ترامب وهاريس يبحثان عن مفاتيح البيت الأبيض في الولايات المتأرجحة
مع كل سباق للبيت الأبيض، يظهر مصطلح الولايات المتأرجحة، ولكن كيف ستؤثر هذه المرة على اختيار الساكن الجديد للبيت الأبيض؟.
الناخبون في الولايات المتحدة سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع في 5 نوفمبر/تشرين الثاني لانتخاب رئيسهم المقبل، بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
الانتخابات المقررة الشهر المقبل، كانت في البداية بمثابة إعادة لانتخابات عام 2020، لكنها انقلبت في يوليو/تموز الماضي عندما انسحب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي وأيد نائبته هاريس كمرشحة الديمقراطيين.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، يبرز عدد من الأسئلة، منها: من سيختار الأمريكيون، الديمقراطية كامالا هاريس أم الجمهوري دونالد ترامب؟ ولماذا؟.
وكثف كل من ترامب وهاريس من أنشطة حملتيهما في الولايات المتأرجحة مع اقتراب موعد الانتخابات، إدراكا منهما أن من يحصد أصوات تلك الولايات سيدخل إلى البيت الأبيض.
وكالة الأنباء الفرنسية استطلعت آراء الناخبين في عدد من هذه "الولايات المتأرجحة"، كما تُسمى، ومن أبرزها أريزونا، جورجيا، ميتشيغان، بنسلفانيا، ويسكونسن.
استكمال جدار المكسيك
جون لاد، مربي الماشية في ولاية أريزونا بغرب الولايات المتحدة، حسم قراره، حيث يقول الرجل البالغ من العمر 69 عامًا: "سأصوت لدونالد ترامب".
يشعر المزارع بقلق بالغ إزاء الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة وتدفق المهاجرين، الذين يقول إنه يراهم يوميًا في مزرعته الواقعة على مرمى حجر من الحدود مع المكسيك.
ويضيف بصوت خفيض لفرانس برس: "منذ أن جاء بايدن يحدث ذلك كل يوم، 24 ساعة في اليوم"، مشيرًا إلى أنه أوقف نحو 30 شخصًا دخلوا أراضيه.
ويأمل جون لاد في عودة الرئيس الجمهوري السابق إلى البيت الأبيض حتى يتمكن من "إكمال" مشروع بناء الجدار الحدودي.
الحد من الجريمة
يعيش مارتن كوتزلر (60 عامًا) في مدينة ميلووكي بولاية ويسكونسن الواقعة على ضفاف بحيرة ميشيغان.
ويقول هذا "الناخب الجمهوري الدائم" إنه سيصوت أيضًا لدونالد ترامب، الذي يعشق "جرأته"، لكن دافعه الرئيسي لتأييده مرة ثانية هو وعوده بالقضاء على الجريمة.
ويضيف: "باعتباري من سكان مدينة كبيرة، أستطيع أن أرى أن (الجرائم) تتزايد"، متحدثًا عن "قطع الزجاج المتناثرة في شوارع وسط المدينة".
أول «رئيسة» في البيت الأبيض
تعيش تريشيا هاريس في أتلانتا، وهي مدينة رئيسية أخرى في البلاد، في ولاية جورجيا. وتقول إنها اختارت التصويت لنائبة الرئيس، كامالا هاريس.
وتضيف المرأة البالغة من العمر أربعين عامًا: "سيكون أمرًا استثنائيًا أن نحظى بأول رئيسة"، مؤكدة أنها "متحمسة بشكل لا يصدق" لتولي رئيسة تحمل اسم عائلتها.
وتخشى هذه الأمريكية، ذات الأصول الأفريقية وتعمل على الحفاظ على ذكرى مارتن لوثر كينغ، من عودة "العنصرية والعداء" التي تقول إنها شعرت بها خلال سنوات ترامب.
هاريس على بصيرتها
مايكل كوبرمان من فيلادلفيا، في ولاية بنسلفانيا يقول: "ترامب فظيع للغاية. إنه يسبب الانقسام ويزرع الفوضى، وفاسد"، في إشارة إلى مشاكله القانونية وإدانته أمام المحكمة الجنائية نهاية مايو/أيار الماضي.
ويضيف الرجل البالغ من العمر 55 عامًا، ويقوم بتدريس اللغة الإنجليزية للمهاجرين، مبتسمًا: "أنا لا أقول إن الديمقراطيين مثاليون"، لكن ما أقنعه هو "بصيرة وذكاء" كامالا هاريس، المدعية العامة السابقة.
ويتابع قائلا: "لست متأكدًا من أنني أتفق معها عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية". ويقول الرجل الذي يعرّف عن نفسه بأنه "مؤيد لإسرائيل إلى حد ما" إن نائبة الرئيس "لم تثبت بعد" نفسها بما فيه الكفاية في هذه المسألة.
لا ترامب ولا هاريس
وعلى العكس منه، تقول سجود حمادة البالغة من العمر 32 عاماً إنها تعترض على كامالا هاريس بسبب دعمها لإسرائيل فيما يحدث في قطاع غزة .
ولهذا السبب، تقول إنها "للمرة الأولى" في حياتها، لن تدعم الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية.
وتقول المحامية ذات الأصول العربية باستنكار "إنها لم تدل بأي تصريح لإدانة الأعمال الفظيعة التي ترتكبها إسرائيل"، وتضيف أنها ستضع في صندوق الاقتراع
بطاقة باسم المرشحة البيئية المتواضعة جيل ستاين.
وتقول المرأة وهي من سكان مدينة ديربورن في ولاية ميشيغان التي تعيش فيها غالبية مسلمة وعربية "لا يوجد أي شيء على الإطلاق يمكن أن تفعله كامالا من شأنه أن يغير رأينا". ولم تؤد عمليات القصف الإسرائيلية الكثيفة الأخيرة في لبنان إلا إلى تعزيز قناعتها.