قطعة عنبر توثق قصة حب ذبابتين عمرها 40 مليون سنة
الأشجار الصنوبرية تفرز "الصمغ" من لحائها عندما يجرحها جارح، لحماية نفسها من الأمراض، وكان يتسبب ذلك في حبس الكائنات الحية.
قبل 40 مليون سنة أو نحو ذلك، في الطرف الجنوبي من قارة جوندوانا (قارة بدائية كانت توجد في الحقبة الجيولوجية الوسطى بين 200 مليون سنة و65 مليون سنة)، تمت عملية تزاوج بين 2 من الذباب طويل الأرجل فوق فروع أحد الأشجار.
لكن مصادفة جعلت مشهد هذه العملية يستمر ملايين السنين، ليكتشفه علماء الحفريات بحوض أوتواي في جنوب أستراليا.
وبينما كانت تتم عملية التزاوج، سقطت عصارة لزجة من الشجرة عليهما، ولم يكن هناك مجال للهروب، لتكون تلك اللحظة بمثابة بداية ونهاية لقصة حب، حفظتها هذه العصارة المسماة بالعنبر أو الكهرمان لمدة 40 مليون عاماً، وتصبح مادة لدراسة علمية نشرت في العدد الأخير من دورية "ساينيفيك ريبورتيز".
وكانت الأشجار الصنوبرية المنقرضة تفرز هذه العصارة "الصمغ" من لحائها، عندما يجرحها جارح حتى تستطيع حماية نفسها من الأمراض، وكان يتسبب ذلك في حبس الكائنات الحية التي كانت توجد على الشجرة.
وقال الباحث الرئيسي بالدراسة من جامعة موناش بأستراليا، جيفري ستيلويل في تقرير نشره موقع "ساينس أليرت"، الأحد، إنه لا يستطيع تصديق عينيه، فليس من المألوف العثور على مثل هذه العينات في أستراليا، ناهيك عن أن العينة جمدت مخلوقين في عملية التزاوج، وهي حالة نادرة وغير مسبوقة.
وحتى الآن، معظم سجلات حفريات العنبر مكتشفة في نصف الكرة الشمالي، لذلك كان هذا الاكتشاف في جنوب أستراليا كافياً للدفع بعملية بحث أوسع، للعثور على المزيد.
وأضاف "ستيلويل": "الذبابتان المتزاوجتان هما فقط غيض من فيض، وأعتقد أن هناك المزيد من العنبر ليتم اكتشافه".
ومن جانبها، قالت عالمة الحفريات فيكتوريا ماكوي، التي لم تشارك في الاكتشاف، لصحيفة نيويورك تايمز، إنها تعتقد أن صورة الاكتشاف واضحة جداً.
وأضافت: "هذا أحد أعظم الاكتشافات في علم الحفريات بأستراليا، وقد يكون أول مثال على (السلوك المجمد) في السجل الأحفوري للقارة".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuOTgg جزيرة ام اند امز