أمريكا في النيجر.. وفد صغير يناقش الرحيل
غداة احتجاجات في النيجر تطالب برحيل القوات الأمريكية، بدأت الولايات المتحدة الإثنين، بإجراء مناقشات مع النيجر بشأن سحب أكثر من ألف جندي أمريكي من البلاد التي تعد قاعدة رئيسية لعمليات مكافحة الإرهاب الإقليمية.
وكان المجلس العسكري في النيجر الذي يحكم منذ إطاحته رئيس البلاد العام الماضي، قال في مارس/آذار الماضي إنه ألغى اتفاق التعاون العسكري مع واشنطن التي وافقت على سحب قواتها الأسبوع الماضي، ووعدت بإرسال وفد إلى نيامي في غضون أيام.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر للصحفيين: «في استطاعتنا أن نؤكد بدء المناقشات بين الولايات المتحدة والنيجر بشأن انسحاب منظم للقوات الأمريكية من البلاد»، مضيفًا أن وزارة الدفاع أرسلت «وفدا صغيرا من البنتاغون والقيادة الأمريكية في أفريقيا للمشاركة في المناقشات».
ولم يسبق أن جرى أي تغيير على مستوى القوات أو قاعدة الطائرات المسيّرة الأمريكية في النيجر التي تمثل محورا أساسيا في الاستراتيجيتين الأمريكية والفرنسية لمحاربة الإرهابيين في غرب أفريقيا.
وأكد رايدر أن الولايات المتحدة «ستواصل استطلاع الخيارات بشأن كيفية ضمان قدرتنا على الاستمرار في مواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة، في أعقاب الانسحاب».
القاعدة 201
ويتمركز العديد من الأمريكيين المنتشرين في النيجر في القاعدة الجوية الأمريكية 201، وهي منشأة عمرها ست سنوات كلفت 110 ملايين دولار في صحراء شمال البلاد. لكن منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد بازوم، ظلت القوات هناك في حالة غير نشطة، حيث تم إيقاف معظم طائراتها بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper باستثناء تلك التي تقوم بمهام المراقبة لحماية القوات الأمريكية.
ومن غير الواضح مستقبل القاعدة التي أنشأتها أمريكا، وخاصة إذا تعمقت علاقات النيجر مع الكرملين.
وبسبب الانقلاب، اضطرت الولايات المتحدة إلى تعليق العمليات الأمنية والمساعدات التنموية للنيجر. ولا يزال بازوم رهن الاعتقال، بعد ثمانية أشهر من الإطاحة به.
ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة كانت ترغب في الحفاظ على شراكتها مع البلاد، لكن الوصول المفاجئ لـ100 مدرب روسي ونظام دفاع جوي إلى النيجر الأسبوع الماضي جعل فرص التعاون على المدى القصير أقل احتمالا.
خطة بديلة
وتناقش وزارة الدفاع الأمريكية إنشاء قواعد جديدة للطائرات بدون طيار مع العديد من دول غرب أفريقيا الساحلية كنسخ احتياطية للقاعدة في النيجر، وهي دول غير ساحلية. وقال مسؤولون عسكريون، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة الأمور التشغيلية، إن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى.
ورغم ذلك، فإن مسؤولين أمنيين ودبلوماسيين حاليين وسابقين أكدوا أن موقع النيجر المهم استراتيجيا واستعدادها للدخول في شراكة مع واشنطن سيكون من الصعب استبداله.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز