الأمريكي جاك كيروك.. روائي "جيل الغضب"

الروائي والشاعر الأمريكي جاك كيروك عاش طفولة قاسية، حفرت بها ذكرى أليمة لوفاة أخيه الأكبر، أما مراهقته وشبابه فحملا تجارب جديدة كليا

يصادف، الاثنين، 21 أكتوبر/ تشرين الأول الذكرى الـ50 لوفاة ابن ”جيل الغضب“ الكاتب والروائي والشاعر الأمريكي جاك كيروك الثائر على العادات الأدبية والشعرية، الذي رصد تحولات مجتمعه ما بعد الحرب العالمية الثانية وقدّم طرحاً مختلفاً لقضاياه.

• الروائي الجزائري رفيق طيبي: النقد العربي "معطل" ولا يساعد الشباب

ولد كيروك عام 1922 في ولاية ماساتشوستيس، من أبوين فرنسيين كنديين، قدما لأمريكا بحثا عن عمل، إذ لم تتسم سنوات حياته الأولى بالسهولة، حيث بدأ بالعمل قبل أن يصبح طالباً، مرة كمراسل رياضي لصحيفة ”ذا صان لويل“ ومرة في البناء والخدمات الغذائية.

من نيويورك وإليها

عاش جاك كيروك طفولة قاسية، حُفرت بها ذكرى أليمة لوفاة أخيه الأكبر، أما مراهقته وشبابه فحملا تجارب جديدة كليا، إذ حاز على منحة لكرة القدم تطلبت منه الانتقال إلى مدينة نيويورك عام 1939، حيث حدث فيها اتصاله الأول مع تنوع المجتمع الأمريكي بكل أطيافه، كما تأثر فيها بثقافة الجاز التي لطالما ذكرها وناقشها في رواياته.

وتوقفت حياته كلاعب كرة قدم بعد عام فقط إثر إصابته بكسر في القدم ورفض المدرب إدراجه ضمن التشكيلة الأساسية حتى بعد شفائه بشكل تام، ليمضي بعد ذلك عدة سنوات محاولا اكتشاف مساره في الحياة، إذ عمل في واشنطن وفرجينيا وأخيرا تقدم للقوات المسلحة البحرية ليحارب بين صفوفهم في الحرب، لكن تقريره الطبي أظهر أن لديه "بوادر قوية لانفصام الشخصية"، ليعود بعد ذلك إلى مدينة نيويورك، ويكتب فيها أولى رواياته "تاون آند سيتي“ التي نشرت عام 1950 .

على الطريق

تعد رواية ”علي الطريق“ أحد أهم أعمال جاك كيروك التي لمع معها اسمه وباتت نقطة التحول الأهم في مساره الأدبي.

وبدأ كتابتها عام 1951 وانتهى منها خلال 3 أسابيع من الكتابة المحمومة المستمرة على لفافة واحدة من ورق آلة الطباعة والتي يبلغ طولها 120 قدمًا، إلا أن الرواية بقيت مخطوطة يرفضها الناشرون لمدة 6 سنوات، لما احتوته من طرح جريء لم يكن المجتمع الأمريكي في الخمسينيات منفتحا للحديث عنه ومناقشته علناً.

وحين نُشرت الرواية أخيراً عام 1957 تحولت بسرعة غير معتادة إلى واحدة من أهم الكلاسيكيات، مدعومة بمراجعة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، ووصفت الرواية والكاتب بأنهما سيكونان من رواد ”الجيل الجديد“، كما قال جويس جونسون صديقة جاك في ذلك الوقت: "ذهب جاك إلى الفراش غامضًا واستيقظ مشهورا". 

الوفاة

توفي جاك كيروك عن عمر 47 عاما إثر نزيف داخلي نتيجة الإفراط في شرب الكحول، تاركا وراءه عددا من الرويات التي سلط فيها الضوء على الفئات المستضعفة من المجتمع وتعاطف مع المهمشين والأقليات، ليكون واحدا من أهم رواد جيل الغضب الأمريكي.