينة الصويرة، “وذلك من أجل التعريف بالإرث العبري المغربي الذي يعتبر جزءا من التراث الروحي والثقافي للمملكة المغربية”.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز