تحليل "بي سي آر".. وثيقة سفر جديدة في زمن كورونا

تطوير تقنية اختبار "بي سي آر" يعود لعالم الكيمياء الأمريكي كيري موليس عام 1983، وكان أحد أسباب فوزه بجائزة نوبل في عام 1993

قبل أن تتخذ دول العالم قرارات بوقف حركة السفر للسيطرة على تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، أعلنت السعودية أنها لن تسمح بدخول مواطني عدة دول كان من بينها مصر، ما لم يكونوا حاملين لنتائج تحليلات اختبار "بي سي آر" تثبت خلوهم من الفيروس. 

• بدلة واقية من كورونا.. أحدث "صيحات" مواجهة الفيروس

وتماشيا مع هذا التوجه، أعلنت وزارة الصحة المصرية إجراء هذا التحليل في معاملها المركزية بتكلفة ألف جنيه "60 دولارا تقريبا" للمواطن و70 دولارا للأجنبي، لتوفير تلك الوثيقة المهمة للسفر، والتي على ما يبدو أنها ستكون إجراء احترازيا سيتخذ في كثير من الدول مع إعادة حركة الطيران مره أخرى في إطار خطط التعايش مع كورونا.

ويقول الدكتور محمد خالد، أستاذ الفيروسات بجامعة أسيوط المصرية لـ"العين الإخبارية"، إن اختبار الـ "بي سي آر"، أو ما يعرف بـ"تفاعل البلمرة المتسلسل"، هو اختبار يتم استخدامه للتحقق من وجود حمض نووي معين في سائل من سوائل الجسم أو في أحد أنسجته، وذلك عبر تقنية حيوية تستخدم لصنع نسخ متعددة من شريحة معينة من الحمض النووي بسرعة وبدقة.

ويمر هذا الاختبار بعدة مراحل حيث يتم أخذ خزعة نسيجية، أو من الدم، أو اللعاب، ومن ثم يتم البحث عن الحمض النووي الخاص بالفيروس، ونسخه إلى عدد كبير من النسخ، ويمكن عبر هذه الطريقة كشف المسببات المرضية حتى عند تواجدها بكميات قليلة في الجسم، بالاٍضافة الى ذلك، يمكن القيام بفحص كمي لكشف كمية المسبب المرضي في الجسم.

ويستعمل هذا الاختبار الاٍنزيم الطبيعي المسمى بـ"البوليميراز"، الذي يقوم بنسخ الحمض النووي وتصليح الأخطاء التي تقع خلال عملية النسخ، ولهذا السبب كانت تسميته باختبار "تفاعل البلمرة المتسلسل".

ويعود تطوير تقنية هذا الاختبار لعالم الكيمياء الأمريكي كيري موليس عام 1983، وكان أحد أسباب فوزه بجائزة نوبل في عام 1993، حيث أحدثت تقنيته نقلة في مجال "البيولوجيا الجزيئية"، وأصبحت لها عدة تطبيقات ليس في مجال الكشف عن الفيروسات فقط، ولكن في أكثر من مجال.

ويعزى النجاح في مجال أبحاث المومياوات لهذه التقنية التي مكنت الباحثين من اكتشاف مسببات الأمراض القديمة، وتحديد جنس المومياوات وعلاقة النسب والقرابة بينها، كما يستخدم في مجال الطب الشرعي للتعرف على الهوية من بقايا أشلاء بشرية، كما يستخدم لإثبات النسب، وتحليل البصمات الوراثية التي تدين أو تبرئ المتهمين.