عقوبة غير مسبوقة.. أمريكا تحظر التعامل مع البنك المركزي الروسي
حظرت الولايات المتحدة الإثنين التعامل مع البنك المركزي الروسي، في عقوبة غير مسبوقة بشدّتها تعكس عزمها على شلّه ردا على حرب أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الإثنين أنها تحظر بمفعول فوري أي تعامل مع المؤسسة المالية الروسية، في وقت يسجل الروبل انهيارا.
وعلى إثر الإعلان الأمريكي، اتخذت كندا قرارا مماثلا.
وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية، في بيان إن هذا "القرار له تأثير بشل حركة كل الأصول التي يملكها البنك المركزي الروسي في الولايات المتحدة"، ما سيحد بقوة من قدرة موسكو على الدفاع عن عملتها، ودعم اقتصادها.
وسيؤدّي هذا القرار، المرتبط بعقوبات شبيهة فرضها العديد من حلفاء الولايات المتحدة، إلى الحدّ من قدرة موسكو على استخدام الاحتياطي النقدي الذي تملكه لشراء الروبل، وذلك حسب وكالة فرانس برس.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو "من الآن وصاعدا، يحظّر على أي مؤسسة مالية كندية التعامل مع البنك المركزي الروسي" مؤكدا أن "هذا يمنعه من نشر احتياطات روسيا النقدية الدولية ويحد أكثر من قدرة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على تمويل الحرب التي اختارها".
التضخم في روسيا
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، خلال اتصال هاتفي، إن عمليات الحفاظ على العملة الروسية التي بدأت تنهار "لن تعود ممكنة وأصبح "سور روسيا" دون دفاع".
واعتبر، أن العقوبات المُنسّقة ستخلق "حلقة مفرغة" للاقتصاد الروسي، وتوقّع أن "يزداد التضخّم بالفعل، وتنهار القدرة الشرائية وتنهار الاستثمارات".
وأضاف "هدفنا هو ضمان أن يتراجع الاقتصاد الروسي كلّما قرر الرئيس بوتين التقدّم أكثر في غزو أوكرانيا".
قال مسؤولون أمريكيون، الإثنين، إن من المرجح أن تؤدي العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها الولايات المتحدة، وحلفاؤها على البنك المركزي الروسي، ومؤسسات رئيسية أخرى لإدارة الثروة إلى ارتفاع التضخم في روسيا، وتقويض قوتها الشرائية وتراجع الاستثمارات، وذلك حسب رويترز.
وأضاف المسؤولون، مع بدء سريان العقوبات الغربية أن البنك المركزي الروسي يحاول نقل مئات المليارات من الدولارات إلى ملاذات آمنة منذ الإعلان عن العقوبات لأول مرة يوم السبت، مضيفين أن إجراءات يوم الاثنين ستعيق قدرته على التحكم في تدفق الأموال.
وفرضت الولايات المتحدة أيضًا، الإثنين عقوبات على "صندوق الاستثمار الروسي المباشر" وهو مؤسسة مالية رسمية تستخدمها روسيا لجمع أموال في الخارج، ويديرها كيريل دميترييف وهو مقرّب من الرئيس الروسي.
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن "هذا الصندوق وإدارته يمثّلون الفساد العميق في روسيا ودوائر التأثير" له في الخارج.
صعوبات
من جهتهم قال تجار، الإثنين، إن مشتري النفط الروسي يواجهون صعوبات كبيرة بشأن المدفوعات، وتوافر السفن في أعقاب العقوبات الغربية على موسكو بسبب "غزو أوكرانيا".
ولم يتعرض قطاع الطاقة الروسي الواسع نفسه للعقوبات.. وتنتج روسيا 10% من النفط العالمي، وتزود أوروبا ب 40% من الغاز.
وأضاف التجار، حسب رويترز، إن مشتري النفط الروس واجهوا صعوبة في العثور على سفن في بحر البلطيق لتحميل البضائع بعد 10 مارس/ آذار المقبل، في الوقت الذي ذكروا فيه أن تكاليف الشحن لتسليم النفط الروسي، ارتفعت 5 أضعاف في البحر الأسود في غضون أسبوع.
وقال مصدر، وهو مشتر كبير لخام الأورال الروسي : "لدينا سفن للمواعيد الأقرب، لكن لا نعلم كيف سنقوم بتحميل الشحنات في منتصف مارس".
أوروبا توقف التعامل المركزي الروسي
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي أن وزراء الخارجية الأوروبيين توافقوا على وقف التعامل مع المصرف المركزي الروسي.
وقال وزير الخارجية جوزيب بوريل، الأحد، إن ذلك تم بالتنسيق مع الدول الأعضاء في مجموعة السبع.
وأوضح بوريل أن "أكثر من نصف احتياطات المصرف المركزي ستتعطل، لأنها موضوعة في مؤسسات بدول مجموعة السبع".
ولفت إلى أن الاتفاق السياسي بين الوزراء يشكل تمهيدا لتبن رسمي للإجراء قبل أن تفتح الأسواق غدا الإثنين.
أعلن الحلفاء الغربيون عقوبات جديدة شاملة على روسيا، تضمنت حرمان بنوكها الرئيسية من الاستفادة من نظام سويفت المالي العالمي.
والخطوة أشادت بها أوكرانيا، الأحد، في وقت تتصدى فيه قواتها للقوات الروسية التي تتقدم صوب العاصمة كييف.