ذكرى "فجر ليبيا".. هل ينقلب الإخوان على الديمقراطية مجددًا؟
تحل في ليبيا، اليوم الثلاثاء، الذكرى الثامنة لانقلاب تنظيم الإخوان على المسار الديمقراطي في ما يعرف بعملية "فجر ليبيا".
وهدفت العملية العسكرية التي قادتها الجماعات الإرهابية للسيطرة على عدة مواقع للجيش الوطني الليبي جنوبي العاصمة في مقدمتها مطار طرابلس الدولي الذي دمرته المليشيات.
بداية العملية ونتائجها
وفي الـ١٣ يوليو/تموز من العام ٢٠١٤، بدأت مليشيات الإخوان هجوما واسعا على الجيش الوطني الليبي المتمركز في مطار طرابلس الدولي وكافة معسكراته جنوبي العاصمة طرابلس.
ونتج عن العملية الإرهابية تهجير أكبر قبائل طرابلس وإحراق مطار طرابلس الدولي وتدمير عدد من طائرات النقل التابعة للخطوط الأفريقية.
وحازت المليشيات الإرهابية المنقلبة على السلطة، مباركة كافة قادة الإخوان في مقدمتهم الصادق الغرياني مفتي الإرهابيين وخالد المشري رئيس ما يسمى بـ"مجلس الدولة الليبي" الحالي.
وتعود الذكرى الأليمة والمخيبة لآمال الليبيين عليهم وسط تخوف كبير من تكرار التجربة في انتخابات 24 ديسمبر /كانون الأول القادم إذا عاكست النتائج رغبة الجماعة الإرهابية، وفق ما سبق وأعلنوا عنه.
سيناريو متوقع
يقول الخبير السياسي الليبي عبدالله الترهوني، إنه لا توجد ضمانات تمنع الإخوان من تكرار أساليبهم السابقة خصوصا مع وجود مليشياتهم وتعزيزها من تركيا بالسلاح والمرتزقة والخبراء العسكريين.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الأمم المتحدة وبعثتها إلى ليبيا فتحوا المجال في ملتقى جينيف لمجموعة الحوار السياسي لأبداء آرائهم التي يفرض أنها محسومة من الجولة الأولى للحوار.
وأشارإلى أن "تنظيم الإخوان قد يحتج على أن آرائها لم تسمع وتنطلق في عملية انقلابية على هذا الأساس بعد الانتخابات".
وتابع الخبير السياسي الليبي أن عملية "فجر ليبيا" سبقها تخطيط محكم بدأ بضرب القبائل الرافضة لهم في بداية ٢٠١٣ عند خروج جموع الليبيين الرافضين لتمديد صلاحية المؤتمر الوطني العام، وهذا الأسلوب شبيه بالعمليات الإرهابية التي تحدث الآن بين المليشيات وبعضها خصوصا في من يشكك في ولائهم أمثال "مليشيات العجيلات".
وشدد على ضرورة تفكيك المليشيات و نزع سلاحها قبل أي اقتراع سياسي لأن مستقبل الديمقراطية ومصير الليبيين سيكون في خطر كبير.
استعدادات على كافة الأصعدة
أما المحلل السياسي ناصر الزياني، دعا الليبيين إلى الاستعداد لإقصاء الإخوان على كافة الأصعدة، وقال الزياني لـ"العين الإخبارية" إن الجماعات الإرهابية لديها البديل الدائم وأن فشلهم سياسيا يعني عودتهم للاحتكام للسلاح وهذا أسلوبهم المتبع في كافة البلدان التي زرعوا فيها.
وأوضح المحلل السياسي الليبي أن الاستعداد الشعبي يجب أن يبدأ بدعم التيارات الوطنية غير المؤدلجة والوقوف بقوة وراء مطلب موحد وهو بناء ليبيا جديدة بعيدًا عن السلطات الإرهابية التي أنتجت في دوائر المخابرات والمدعومة بالعتاد العسكري من تركيا.
وطالب الزياني قيادة الجيش الوطني الليبي بضرورة اتخاد كافة التدابير العسكرية لحماية الناخبين في المناطق التي تسيطر عليها و رفع درجة الاستعداد على كافة خطوط التماس.
ونبه إلى أن الجماعة الإرهابية قد تلجأ للغدر بالقوات المسلحة قبل حتى يوم الاقتراع المقرر في حال علمت أنها خارج المشهد المقبل.
تهديد مسبق
وفي 2014، شنت الجماعات الإرهابية عملية عسكرية أطلقت عليها "فجر ليبيا" اعتراضا على نتائج انتخاب البرلمان الليبي واستولت على العاصمة طرابلس بعد تدمير معظم منشآتها الحيوية على رأسها مطار طرابلس الدولي.
وفشل الملتقى بسبب عرقلة تنظيم الإخوان له وطرح ممثليه مقترحات لا تضمن إقامة الانتخابات في موعدها، وهو ما أدى لانشقاقات داخل لجنة الحوار وانسحاب كثير من الأعضاء.
كما هدد تنظيم الإخوان الليبي بالانقلاب على الانتخابات العامة حال فشل مرشحيهم؛ وهو ما جاء على لسان القيادي الإخواني خالد المشري رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة، خلال تصريحات عبر تطبيق "كلوب هاوس" حيث أعرب عن رفضه وتياره الذي وصفه بـ"تيار الثورة" قبول النتائج الانتخابية المقبلة حال فوز المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي بالاقتراع.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjI1NSA= جزيرة ام اند امز