ضابط عراقي يكشف لـ"العين الإخبارية" مخطط الحشد لإفشال مليونية الثلاثاء

المتظاهرون يواصلون التوافد على ساحة التحرير وساحات التظاهر الأخرى استجابة للدعوات لتنظيم مظاهرة "مليونية"
واصل المتظاهرون والناشطون العراقيون من مدن وسط وجنوب العراق، الإثنين، التوافد على ساحة التحرير وساحات التظاهر الأخرى وسط العاصمة بغداد استجابة للدعوات التي أطلقها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مظاهرة "مليونية" للضغط على السياسيين العراقيين لتنفيذ مطالبهم.
في غضون ذلك، كشف ضابط رفيع المستوى في الاستخبارات العراقية، لـ"العين الإخبارية"، سيناريوهات خططت إيران ومليشيات الحشد الشعبي لتنفيذها ضد المتظاهرين السلميين لإنهاء المظاهرات بشكل نهائي.
وقال الضابط، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "مليشيات الحشد وبأوامر مباشرة من غرفة العمليات الإيرانية التي يقودها الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس جناح الحرس الثوري الخارجي، بدأت تحشد مسلحيها وتنقلهم من المحافظات الجنوبية إلى بغداد لشن هجوم مسلح على المتظاهرين في بغداد، الثلاثاء، بعد جرهم من خلال المندسين بينهم إلى اجتياز جسر الجمهورية ومن ثم دخول المنطقة الخضراء ليحاصروا فيها ومن ثم تنفذ مذبحة ضدهم من قبل تلك المليشيات".
وأشار إلى أن الهجوم المسلح من قبل المليشيات على المتظاهرين سيتزامن مع هجوم داخلي تنفذه عناصر المليشيات المندسة ضد المتظاهرين، موضحا أن مليشيات الحشد أوعزت إلى قوات مكافحة الشغب الموجودة على جسر الجمهورية بالانسحاب من مواقعها بالتزامن مع انطلاقة المظاهرة المليونية كجزء من خطة إدراج المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء.
وأكد أن المليشيات تخطط من خلال عناصرها المندسة لإحراق عدد من المؤسسات الحكومية المهمة وتلفيق تهمة إحراقها للمتظاهرين.
من جانبها، أعلنت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين عبر مكبرات الصوت، ليل الإثنين، في ساحة التحرير عن براءتها من الدعوات المطالبة باقتحام المنطقة الخضراء الثلاثاء بعد وصول المتظاهرين من مدن جنوب ووسط العراق إلى بغداد.
وقالت اللجنة في بيانها: "نؤكد موقفنا الرافض من اقتحام المنطقة الخضراء الذي دعت إليه جهات مشبوهة تقصد تنفيذ أجندات إيرانية مفضوحة غايتها وأد ثورة العراقيين".
وأضافت: "ليس للجنة أي علاقة بأي شكل من الأشكال بتلك الدعوات ولا بمنظميها، ولن تشارك فيها على الإطلاق، والمشاركون لا يمثلون الثوار إطلاقا"، مؤكدة أنها لن تترك التحرير وستواصل ثورتها السلمية لحين إسقاط العملية السياسية والنفوذ الإيراني في العراق.
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد ارتفاعا ملحوظا في أعداد المتظاهرين بعد وصول أكثر من ٥٠٠ ألف متظاهر من البصرة والناصرية والكوت والعمارة والنجف وكربلاء ومدن جنوب العراق الأخرى.
واستمرت مئات الحافلات الأخرى في نقل المتظاهرين إلى النجف ليلا لينطلقوا منها، فجر الثلاثاء، إلى بغداد قبل انطلاقة المظاهرة المليونية التي تتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لإعلان القوات العراقية النصر على تنظيم داعش الإرهابي وتحرير كل الأراضي منه.
من جانبه، قال الناشط المدني حيدر الربيعي، لـ"العين الإخبارية"، إن غالبية الاستعدادات للمليونية انتهت، موضحا أن المظاهرة ستكون في ساحة التحرير وستطالب سياسيي المنطقة الخضراء (المنطقة المحصنة وسط بغداد التي تحتضن المقار الحكومية الرئيسية) بالرحيل فورا وتلبية المطالب الأخرى بعد أن تحققت إحداها المتمثلة باستقالة رئيس الوزراء.
وأشار إلى أن المتظاهرين لن يقبلوا بأي شخصية أو حكومة من الأحزاب الحاكمة حاليا.
ودعت السفارة الأمريكية في العراق، الإثنين، رعاياها لتجنب مناطق المظاهرات والتجمعات التي تشهدها العاصمة بغداد وعدد من المحافظات العراقية.
ويشهد العراق منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي مظاهرات ضخمة، يطالب خلالها المتظاهرون بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدونها فاسدة وانهاء النفوذ الإيراني ببلادهم.
وتشن مليشيات الحشد الشعبي عمليات اغتيال واختطافات في صفوف الناشطين والمتظاهرين في بغداد ومدن جنوب العراق منذ انطلاقة الاحتجاجات الشعبية وحتى الآن.
وشهدت محافظتا كربلاء وميسان جنوبي العراق، ليل الأحد، عمليات اغتيال نفذتها مليشيات الحشد ضد ناشطين مشاركين في المظاهرات أسفرت عن مقتل الناشط المدني فاهم الطائي أمام منزله في كربلاء، في حين أصيب آخرون بجروح إثر تلك العمليات، بينما ما زال مصير المئات من المختطفين الذين اختطفتهم المليشيات مجهولا حتى اليوم وسط استمرار عمليات الاختطاف.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTIg جزيرة ام اند امز