في حال فوز ترامب فالتوقعات تقول إن إيران هي من ستبادر وبسرعة إلى الطلب من أمريكا أن توقع معها اتفاقاً من جديد.
المجادلة الأكثر إثارة حول الانتخابات الأمريكية والتي تحدث لأول مرة، تتمثل في تأثير نتائج هذه الانتخابات على العالم وخاصة منطقة الشرق الأوسط، والقضية هنا تتعلق بإيران بالدرجة الأولى، ففريق الرئيس الحالي اتخذ قراره وقام بإلغاء الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة الرئيس أوباما مع النظام الإيراني، على الجانب الآخر يقف مرشح الحزب الديمقراطي نائب الرئيس جو بايدن والمنافس على الرئاسة ليعلن عن عزمة إعادة هذا الاتفاق من جديد في حال فوزه.
المستحدث في الأمر، والمؤثر فيه أن تكون مصالح دولة خارجية مثل إيران موضوعاً حيويا وحاسما في الانتخابات الأمريكية، فبهذه الصيغة التي نراها اليوم في قضية الاتفاق النووي، نجد أن إيران شكلت منطقة حسم ودفعت الكثير من الدول والقادة إلى التفكير بجدية لمناقشة السيناريوهات المحتملة في حال فوز الحزب الديمقراطي، وهنا يأتي السؤال المهم حول إمكانية عودة أمريكا إلى بناء اتفاق نووي جديد مع إيران وما مدى تأثير ذلك على المنطقة.
في الواقع كل الاحتمالات مفتوحة وليس هناك حسم في قضية من سيفوز في الانتخابات الأمريكية حتى هذه الحظة وسوف ننتظر لأسابيع حتى تتضح النتيجة، ومع أن المؤشرات الأولية تميل إلى الحزب الديمقراطي إلا أن هذه المؤشرات لا يمكن الأخذ بها في هذه المرحلة، فالانتخابات الأمريكية اعتادت خلال الثلاثة عقود الماضية على المفاجآت، وقد حدث ذلك بوضوح عندما تم انتخاب الرئيس ترامب والذي كان غير متوقعاً حتى اللحظات الأخيرة.
هذه الانتخابات تضع ثقلها على السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، الذي يتغير وبشكل كبير، ولذلك فإن حدوث أي تحولات في السياسة الأمريكية في المنطقة وخاصة في الملف الإيراني سوف يضاعف التحديات ليس على دول المنطقة فقط وإنما على أمريكا نفسها، فمعظم الدول العربية والخليجية على وجه الدقة لا أعتقد إنها تريد أن ترى نفسها تحت ابتزاز الانتخابات الأمريكية أو الابتزاز الإيراني النووي، وهذا ما سوف يطرح أمامها تفعيل دور قوى دولية أخرى في العالم وجلبها للمنطقة لتفادي الآثار الجانبية لأي تحول محتمل وغير متوازن في السياسة الأمريكية تجاه إيران.
سياسيا فإن التحولات الجذرية الأمريكية في الملف النووي الإيراني تشكل منعطفا مهما، وخاصة تلك الأسئلة المباشرة حول السيناريوهات المتوقع حدوثها في المنطقة جراء عودة أمريكا إلى الإتفاق النووي، وخاصة عملية الإرباك المحتملة لمسيرة الشرق الأوسط وتحولاته الكبرى خلال السنوات الماضية، وقد تلجاء الدول إلى مواجهات غير متوقعه حفاظا على مكتسباتها.
على الجانب الآخر وفي حال فوز الرئيس ترامب فالتوقعات تقول أن إيران هي من سوف تبادر وبسرعة إلى الطلب من أمريكا أن توقع معها اتفاقاً من جديد، بعكس ما سوف يفعله الديمقراطيين، ولكن هذه المرة سوف يكون التوقيع بحسب الشروط الأمريكية، وهنا سوف تكون الفرصة أكبر لأمريكا ومصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، وتقليل احتمالات ظهور حلفاء جدد في المنطقة من دول تطمح أن تجد لها مكانةً في الشرق الأوسط.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة