دراسة أمريكية تتوصل لبديل آمن للأفيون
فريق أمريكي يجد أن تثبيط مستقبلات تسمى (كابا الأفيونية) في الدماغ يلغي المشاعر السلبية المرتبطة بالألم مثل الاكتئاب والحزن والخمول
ينطوي الألم المزمن على أكثر من مجرد إيذاء الإنسان، فالأشخاص الذين يعانون من الألم غالبا ما يعانون من الحزن والاكتئاب والخمول، وهذا أحد الأسباب التي تجعل المواد الأفيونية تسبب الإدمان، فهي لا تخفف الألم فحسب، بل تجعل الناس يشعرون بالنشوة.
فماذا لو كان من الممكن تطوير مسكن للألم يمكنه كبح المشاعر السلبية المرتبطة بالألم دون التسبب في النشوة؟
باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس قطعوا خطوة نحو هذا الهدف من خلال دراسة على القوارض، وخلال دراستهم المنشورة، الأربعاء 13 مارس/آذار في دورية "علم الأعصاب"، أظهر الباحثون قدرتهم على منع المستقبلات في الدماغ المسؤولة عن المكونات العاطفية للألم واستعادة دوافع النشاط لدى الحيوان، بما يجعل من نتائجهم خطوة مهمة لتطوير طرق جديدة أقل إدمانًا لعلاج الألم.
وقال رئيس الفريق البحثي خوسيه مورون كونسيبسيون، أستاذ مشارك في التخدير وعلوم الأعصاب في تقرير نشره موقع الجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: "نحن في خضم وباء أفيوني، والنشوة المرتبطة بالأفيونيات هي المحرك الرئيسي لاعتماد الأفيونيات، ومن خلال استهداف الجوانب العاطفية للألم، نأمل أن نجعل الألم أقل إضعافًا حتى لا يتوق المرضى إلى النشوة التي يحصل عليها من المسكنات الأفيونية".
وتستهدف المسكنات الأفيونية مثل: المورفين، كسيكودون، والفنتانيل، مستقبلات على خلايا المخ تسمى مستقبلات الأفيون، وفي المقابل درس الباحثون مستقبلات تسمى (كابا الأفيونية) التي تعمل بشكل مختلف للغاية، حيث إن تنشيط تلك المستقبلات يجعل الناس يشعرون بالاكتئاب والحزن والخمول وافتقاد الدوافع؛ لذا اعتقد الفريق البحثي أنه من خلال منع هذه المستقبلات قد يثبطون أيضًا المشاعر السلبية المرتبطة بالألم.
وخلال الدراسة تم حقن بعض الفئران في مخلب بمادة تسبب التهابا مستمرا، ولقياس الآثار العاطفية لهذا الألم فكر الباحثون في مهمة يمكن أن تؤديها الحيوانات من أجل السكر كوسيلة لقياس الدافع، حيث تم تدريبها على دفع رافعة للحصول على السكر.
وقال نيكولا ماسالي مدرس في علم التخدير والباحث المشارك في الدراسة: "عندما عانت الحيوانات من الألم كانت أقل حماسا للعمل للحصول على المكافأة، وهذا غالباً ما يحدث للأشخاص الذين يعانون من الألم ولا يستمتعون كثيرًا بالأنشطة اليومية".
واستطرد: "عندما عولجت الفئران ذات الكفوف الملتهبة بمركب لتثبيط مستقبلات كابا الأفيونية في أدمغتها استعادت الدافع للحصول على السكر ودفعت الرافعة بنفس أداء من لم يكن لديها كفوف ملتهبة".
وتعاون الباحثون مع متخصص في علم الأشعة، وعن طريق استخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني للحيوانات الصغيرة (PET)، قاموا بتقييم نشاط مستقبلات كابا الأفيونية في أدمغة الحيوانات.
وقال ماسلي: "لقد كنا قادرين على إثبات أنه عندما كانت الفئران تتألم كانت مستقبلات الأفيون التي تنتجها كابا نشطة للغاية، وعندما قمنا بتخفيف نشاط مستقبلات كابا الأفيونية عن طريق منع إطلاق محفز طبيعي لهذه المستقبلات يسمى الديورفين (dynorphin)، كنا قادرين على استعادة الدافع لدى الحيوانات على الرغم من أننا لم نتخلص تمامًا من آلامها".
aXA6IDMuMTQ1LjUwLjcxIA== جزيرة ام اند امز