احذر.. المضاد الحيوي دون طبيب خطر
منظمة الصحة العالمية تسعى لاتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين والاعتناء جيدا بنظافة الأغذية.
تواصل منظمة الصحة العالمية قيادة حملة عالمية تحت شعار "المضادات الحيوية.. تعاملوا معها بحرص"، والتي انطلقت في الأسبوع العالمي الأول للتوعية بالمضادات الحيوية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
- احذر.. طفرة جينية تساعد البكتيريا على مقاومة المضادات الحيوية
- "الصحة العالمية" تحيي أسبوع التوعية بالمضادات الحيوية
وتعمل منظمة الصحة العالمية مع البلدان والشركاء لتحسين الوقاية من العدوى ومكافحتها، وتعزيز الاستخدام المناسب للمضادات الحيوية الحالية والمستقبلية.
وتقوم المنظمة أيضا بوضع توجيهات بشأن الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية في القطاعات البشرية والحيوانية والزراعية.
وأصبح العالم في حاجة إلى تغيير طريقة وصف المضادات الحيوية واستعمالها، وحتى في حال استحداث أدوية جديدة فإن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ستظل تمثل تهديدا كبيرا ما لم تغيّر سلوكيات استعمال تلك الأدوية.
ويجب في المقابل اتخاذ إجراءات تحدّ من انتشار عدوى الالتهابات بفضل التطعيم وغسل اليدين والاعتناء جيدا بنظافة الأغذية.
ما المضادات الحيوية؟
المضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، ولكن تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية.
وتقول منظمة الصحة العالمية: "قد تسبّب مقاومة البكتيريا للمضادات عدوى التهابات للإنسان يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها عدوى الالتهابات الأخرى".
وهناك 4 أنواع للمضادات الحيوية: مضادات حيوية واسعة الطيف تستخدم لعلاج مجموعة واسعة من الالتهابات، ومضادات حيوية ضيقة الطيف تكون فعالة فقط ضد أنواع قليلة من البكتيريا، ومضادات حيوية تهاجم البكتيريا الهوائية، ومضادات حيوية تعمل ضد البكتيريا اللاهوائية.
وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية وتمديد فترة البقاء في المستشفى وزيادة معدل الوفيات.
حجم المشكلة
وهناك بعض الأمراض أصبح علاجها مستحيلا بسبب مقاومة المضادات الحيوية منها (الالتهاب الرئوي، والسل، وتسمم الدم، والسيلان) حيث أصبح علاجها أصعب بسبب تدني نجاعة المضادات الحيوية.
وتقول منظمة الصحة العالمية: "تزداد ظهور مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها في الحالات التي يتسنى فيها شراء تلك المضادات من دون وصفة طبية لأغراض الاستعمال البشري أو الحيواني".
ويتبيّن أيضا في البلدان التي لا تطبق مبادئ توجيهية معيارية في مجال العلاج أن العاملين الصحيين والأطباء والأطباء البيطريين غالبا ما يغالون في وصف المضادات الحيوية التي يفرط الجمهور في استعمالها.
وأضافت المنظمة: "إن لم نعجّل في اتخاذ الإجراءات؛ فإننا مقدمون على عصر ما بعد المضادات الحيوية الذي يمكن أن تصبح فيه عدوى الالتهابات الشائعة والإصابات الطفيفة قاتلة مرة أخرى".
الوقاية والمكافحة
ويمكن اتخاذ خطوات على جميع مستويات المجتمع للحد من تأثير تلك المقاومة وتقييد نطاق انتشارها.
- عدم استخدام المضادات الحيوية إلا بوصف طبي من أحد المهنيين الصحيين المعتمدين.
- ألا تتشارك أبدا في المضادات الحيوية المتبقية أو في استعمالها.
- أن يحرصوا على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي وتجنب مخالطة المرضى، وتحديث ما يأخذونه من لقاحات.
- تحسين رصد عدوى الالتهابات الناجمة عن مقاومة المضادات الحيوية.
- تعزيز السياسات والبرامج وتطبيق تدابير الوقاية من عدوى الالتهابات ومكافحتها.
- تنظيم وتعزيز استعمال الأدوية الجيدة النوعية والتخلّص منها كما ينبغي.
- التحدّث إلى المرضى عن كيفية تناول المضادات الحيوية بشكل صحيح وعن مقاومة تلك المضادات ومخاطر إساءة استعمالها.
وتوضح منظمة الصحة العالمية أن إنجازات الطب الحديث تتعرض للخطر بفعل مقاومة المضادات الحيوية، وباتت عمليات زرع الأعضاء والعلاج الكيميائي والعمليات الجراحية، مثل عمليات الولادة القيصرية، أكثر خطورة من دون توفير مضادات حيوية فعالة للوقاية من عدوى الالتهابات الناجمة عنها وعلاجها.