"أنوار الحق كاكر" رئيسا لوزراء باكستان.. منحة أم محنة؟
على وقع توقعات باحتمال إرجاء الانتخابات، ووسط أزمة سياسية واقتصادية تمر بها باكستان منذ إبعاد عمران خان، كان البلد الآسيوي على موعد مع رئيس وزراء مؤقت يقوده حتى الاستحقاق الدستوري المقبل.
إلا أن رئيس الوزراء المؤقت أنوار الحق كاكر، الذي تولى رئاسة الوزراء الإثنين، كان على النقيض من رئيس الوزراء الأسبق عمران خان أحد أكثر السياسيين شعبية في البلاد.
ويقول مراقبون، إن السياسي الباكستاني غير المعروف والذي كان عضو مجلس الشيوخ عن بلوشستان الولاية الأقل كثافة سكانية في باكستان، يمتلك سيرة سياسية محدودة، مما قد يجعلها عبئاً عليه أو ميزة، باعتباره ليس لديه ارتباط قوي بالأحزاب السياسية الرئيسية.
وأدى كاكر اليمين الدستورية أمام الرئيس عارف علوي، في حفل بث مباشرة عبر التلفاز، بعد تقديمه استقالته من منصبه كعضو في مجلس الشيوخ الأحد.
ويتوجب على كاكر (52 عاما) تسمية حكومة مؤقتة، حتى إجراء الانتخابات العامة والمحلية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذا لم تؤجل حتى العام المقبل.
فهل ينجح؟
يقول المحلل السياسي حسن عسكري رضوي، في حديث لـ"فرانس برس"، إن كاكر قد يجد صعوبة في التعامل مع المشكلات التي سيواجهها من دون أن يحظى بدعم المؤسسة العسكرية، نظرًا لأنه سياسي مغمور.
ورغم أنه قال إن كاكر "مسيرته السياسية محدودة وليس له وزن معتبر في المشهد السياسي الباكستاني"، إلا أنه أضاف: "قد يكون هذا بمثابة ميزة بالنسبة له لأن ليس لديه ارتباط قوي بالأحزاب السياسية الرئيسية".
أما المحللة عائشة صديقة فرأت أن كاكر سبق أن تلقى دورات في جامعة الدفاع الوطني، مشيرة الى أنه سيكون "مقربا من المؤسسة"، في إشارة إلى الجيش، مضيفة: "يبدو أن المؤسسة.. عثرت على شخص سيحافظ على مصالحها بدلا من مصالح السياسيين".
ويرى المحلل رسول بخش رايس أن كاكر يعد "أفضل خيار ممكن في ظل ظروف" باكستان اليوم، مضيفًا: "إنه متعلم جيداً ومن إقليم يعاني من شعور مرتفع جدا بالحرمان".
وأشار إلى أن هناك نقطة أخرى لصالح رئيس الوزراء الجديد وهي أنه "لا يحمل الكثير من الأعباء السياسية" التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صورته.
مشهد مأزوم
وتسري منذ أشهر شائعات عن احتمال إرجاء الانتخابات في ظل الأزمات التي تواجهها السلطات في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة.
وحُل البرلمان رسميا الأسبوع الماضي، وبموجب القانون يتوجب إجراء الانتخابات في غضون 90 يوما بعد ذلك. لكنّ حكومة شهباز شريف أشارت الى أن إرجاءها أمر مرجّح.
وفي خطاب وداعي الأحد، قال رئيس الوزراء المنتهية ولايته شهباز شريف: "أتخلى عن المسؤولية الثقيلة بعد 16 شهرا.. جئنا دستوريا وغادرنا وفقا لتوجيهات الدستور"، مضيفًا: "لدي ثقة بقدرة رئيس الوزراء المؤقت على إجراء انتخابات حرة ونزيهة".
وتواجه باكستان أزمة منذ إبعاد عمران خان، أحد أكثر السياسيين شعبية في البلاد، من الحكم في أبريل/نيسان 2022 بموجب تصويت لحجب الثقة، وزادت الأزمة حدة الأسبوع الماضي مع إدخال نجم الكريكت السابق السجن تنفيذاً لعقوبة بحبسه ثلاثة أعوام لإدانته بتهم فساد، وحرم خان من الترشح لأي منصب سياسي لخمس سنوات.
ومنذ إبعاده من الحكم، يواجه خان أكثر من 200 قضية، يؤكد أن دوافعها سياسية وهدفها منعه من خوض الانتخابات أو العودة لرئاسة الوزراء.
وأثار توقيف خان لثلاثة أيام في مايو/أيار الماضي في القضية ذاتها أعمال عنف دامية مع خروج عشرات الآلاف من أنصاره إلى الشوارع واندلعت مواجهات مع الشرطة.
وفي أعقاب الإفراج عنه، شنت السلطات حملة قاسية ضد حركة إنصاف التي يتزعمها في الأشهر الأخيرة، واعتقلت الآلاف من مسؤوليها وأنصارها، مع تقارير تحدثت عن ترهيب صحفيين.
أين الجيش من المعادلة؟
في كواليس أي عملية اقتراع في باكستان، يكون الجيش حاضراً، فالمؤسسة العسكرية لا تزال تتمتع بنفوذ سياسي واسع في البلد الآسيوي.
وعلى الرغم من أن الجيش ينفي أي دور سياسي إلا أن الدعم العسكري كان على الدوام، بمثابة حجر زاوية لاستقرار أي حكومة باكستانية.
ووصل خان إلى السلطة عام 2018 بدعم من الجيش، وأقصي منها في أبريل/نيسان 2022 بتصويت برلماني على سحب الثقة بعد خلافات مع ضباط كبار على تعيينات وعلى السياسة الخارجية، وفق محللين.
aXA6IDMuMTQ0LjIyNy4xNDYg جزيرة ام اند امز