اعتقدت الجزيرة ومراسلتها أن مسلسل الأكاذيب وتحريف التصريحات وتزويرها سيمر مرور الكرام كما جرت العادة
تابعت مؤخراً ما نشره أحد الأكاديميين - الذي يصنف نفسه بأنه محايد في الأزمة القطرية - عن نتيجة الاستفتاء الذي طرحه عبر حسابه في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أشار إلى أن نتيجة الاستفتاء الذي بلغت مدته ساعة واحدة فقط، أظهرت أن إعلام النظام القطري هو الذي أدار الأزمة بشكل أفضل وأكثر إقناعاً بحججه ومواقفه بناءً على اختيار 59% من متابعيه.
وقد استغرب المتابعون من تلك الأسس التي اعتمد عليها هذا الأكاديمي، وهو المفروض منه أن يكون الأعلم والأكثر خبرة في شروط طرح الاستبيانات وجمع العينات، ولكن يبدو أنه تخلى عن كل تلك الأسس والشروط ليعلن عن هذه النتيجة في محاولة مستميتة لتسجيل نصر يفاخر به إعلام الحمدين وذبابهم الإلكتروني.
لن نقف كثيراً عند نتيجة هذا الاستفتاء، أو الدخول إلى نوايا طرحه عند منتصف الليل واقتصار مدته على ساعة واحدة فقط، هذا الانتصار الوهمي الذي طار به صاحبنا الأكاديمي فرحاً، كان مثار سخرية بالأمس عندما صرّح الجنرال جوزيف ليونارد فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، بأن "الأزمة الخليجية أثبتت أنها تشتت التركيز عن عمليات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية في اليمن"، فما كان من مراسلة الجزيرة القطرية في واشنطن، إلا أن حوّرت التصريح ونشرت عبر حسابها في "تويتر" أن الجنرال فوتيل يقول "ثبت أن الأزمة الخليجية كانت لصرف الأنظار عن العمليات السعودية باليمن"، ولحقها حساب قناة الجزيرة بتغريدة تحوي ذات النص المزيف عن الجنرال الأمريكي.
فما هي إلا لحظات حتى تفاجأ الجميع برد غير تقليدي من حساب القيادة المركزية الأمريكية على تويتر يرد على حساب "الجزيرة" ومراسلتها بنص يقول "هذا التصريح غير دقيق، أدناه هو التصريح الدقيق لقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فوتيل"، ليكون الرد عبارة عن صفعة في وجه بوق الحمدين الكاذب ومرتزقته.
لولا رد القيادة المركزية الأمريكية لما تكلّفت القناة ومسحت التغريدة، ولكن يحق لنا أن نسأل "الجزيرة" ومديرها صاحب الكلاشينكوف في الصورة الشهيرة، أين ميثاق شرفكم من تلك الأكاذيب والادعاءات ضد الدول والشعوب العربية؟ وأين كان ميثاق شرفكم عندما سخّرتم الجزيرة لتكون بوقاً للإرهابيين ولا تزال؟.
اعتقدت الجزيرة ومراسلتها أن مسلسل الأكاذيب وتحريف التصريحات وتزويرها سيمر مرور الكرام كما جرت العادة، وسيقتصر الرد على بعض التغريدات التي تهاجم القناة؛ والتي زاد عددها بشكل كبير بات يلاحظه كل من يتابع ردود المغرّدين.
ولكن الرد هذه المرة جاء من حساب رسمي وموثق للقيادة المركزية الأمريكية التي تدير العمليات في قاعدة العديد المجاورة لمبنى الجزيرة في الدوحة.. هذا الرد الذي شكّل كابوساً مزعجاً لـ"أبوهلالة" المدير العام للقناة، والذي فزّ من "سابع نومة" ليحاول استدراك تلك الفضيحة وكأنه يذكّرنا بـ"فزّة" تميم من نومه عندما شاهد رد فعل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بعد تصريحاته المستفزة، والتي ادعى فيما بعد أنها ناتجة عن "اختراق".
وغرّد أبوهلالة في ردّه على حساب القيادة المركزية الأمريكية قائلاً: "تم اعتماد هذه الصيغة وهي موجودة على حساب الجزيرة عاجل، شكراً للتوضيح ونعتذر عن الالتباس غير المقصود بسبب الترجمة، الجزيرة بموجب ميثاق الشرف الصحفي ملزمة بالتصحيح".
ميثاق الشرف الصحفي الذي تذكّره "أبوهلالة" وزمرّته عندما تعلّق الأمر بالكذب على الولايات المتحدة الأمريكية، ولولا رد القيادة المركزية الأمريكية لما تكلّفت القناة ومسحت التغريدة.
ولكن يحق لنا أن نسأل "الجزيرة" ومديرها صاحب الكلاشينكوف في الصورة الشهيرة، أين ميثاق شرفكم من تلك الأكاذيب والادعاءات ضد الدول والشعوب العربية؟ وأين كان ميثاق شرفكم عندما سخّرتم الجزيرة لتكون بوقاً للإرهابيين ولا تزال؟ أين هذا الميثاق من بث الفتن وزعزعة الاستقرار في مصر عبر الهجوم اليومي على مصر العروبة؟.
أين ميثاق شرفكم من نشر الأكاذيب عن المملكة العربية السعودية، وتبنيكم لقضية تدويل الحرمين؟ أين ميثاق شرفكم من أبناء قطر الذين سُحبت جنسياتهم وسُلبت حقوقهم؟ أين وأين وأين هذا الشرف يا جزيرة؟.
ماذا لو بادرت الجزيرة بحذف الأخبار الكاذبة التي نشرتها، وتعاملت معها بذات الطريقة التي تعاملت فيها مع تحريفها لتصريح قائد القيادة المركزية الأمريكية، هل ستبقى أخبار في القناة أو على منصاتها الإعلامية؟ أم أن العين الحمراء الأمريكية أخافت "بوق الحمدين" فتذكّر "أبوهلالة" وزمرته ميثاق الشرف المنسي في أدراج عزمي؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة