الهواتف الذكية الرخيصة تسرق بيانات مستخدمي الدول النامية
رخص سعر الهواتف الذكية يأتي على حساب الخصوصية بسبب تطبيقات مسبقة التحميل تجمع بيانات المستخدمين بدون علمهم.
يقدم ملايين الأشخاص في الدول النامية على شراء هواتف ذكية زهيدة الثمن لا تحمي خصوصيتهم بصورة كافية، فضلا عن أن سهولة الوصول السريع للإنترنت التي يوفرها هذا النوع من الأجهزة تكون لها تكلفة خفية ألا وهي "تطبيقات مسبقة التحميل تجمع بيانات المستخدمين بدون علمهم".
ومن بين هذه التطبيقات، ذلك الموجود على آلاف هواتف Singtech P10 الذكية الصينية وتباع في ميانمار وكامبوديا، إذ يرسل التطبيق موقع صاحب الهاتف وتفاصيل عن الجهاز إلى شركة دعاية هواتف محمولة في تايوان تدعى General Mobile Corp أو GMobi اختصارا. كما ظهر التطبيق ذاته على هواتف ذكية تم تصنيعها في الصين والهند، تباع في البرازيل، وفقا لباحثين أمنيين.
وحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، تقول شركة GMobi إنها تستخدم البيانات في إظهار إعلانات مستهدفة على الأجهزة، كما تشارك البيانات مع صناع الجهاز لمساعدتهم في معرفة المزيد حول عملائهم.
كما تقدم شركة Adups في شنجهاي وشركة MoMagic الهندية للدعاية الرقمية خدمات تحديث مشابهة بالشراكة مع مصنعي الهواتف الذكية.
وأشار الرئيس التنفيذي للشركة، بول وو، إلى أن مصنعي الهواتف الذكية يحصلون على فائدة إضافية بالسماح لشركة GMobi بتثبيت تطبيقها على أجهزتهم، حيث يتمكنون من إرسال التحديثات البرمجية الخاصة بأجهزتهم بدون تكلفة.
وقالت المتحدثة باسم شركة GMobi إن المستخدم الذي يرغب في خدمة إنترنت مجانية، عليه أن يعاني قليلا من الإعلانات المستهدفة.
وبرزت مشكلة الموازنة بين خصوصية المستخدم ومشاركة بياناته مؤخرا في الغرب. وتعرضت شركة فيسبوك الأمريكية إلى موجة من الانتقادات لعدم قيامها بما هو كافٍ لحماية بيانات المستخدم. ومنح قانون جديد الأمريكيين في كاليفورنيا الحق في حظر بيع بياناتهم الشخصية، فيما قدمت اللائحة العامة لحماية البيانات التابعة للاتحاد الأوروبي بعض اللوائح الصارمة لحماية خصوصية البيانات.
لكن في الاقتصادات الناشئة لا يوجد إلا القليل لحماية خصوصية المستخدمين، وربما لا يكون الأشخاص الذين يتوقون إلى الدخول إلى الإنترنت على غير علم بما تسجله أجهزتهم من بيانات حولهم.
وعلق على ذلك مارك جرومان، أحد كبار مستشاري الخصوصية في مكتب البيت الأبيض للإدارة والميزانية بقوله: "إنهم يستغلون الاقتصادات النامية وأفرادها غير القادرين على شراء أجهزة أفضل"، مضيفا: "في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يعتبر هذا غير قانوني".
ويقدم كثير من تطبيقات الهواتف الذكية ذات الشعبية على جمع بيانات مستخدمين مثل جهات الاتصال وحتى المناطق، لكن المستخدم يثبتها بمحض إرادته ويمكنه حذفها في أي وقت. أما برامج GMobi فتأتي مثبتة مسبقا على الهواتف الذكية الرخيصة، ولا يمكن لصاحب الهاتف مسحها بسهولة.
وتقدم GMobi تحديثات وخدمات أخرى إلى ما يزيد على 100 شركة مصنعة للهواتف الذكية و2000 نوع مختلف من الهواتف الذكية يصل إلى أكثر من 150 مليون مستخدم في أنحاء العالم.
ووفقا للصحيفة، رفضت الشركة أن تعلن أسماء الشركات التي تتعامل معها في الوقت الحالي. ومن الشركات المدرجة ضمن قائمة موقع GMobi، Huawei Technologies Co و Xiaomi Corp و Miami-based BLU Products.
من جانبه قال المتحدث باسم هواوي Huawei إن الشركة لم تعمل أبدا مع GMobi. كما قالت المتحدثة باسم شاومي Xiaomi إن الشركة أيضا لم تتعاون مع GMobi. وأيضا قالت المتحدثة باسم BLU إن الشركة أجرت محادثات مع GMobi منذ عدة سنوات لكنها لم تعمل معها.
وعلى الرغم من ذلك فإنه في عام 2016 اكتشف أن شركة BLU التي تصنع هواتف ذكية إلى الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، تستخدم خدمات GMobi على هواتفها الذكية، وقيل آنذاك إن الأجهزة ترسل تفاصيل المستخدمين إلى الصين، وهو ما علقت عليه BLU بأنه حدث عن طريق الخطأ.
ويصنف تطبيق GMobi من البرمجيات الخبيثة من قبل برامج مكافحة الفيروسات عبر الإنترنت.