"الحمادي" يكشف سر التشغيل الناجح لـ"براكة النووية".. 3 عوامل قوية
2020 هو بالتأكيد عامًا محوريًا بالنسبة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي
قال محمد الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن 2020 هو بالتأكيد عامًا محوريًا بالنسبة للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث أصبحت الإمارات أول دولة في العالم العربي تنجح في تطوير البنية الأساسية الفكرية والمادية اللازمة لاستخدام الطاقة النووية في توليد كهرباء الحمل الأساسي الآمنة والنظيفة.
أضاف الحمادي خلال مقال له منشور عبر موقع "وورلد نيوكلير نيوز"، المتخصص في كل ما يتعلق بالطاقة النووية، إن محطة براكة للطاقة النووية، الركيزة الأساسية في برنامج دولة الإمارات، هي مشروع بنية تحتية وطني مهم، وجزء لا يتجزأ من استراتيجية الطاقة التي تتبعها الدولة من أجل تنويع حافظة مصادرها من الطاقة النظيفة.
وأشار إلى أنه بعد التشغيل التام للمحطة، ستنتج هذه المحطة النووية المدنية ما يصل لـ25% من احتياجات الكهرباء لدولة الإمارات، كما ستحد من الانبعاثات الكربونية بواقع 21 مليون طن سنويًا، التي تعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من الطرقات.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "لقد حققنا هذا الشهر أهم إنجاز تاريخي وضخم ببرنامجنا حتى الآن، وهو بدء تشغيل أول وحدة من بين أربع وحدات بمحطة براكة، وهو أول إنجاز من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، ولحظة فارقة في تحول الإمارات إلى مستقبل الطاقة النظيفة."
- بعد تشغيل "براكة".. أبوظبي تخطط لتشييد مشاريع جديدة بقطاع الطاقة
- "براكة".. إنجاز إماراتي بالطاقة النظيفة يسع المنطقة العربية
وقال الحمادي إن هذا الإنجاز يمثل المرة الأولى التي ينتج فيها مفاعل الوحدة الأولى الحرارة من خلال الحفاظ على الانشطار النووي بأمان، ويأتي هذا المنعطف الهام بعد استكمال تحميل حزم الوقود في مارس/آذار من خلال شركة "نواة للطاقة" التابعة للمؤسسة والمسؤولة عن التشغيل والصيانة.
وأوضح الحمادي أن أهم درس مستفاد، أكثر من المرحلة الفارقة نفسها، هو كيفية بلوغ الإمارات المرحلة الحرجية، فهذا الإنجاز يتوج عقدًا من التخطيط الاستراتيجية والرؤى والتفاني، مقترنة بالالتزام بأعلى معايير السلامة النووية والجودة، والتعاون المستمر مع المؤسسات الدولية.
وأشاد الحمادي بالالتزام المذهل الذي أظهرته الفرق الماهرة التي تعمل بمحطة براكة لمواصلة العمل بأمان وثبات، مما خفف من التحديات التي شكلتها جائحة "كوفيد-19".
وأوضح أنه منذ شهر فبراير/شباط عملوا عن كثب مع السلطات المحلية والفيدرالية فضلًا عن المجتمع النووي الدولي؛ لتطبيق تدابير السلامة الصارمة المرتبطة بـ"كوفيد-19" ، وتوفير مزيد من الحماية للموظفين والمحطة، وقليل أي تأثير لتفشي محتمل على تطوير "براكة".
وأكد أن هذا النهج مكنهم من الالتزام بالجدول الزمني لبدء تشغيل الوحدة رقم (1)، "وهو ما نفخر به جدًا، وهو دليل المرونة والقدرة على الصمود التي تتمتع بها فرقنا للعمل ضمن إطار نشير إليه باعتباره "الوضع الطبيعي الجديد."
عوامل التشغيل الآمن
وحدد الحمادي ثلاثة عوامل ساعدت في تشغيل "براكة" بالوقت المحددة وبأعلى معايير الجودة والسلامة النووية، بدأها بأن السياسة المتعلقة بالطاقة النووية عملت على التأكيد من أنهم يتبعون خارطة طريق واضحة منذ البداية، ثم العمل مع الشركاء الدوليين وأصحاب المصلحة الذي يعني أن يجني برنامج الإمارات فوائد عقود من الخبرات والتجارب، ودمج ذلك في برنامج تطوير عال الكفاءة.
كما أشار إلى أن الاستثمار في جيل موهوب من خبراء الطاقة النووي كان أمرًا حاسمًا في نجاح البرنامج، فمنذ بداية برنامج الإمارات، عملوا بلا كلل على توظيف وتدريب واعتماد إمارتيين مهرة للتأكد من وجود خبراء بارعين بمجال الطاقة النووية على مدار الـ60 عامًا التي ستعمل فيها محطة براكة.
وأعرب عن فخره بحقيقة أن نحو 60% من الموظفين هم إمارتيون الجنسية، وخبراء أصبحوا بالفعل قادة عالميين في تخصصاتهم.
وخلال ختام مقال الحمادي، قال إنه بشكل عام يعد قطاع الطاقة النووية محركًا للنمو الاجتماعي والأكاديمي والاقتصادي، موضحًا أن الطاقة النووية في الإمارات تدعم التنوع الاقتصادي من خلال خلق آلاف من الوظائف ذات القيمة المرتفعة بتأسيس قطاع طاقة نووية محلي مستدام وسلسلة إمدادات.
وأوضح أنهم بيننما يواصلون رحلتهم باتجاه التشغيل التجاري، ستوفر محطة براكة وبرنامج دولة الإمارات الأشمل بلا شك معيارًا جديدًا للدول الراغبة في الاستفادة من تنويع الفوائد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية طويلة الأمد للطاقة النووية السلمية.