هل يكون "النووي الاقتصادي" في صالح روسيا؟.. عقوبات "سويفت"
بدأت علامات الحمى تظهر على المالية العامة الروسية وسياستها النقدية، بعد إعلان الدول الغربية فرض عقوبات، بسبب حرب أوكرانيا.
مست العقوبات الغربية ضد روسيا الصناعة المصرفية على وجه الخصوص، من خلال حجب ولوج عدد من البنوك لنظام التحويلات العالمي "سويفت".
والإثنين، تراجع سعر صرف الروبل الروسي إلى 119 لكل دولار واحد وهو مستوى متدنٍ قياسي، مقارنة مع متوسط 74 روبل سعر الصرف قبيل تنفيذ موسكو عملا عسكريا ضد أوكرانيا.
وسرعان ما أعلنت البنك المركزي الروسي اليوم عن رفع أسعار الفائدة من 9.5% إلى 20% ضمن جهوده وقف عمليات بيع العملة المحلية وسحب الودائع من النظام المصرفي.
المركزي الروسي يتحرك
كما أعلن المركزي الروسي، عن إلزام شركات التصدير بيع 80% من عائداتها من العملة الصعبة، وحظر السماسرة من بيع الأوراق المالية من قبل الأجانب اعتباراً من اليوم الاثنين في محاولة لحماية أصول البلاد من العقوبات الغربية.
ولكن، هل ستكون العقوبات الاقتصادية وخاصة المرتبطة بالنظام المصرفي العالمي الخاص بالتحويلات "سويفت"، في فترة ما خلال الحرب الحالية، لصالح موسكو، وضد الدول الغربية؟
نظام سويفت.. عصب التجارة والمدفوعات العابرة للحدود
يعتبر نظام "سويفت" هو عصب التجارة والمدفوعات العابرة للحدود، وقد يجعل موسكو غير قادرة على الاستمرار في حركة التجارة خلال الفترة المقبلة.
إلا أن إحدى الفرضيات المطروحة اليوم، هو استخدام موسكو لعقوبة الغرب بحجب نظام سويفت، لقطع إمدادات الطاقة عن أوروبا، بهدف الجلوس على طاولة المفاوضات.
واليوم لا يمكن لدول القارة الأوروبية أن تستغني عن أي من إمدادات الطاقة الروسية والبالغة قرابة 174 مليار متر مكعب سنويا، تضاف إلى صادرات نفط بـ 5 ملايين برميل يوميا، وأكثر من مليوني برميل يوميا من المشتقات.
كذلك، قد تجد موسكو من قرار استثناء النفط والغاز من العقوبات المصرفية، ورقة للتلاعب في إدخال النقد الأجنبي إلى البلاد عبر قنوات الطاقة التي ما زالت مفتوحة أمامها.
المسألة الثالثة، أن لدى روسيا علاقات تجارية قوية خاصة مع الصين، وبينهما نظام مدفوعات بعيد عن سويفت لإتمام المعاملات المالية والمصرفية بين الطرفين، ما يجعل من العقوبات نموذجا شكليا وليس ضرر بعيد المدى.
المسألة الرابعة، أن روسيا تتحول بشكل تدريجي إلى بلد متعدد الدخل، فإلى جانب النفط والغاز، فإنه كذلك أحد كبار مصدري العالم للقمح، بإجمالي صادرات سنوية 44 مليون طن.
الأسمدة والمعادن النادرة في روسيا
كما أن موسكو مصدرا رئيسا للأسمدة، والمعادن النادرة بأنواعها، كما أنها مصدرا رئيسا للحبوب الأخرى، مثل الذرة على سبيل المثال.
المسألة الخامسة، أن غالبية تجارة روسيا اليوم تتم بعملات بعيدة عن الدولار الأمريكي، ما يعني أن منع البنوك من التعامل بالدولار خلال الفترة المقبلة، لن يكون له تأثير لافت على اقتصاد البلاد.
وتجد روسيا نفسها أنها بلد رئيس وهام لمختلف دول العالم، إذ تنتج 17% من استهلاك الغاز العالمي سنويا، وتنتج 10% من استهلاك النفط العالمي سنويا، وتزود أوروبا بـ 41% من حاجته من الغاز الطبيعي.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg جزيرة ام اند امز