اعتذار وتراجع.. "قاضية" ميركل تنقذها من تصويت الثقة
في ٢٤ ساعة عصيبة، قدمت المستشارة أنجيلا ميركل الاعتذار مرتين عن "قرار خطأ"، وصفه البعض بـ"ضربة قاضية" أنقذتها من تصويت ثقة بالبرلمان.
ويتعلق الأمر بقرار اتخذته ميركل، قبل أيام، لفرض إغلاق مشدد لمدة ٥ أيام في البلاد، في فترة عيد الفصح، لمنع أي زيادة في إصابات كورونا.
القرار أثار عاصفة انتقادات شعبية، فضلا عن تحليلات عن صعوبة تطبيقه وتداعياته السلبية على الاقتصاد.
لكن ميركل تراجعت عن القرار، وأعلنت إلغاءه، الأربعاء الماضي، مبررة ذلك بصعوبات تطبيقه التي لم ينظر إليها وقت اتخاذ القرار.
ولم تتوقف الانتقادات، حتى خرجت المستشارة في خطاب أمام البرلمان، الأربعاء، وقدمت اعتذارا للشعب والكتل السياسية، مضيفة أن "الخطأ هو خطأها وحدها"، رغم أنه اتخذ بعد اجتماع ومشاورات مع حكام ولايات البلاد.
وتابعت موجهة حديثها للبرلمان: "أطالب الشعب وأطالبكم أنتم بالغفران".
ويوم الخميس، ظهرت ميركل في مقابلة تلفزيونية نادرة، وقدمت اعتذارا جديدا.
وقالت ميركل: "الخطأ يجب أن يسمى خطأ"، مضيفة: "الأمر الأكثر أهمية، يجب تصحيحه وإن كان ممكنا في الوقت المناسب".
وتابعت: "أعلم أن المقترح تسبب في مفاقمة حالة عدم اليقين.. أنا أعتذر بشدة، ولذلك أسأل الصفح من كل المواطنين".
ووسط الاعتذارين، خرجت مطالبات من حزب البديل لأجل ألمانيا "شعبوي"، والحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط"، بطرح تصويت بالثقة على ميركل في البرلمان.
لكن المستشارة ردت على ذلك في المقابلة الصحفية وقالت: "لا داعي، قدمت اعتذارا عن الخطأ، وليس لدي شيء أكثر أقوله".
ولاقى اعتذار ميركل حالة من الثناء وحتى العرفان في ألمانيا، وفق تقارير صحفية ألمانية قالت "إن ميركل أعادت للواجهة فكرة اعتذار الساسة عن الأخطاء".
بل إن خصومها شعروا بكثير من الامتنان للمستشارة، وقالت كاترين جورينج إيكاردت، الزعيمة المشاركة لكتلة حزب الخضر "يسار" في البرلمان، إن ميركل "قدمت خدمة كبيرة للديمقراطية".
ووصفت صحيفة بولتيكو الأمريكية اعتذار ميركل بأنه "مثل قاضية محمد علي كلاي"، مضيفة "أنهى الأزمة، وحمل أثرها إيجابيا على أجندة ميركل".
aXA6IDMuMjEuMTU5LjIyMyA= جزيرة ام اند امز