يبني الحوثيون سردية عبثهم في مضيق باب المندب، بأمر من إيران طبعاً، على أساس منع بعض السفن التجارية من الذهاب لموانئ إسرائيل، من أجل الضغط عليهم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة..
لكن نذكِّر الجميع بأن الحوثيين أنفسهم يحاصرون منذ سنوات مدناً ومناطق يمنية، مانعين عنها الدواء والغذاء وكل أشكال المساعدات الإغاثية خدمة لمشروع إيران، القائم على تجويع البشر، كي يؤيدوا الحوثيين ويقبلوا بهم.
ومع دخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط، وإغراقها قوارب حوثية في عرض البحر الأحمر، واعتراف الحوثي بهلاك عشرة من مرتزقته، يستحضر المرء حجم التساهل الأمريكي مع المليشيات في المنطقة، بل ومجاملة واشنطن لها على حساب أمن واستقرار الجميع، وهنا لا بد من الوقوف عند النقاط التالية:
● إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، حبيسة سجن العقيدة الأوبامية تجاه الشرق الأوسط، تلك عقيدة سياسية وعسكرية ابتدعها الرئيس السابق سيئ الذكر باراك أوباما، حين أقر بنفوذ إيران، وسعى لاتفاق نووي سري غير منصف معها، دون أن يشرك أو يعلم حتى دول الخليج العربي، حتى جاء خلفه الرئيس السابق دونالد ترامب وأعلن عن انسحاب أمريكا من الاتفاق، ولم يستطع جو بايدن حتى اللحظة، وهو نائب الرئيس أوباما سابقاً، والمعجب بكل منهجية أوباما وسياساته، أن يعود إلى الاتفاق المشؤوم، على الرغم من التنازلات التي يقوم بها حيال إيران يومياً.
● لم تدخر السعودية والإمارات جهداً منذ اليوم الأول لتشكيل التحالف العربي لمكافحة الإرهاب الحوثي في اليمن، بل وحذرتا الجميع من خطر هذه المنظمة الحوثية الإرهابية، والغرب بقيادة أمريكا للأسف، كان يقابل ذلك بسياسة يختصرها مثل عربي عامي "أذنٌ من طين.. وأذن من عجين" كناية عن اللامبالاة التي مارسها حكام البيت الأبيض وحلفائهم.
● يقبل الأمريكيون الآن - وهنا المصيبة - بوجود حوثي عسكري في مضيق باب المندب، بل ويعلنون دون خجل، أن تحالفهم البحري الهش والمعلن قبل أيام "تحالف منع وليس تحالف ردع" تجاه الحوثيين، وهذا أمر خطير بمجمله، لأن أمريكا تقر بسيطرة المليشيات وتتقبل ذلك، وهي الدولة القوية القادرة على قصف أهداف حوثية في صنعاء، تجعل الحوثي الإرهابي يحسب ألف حساب، قبل ممارسة أي عبث أو أي قرصنة قبالة السواحل اليمنية
● موقف دول المنطقة الآن، يلخّصه الموقف القائم على مخاطبة الأمريكي بمثل عربي فصيح وشهير: يداك أوكتا وفوك نفخ، بعبارة أوضح، التآمر الأمريكي على التحالف العربي ومنعه من أداء مهامه الحقيقية، تآمر أدى في نهاية المطاف إلى هذه النتيجة الحتمية من تمدد إيران على طول مضيق باب المندب.
خلاصة القول يمكن اختصارها بكلمتين، المليشيات الحوثية تهديد حقيقي لأمن العالم الآن، والتراخي الأمريكي الغربي سبب أساسي في المشهد الخطير الذي يراه العالم اليوم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة