الذكرى الـ10 لاغتيال «قاهر الإخوان».. لماذا استهدف التنظيم محمد مبروك؟
تحل اليوم، 17 نوفمبر/تشرين الثاني، الذكرى العاشرة لاستشهاد المقدم محمد مبروك الضابط بقطاع الأمن الوطني المصري، برصاص تنظيم الإخوان.
مبروك.. الملقب بـ"قاهر الإخوان"، ساهمت تحرياته في الكشف عن قيادات التنظيم والقبض عليهم عقب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
- اغتيال محمد مبروك.. حكم نهائي بإعدام "الضابط الخائن"
- الإخوان والحوثي.. شحنات الأسلحة بتعز تفضح «الزواج السري»
خبير سياسي مصري في شؤون حركات الإسلام السياسي، أكد في حديث لـ"العين الإخبارية" أن التنظيم خطط لاغتيال "مبروك" بعد أن تتبع الأخير مخطط جماعة الإخوان التخريبي، وألم بكل خيوطه وأسراره وتفاصيله، وكان على علم بكل تحالفات الجماعة وأهدافها بالداخل المصري المرتبطة بأجهزة أمنية وأجهزة استخبارات خارجية.
وقبل 10 أعوام، وتحديدا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، اغتالت يد الإرهاب الشهيد المقدم محمد مبروك ضابط الأمن الوطنى، في أثناء مروره بسيارته بشارع نجاتي في مدينة نصر (شرق القاهرة)، بعد أن أطلق إرهابيون عدة أعيرة نارية تجاهه، ما أدى إلى استشهاده، حيث سطر اسمه بأحرف من نور في قائمة شهداء مصر.
وفي اليوم التالي، ودعت مصر الشهيد المقدم محمد مبروك، وسط جنازة عسكرية وشعبية كبيرة وأكاليل الورود والموسيقى العسكرية والنعش الملفوف بالعلم والنسر.
وارتبط اسم مبروك بالعديد من الملفات المهمة والأحداث التي وقعت في البلاد في أعقاب 25 يناير/كانون الثاني 2011، ويعد "مبروك" الضابط المسؤول عن ملف الجماعات الإرهابية وساعد في القبض على العديد منهم ورصد تحركاتهم ضد الوطن.
وحول الأسباب التي دفعت تنظيم الإخوان لاغتيال الشهيد محمد مبروك، المقدم بجهاز الأمن الوطني، قال الدكتور هشام النجار، الكاتب والخبير في شؤون الحركات الإسلامية، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "مبروك تتبع مخطط جماعة الإخوان التخريبي، وألم بكل خيوطه وأسراره وتفاصيله، وكان على علم بكل تحالفات الجماعة وأهدافها بالداخل المصري المرتبطة بأجهزة أمنية وأجهزة استخبارات خارجية".
وأضاف: "لهذه الأسباب خططت الجماعة، لاغتيال مبروك ظنا أنها بذلك ستطمس معالم ملفها، وستدفن كل أسرارها ومخازيها مع دفنه، لكن ما حدث هو العكس بعد فضح وكشف القصة بكاملها منذ البداية فسطرها وحكاها زملاء الشهيد".
وأردف: "كما أعادت الدراما صياغتها وتمثيلها في مسلسل الاختيار، وعرف العالم أجمع ما حصل حيث كشف المقدم مبروك خيانة هذه الجماعة للوطن، وكان بحوزته كل المعلومات والحقائق فخططت الجماعة لاغتياله".
يشار إلى أن حلقات مسلسل "الاختيار 2"، التي جرى إذاعته قبل عامين، لرصد بطولات الشرطة المصرية في مواجهة الإرهاب، في الفترة ما بعد عام 2013، قد سلطت الضوء على الشهيد مبروك الذي لعب دوره في المسلسل الفنان وقتها إياد نصار.
ووثقت إحدى الحلقات حادث استشهاد ضابط الأمن الوطني الذي اغتالته يد الإرهاب في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، في أثناء مروره بالسيارة التي يستقلها بشارع نجاتي في حي مدينة نصر، حيث أطلق إرهابيون يستقلون سيارة عدة أعيرة نارية تجاهه، ما أدى إلى استشهاده.
كما جسدت نفس الحلقة، استقبال أصدقاء الشهيد مبروك وزوجته، نبأ اغتياله على يد العناصر الإرهابية، قبل أيام من شهادته في المحكمة بقضية تخابر الرئيس الإخواني الراحل محمد مرسي، حيث وضع الإرهابيون خطة بمساعدة ضابط المرور الخائن محمد عويس، الذي جسد دوره الفنان أحمد شاكر عبداللطيف.
وعن يوم استشهاده، قالت رشا حسني زوجة الشهيد محمد مبروك لوسائل إعلام محلية، في تصريحات سابقة: "خرج محمد يوم الحادث من المنزل في تمام الساعة 9:20 مساء، وقال لي "أنا هبات في الشغل النهاردة عندي مأمورية وطبع قبلة على جبين أولادنا، وقام بشراء مستلزماتهم والأطعمة والحلوى التي يأخذونها قبل ذهابهم للمدرسة، وتوجه لمقر عمله في جهاز الأمن الوطني بمدينة نصر".
وتابعت الزوجة: "حاولت أتصل به بعد كده الساعة 9:35 لم يرد، وكلمته تاني افتكرت أنه مشغول وسيبته شوية وقلت هيكلمني لما يخلص، ولكني فوجئت بعدد من زوجات الضباط زملائه في العمل يتصلون بي واحدة تلو الأخرى وفي صوتهم نبرة غريبة للاطمئنان علي".
وواصلت: "تسلل القلق لقلبي، وكررت الاتصال حتى فوجئت بأحد الاشخاص يرد على هاتفه، وقال لي محمد في مكان أحسن من اللي إحنا فيه، هو الآن في مكان أفضل.. البقاء لله، وعرفت أنه اغتيل"، مردفة: "نزلت أجري في الشارع وأنا أبكي أحاول الوصول إلى مكان الحادث ثم توجهت للمستشفى، حتى دخلت أمامي سيارة الإسعاف التي تحمل جثمانه ولم أستطع أن أتمالك نفسي من هول صدمة الحادث، ولم أتخيل ما حدث".
وأضافت: "قلت له قبل استشهاده (أنا خايفه عليك من الإخوان)، فرد (شهادتي في قضية مرسي تاريخية)، وقال إن شهادته ستكتب في تاريخ مصر ويذكر التاريخ تلك الشهادة".
وكانت وسائل إعلام محلية، قد أفادت بأنه في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التخابر مع حماس" والتي كان يعاد فيها محاكمة 23 متهما من قيادات الإخوان، والتي كانت تنظرها دائرة الإرهاب المنعقدة بطرة، بتاريخ 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، فضت المحكمة حرزا عبارة عن مظروف بني بداخله محضر تحريات الشهيد مبروك مؤرخ 9 يناير/كانون الثاني 2011، ومثبت به أنه ورد إليه معلومات من مصادره السرية بقيام قيادات الإخوان وعلى رأسهم محمد بديع بعقد عدة لقاءات بمقر التنظيم بالمنيل، للتنسيق لأحداث العنف التي وقعت بعد أحداث 25 يناير/كانون الثاني.
وأضاف المحضر: "وخلال الاجتماع تمت دعوة العناصر الشبابية والناشطين السياسيين بتنظيم مظاهرات بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني 2011 بالتزامن مع الاحتفال بعيد الشرطة، وملاءمة ذلك بتدخل عناصر الجماعة وكوادرها ومشاركتها في المظاهرات، وتوجهات التنظيم الدولي الإخواني الذي يستهدف إشاعة الفوضى في البلاد".
وتابع: "أنه تمكن من رصد تكليف من الإخواني محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد، آنذاك، المشرف على القسم السياسي لهيكل التنظيم الإخواني لكل من الإخوانيين محمد الكتاتني ومتولي صلاح عبدالمقصود، للسفر إلى دولة تركيا ولقاء الهارب أحمد عبدالعاطي في دولة تركيا، لبحث إمكانية استثمار الجماعة للأحداث المتوقعة في البلاد واستغلالها بما يخدمها.
وخلال محاكمة المتهمين بقضية "اقتحام الحدود"، أكدت النيابة في مرافعتها أن المقدم محمد مبروك استصدر إذنا من النيابة العامة لتسجيل مكالمات مرسي وأحمد عبدالعاطي، التي أظهرت معرفتهما بما كان سيحدث من شغب بالتزامن مع أحداث يناير.
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA== جزيرة ام اند امز