فشل الحوار الليبي.. منظمات مدنية تلجأ لمجلس الأمن
لجأ العديد من مؤسسات المجتمع المدني الليبية إلى مجلس الأمن عقب فشل ملتقى الحوار في إعداد قاعدة دستورية للانتخابات المقبلة.
وأرسلت تنسيقية العمل الوطني الليبية التي تتكون من منظمات المجتمع المدني وشخصيات سياسية وأحزاب، خطابا إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ترفض فيه طريقة إدارة الحوار التي أفشلت التوصل لقاعدة دستورية للانتخابات المقبلة.
وتقول الرسالة - التي وصلت "العين الإخبارية" نسخة منها- إن المجتمع الليبي كان يتطلع أن يستطيع ملتقى الحوار السياسي إنتاج قاعدة دستورية تمهد لانتخابات نزيهة يشارك فيها كل أطياف الشعب الليبي وأعربت عن انزعاجهم من فشل هذا الملتقى.
شبهات الفساد والعراقيل
ويقول الناشط السياسي الليبي خالد سعيد اعتيقة، لـ"العين الإخبارية" إن طـريـقة إدارة الـحوار من قبل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا شـجعت الأعـضاء المـعرقـلين لمـلتقى الـحوار عـلى فـتح الـنقاش فـي مـسائـل سـبق وأن حـسمت داخل الملتقى.
وتابع أن الحوار ناقش مـسائـل أخـرى كـانـت مـحسومـة بـمقتضى قـرارات صـادرة عـن مجـلس الـنواب -مثل انتخاب الرئيس بشكل مباشر-، والتي تعرقل الوصول إلى قاعدة دستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية نهاية العام الحالي.
وأشار اعتيقة إلى أن وجـود أشـخاص بـملتقى الـحوار توجد حـولـهم شـبهات فـساد وعـلمت بـها بـعثة الأمـم المتحـدة ووعـدت بـفتح تحقيق فـيها ألـقى بـظلالـه عـلى نـتائـج مـلتقى الـحوار مـنذ تـشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجـديـدة برئاسة عبد الحميد ادبيبة.
رفض شعبي للعراقيل
وفي ذات السياق، أكدت عضو الاتحاد العام لنساء ليبيا فتحية الشبلي، أن على الأمم المتحدة ومجلس الأمن اتـخاذ مـا يـلزم لـتنفيذ خـارطـة الـطريق الـتي سـبق وأن اعـتمدت وإلـزام كـل الأطـراف الـليبية بـالامـتثال لـتنفيذهـا حسـب الجـدول الـزمـني المحـدد.
وتابعت الشبلي لـ"العين الإخبارية" أنه يجب وقـف الـعبث بمسـتقبل الـشعب الـليبي وبـمصيره ودعـم إجـراء الانـتخابـات فـي مـوعـدهـا بعيدا عن التجاذبات والمصالح المختلفة التي تعيق إجراء الانتخابات.
وأشارت إلى أن نـخبة مـن الـقانـونـيين الـليبيين المسـتقلين أعدوا مشـروع قـاعـدة دسـتوريـة شـامـلة عـلى أسـاس مخـرجـات مـلتقى الـحوار وخـارطـة الـطريق لـلمرحـلة الـتمهيديـة ومخـرجـات "لـجنة فـبرايـر" الـمـضمنة فـي الـتعديـل الـدسـتوري الـسابـع، وتم إحالتها إلـى بـعثة الأمـم المتحـدة للدعم في ليبيا.
وحثت الشبلي الأمم المتحدة ومجلس الأمن على تبني هذه القاعدة الدستورية ودعـوة الـجهات المـعنية للشـروع فـي الـتحضير لـلانـتخابـات، خـاصـة وأن المبعوث الأممي سـبق وأعـلن أن الانـتخابـات يـمكن أن تجـرى وفـقاً لمخـرجـات "لـجنة فـبرايـر" وقـرار مجـلس الـنواب رقـم 5 فـي حـالـة فشـل مـلتقى الحوار في اعتماد قاعدة دستورية.
وفشل الملتقى بسبب عرقلة تنظيم الإخوان له وطرح ممثليه مقترحات لا تضمن إقامة الانتخابات في موعدها، وهو ما أدى لانشقاقات داخل لجنة الحوار وانسحاب كثير من الأعضاء.
كما هدد تنظيم الإخوان الليبي بالانقلاب على الانتخابات العامة حال فشل مرشحيهم.
وهو ما جاء على لسان القيادي الإخواني خالد المشري رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة، خلال تصريحات عبر تطبيق "كلوب هاوس" حيث أعرب عن رفضه وتياره الذي وصفه بـ"تيار الثورة" قبول النتائج الانتخابية المقبلة حال فوز المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي بالاقتراع.
وأعلن مجموعة من الأحزاب والتكتلات والشخصيات الوطنية الليبية المستقلة في خطاب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيرس والمبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش، انزعاجهم من الطريقة التي أديرت بها جلسات الحوار، والتي أدت إلى خلق العراقيل وزيادة تعقيد الازمة الليبية بدلا من تقريب وجهات النظر وازالة الخلافات حول القاعدة الدستورية المقترحة.
كما خرج مئات الليبيين في العديد من الميادين الليبية داعين لتجاوز عراقيل الإخوان ومعلنين التمسك بإجراء الانتخابات الليبية في موعدها المحدد في 24 ديسمبر المقبل.