ذكرى"احتجاجات العراق".. "تاريخ الدم" يطارد "مليشيات إيران"
أحيا العراقيون الذكرى الثانية لمظاهرات الـ25 من أكتوبر 2019 ، افتراضيا، فيما تركت ساحات الاحتجاج لأنصار القوى الخاسرة في الانتخابات.
هذا المشهد الذي مر عليه عامان، تبدلت فيه العناوين والشخوص ولكن تشابهت فيه الأماكن مع اختلاف شاسع بين مطالب هذه القوى اليوم وبين مطالب جماهير خريف 2019.
وتأتي الذكرى الثانية، في وقت بات عدد من أبناء "مظاهرات أكتوبر أو "احتجاجات تشرين" على مشارف البرلمان العراقي بعد الفوز بأكثر من 20 مقعداً، في الانتخابات التشريعية الأخيرة، قابلها تراجع في الحظوظ لفصائل وقوى متهمة بالقتل والفساد بينها موالون لإيران.
وقال العراقي محسن يسار، الذي أصيب بجروح لا تزال بصمات آثارها على وجهه، خلال المظاهرات الغاضبة التي اجتاحت مدن البلاد قبل عامين، إن "تاريخ كتب بالدم وثورة ستبقى في ذاكرة الأجيال المقبلة"
يستذكر "يسار"، المد الثاني لاحتجاجات أكتوبر يوم 25 أكتوبر 2019، وكيف بدت جحافل الجماهير تنزل إلى الشوارع في مدن وسط وجنوب العراق.
وتابع:" حينها قمنا أنا ورفاقي بمناورات عديدة للنجاة قرب جسر الأحرار ".
ودفع الترهل في مؤسسات الدولة العراقية وشيوع الفساد بشكل كبير فضلاً عن سطوة المليشيات المسلحة الموالية لإيران على قرار البلاد السيادي والسياسي، بخروج مظاهرات حاشدة في مطلع اكتوبر 2019، ابتدأت في العاصمة بغداد وسرعان ما امتدت إلى عدد من المحافظات.
وسجلت تلك الاحتجاجات سقوط العشرات من الجرحى والقتلى بنيران قوات عسكرية عرفت فيما بعد بـ"الطرف الثالث"، في إشارة إلى قوى اللادولة المرتبطة بإيران.
وعقب ذلك بأيام عادت الجماهير الغاضبة، للشوراع أملا في تنظيم صفوفها في مظاهرات أكثر حشداً وتأثيراً وحددت يوم 25 من أكتوبر موعدا لانطقلاها.
وخلال هذا اليوم عادت الجموع الغاضبة مرة أخرى ومعها شرائح شتى من المجتمع العراقي بعد انضمام شرائح مجتمعية أخرى كالأطباء والمهندسين والطلبة من الجامعات والمدارس وتم إعلان الإضراب العام في البلاد.
وتوزعت الجماهير المحتجة بين ساحات عدة في العراق إلا أن العيون كانت صوب ساحة التحرير ببغداد حيث معقل المحتجين الأكبر.
وواجه المتظاهرون عمليات عنف مروعة بعد استخدام القوات المرابطة هنالك أنواعا من الأسلحة والأدوات المحرمة دولياً في قمع المحتجين.
وسجلت مجازر عديدة بينها موقعة جسر السنك والجمهورية ببغداد وأخرى عند جسر الزيتون في محافظة ذي قار، جنوب العراق، راح ضحيتها العشرات من المتظاهرين ومئات الجرحى.
إلا أن ذلك لم يطفئ من "جذوة أكتوبر" أو منع أبنائها من التظاهر، رافعين مطالب إسقاط الحكومة وانتخابات نزيهة ومحاسبة الفاسدين والمتورطين بدماء المتظاهرين.
ومع اشتداد المظاهرات التشرينية، والتي سقط فيها قرابة الـ 600 قتيل وآلاف الجرحى، اضطرت حكومة عادل عبد المهدي، رئيس الوزراء العراقي السابق، إلى تقديم استقالتها والتماشي مع الرغبة الجماهيرية بإقرار قانون انتخابي جديد يضمن فرص عادلة للجميع.
المتظاهر التشريني "يسار" عاد خلال حديثه لـ" العين الإخبارية" مشير إلى جرح جبينه، وقال: "شرف يذكرني بانتفاضة شعب لايقهر".
وطالت الاتهامات بقتل المتظاهرين وترويعهم فصائل وجهات مسلحة مقربة من إيران بعد خوفها من خسارة مكاسبها السياسية وافتضاح أمرها، بحسب مراقبين.
وكانت "حركة تشرين" أصدرت أمس، الأحد، بياناً طالبت فيه المحتفلين بالذكرى الثانية لـ25 من أكتوبر، بالاكتفاء بالتدوين على منصات التواصل الاجتماعي دون النزول إلى الشوراع.
وجاء في البيان، إن "دماء ألف شهيد وأكثر من 30 ألف جريح عبدت للشعب طريق الحرية ووضعت بيد الثوار مشعل الأمس ليستمروا بمطالبهم المنشودة".
وتابع البيان: "إننا وأهلنا العراقيين جميعاً نعلم أن احتجاجاتكم مستمرة حتى لو لم تخرجوا للساحات ولذلك نحذر شبابنا الثائر من الخروج بسبب سيطرة المليشيات على غالبية الساحات".
ويحتشد العشرات من أنصار قوى "تحالف" المقربة من إيران في ساحات الاحتجاجات في مناطق متفرقة من العراق احتجاجاً على نتائج الانتخابات التشريعية التي قلصت من حجم تمثيلهم النيابي.
ورغم تشديد اللجنة المنظمة لمظاهرات تشرين، بعد النزول إلا أن ساحات احتجاجية عدة شهدت حضوراً لمتظاهري أكتوبر لإحياء الذكرى الثانية.
ورفع المحتفلون بالذكرى صور القتلى من زملائهم المتظاهرين وجددوا مطالبهم بمحاسبة الجناة وتطهير البلاد من الفاسدين وتحصين العملية السياسية من المشاريع الطائفة والمذهبية.