لقاء حفتر وعقيلة والمنفي.. هل يحرك مياه انتخابات ليبيا الراكدة؟
على طريق قطار الانتخابات الليبية الذي تعثر في محطة "القوة القاهرة"، تحولت الإشارة من اللون الأحمر إلى الأصفر، في انتظار الضوء الأخضر، الذي قد يزيل العقبات ويذلل الصعاب.
وبينما كانت الساحة الليبية على موعد مع توافقات "نادرة" في الرؤى بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والرئيس السابق لـ"الأعلى للدولة" خالد المشري، جاءت الإطاحة بالأخير في الانتخابات الداخلية التي أجريت مؤخرًا، والدفع بمحمد تكالة الذي كان أحد معارضي خارطة الطريق إلى الواجهة، إلى إثارة المخاوف من إمكانية عرقلة تلك الخطة.
وفيما ساقت بيانات "الأعلى للدولة" بعض التطمينات، حاول البرلمان التحرك في اتجاه آخر، أملا في حشد أكبر قوى لخارطة الطريق التي يسعى لتطبيقها، وتهدف للإطاحة بحكومة عبدالحميد الدبيبة منتهية الولاية والدفع بأخرى لقيادة مرحلة ما قبل الانتخابات.
فماذا فعل؟
التقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، في مدينة بنغازي، شرقي البلاد، لبحث مستجدات المسار السياسي.
اللقاء قالت عنه القيادة العامة للجيش الليبي، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنه جرى الاتفاق فيه على:
- التأكيد على الملكية الوطنية لأي عمل سياسي وحوار وطني.
- عدم المشاركة في أي لجان إلا من خلال الإطار الوطني الداخلي دون غيره.
- تولي مجلس النواب اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة باعتماد القوانين الانتخابية المُحالة إليه من لجنة 6+6 بعد استكمال أعمالها واجتماعاتها؛ لوضعها حيز التنفيذ.
- دعوة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي إلى عدم اتخاذ أي خطوات منفردة في المسار السياسي.
- دعوة رئاسة مجلسي النواب والدولة للتشاور واستكمال المسار السياسي الوطني لتحقيق أكبر قدر من التوافقات بهدف إنجاز القوانين الانتخابية.
كيف يؤثر ذلك اللقاء على المشهد السياسي؟
يقول أستاذ العلوم السياسية الليبي الدكتور يوسف الفارسي، إن اللقاء الذي غاب عنه رئيسا الأعلى للدولة محمد تكالة وحكومة الوحدة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة، سيؤثر على المشهد السياسي بشكل كبير، مفسرًا غياب الأخيرين بأنهما غير متوافقين مع أهداف المرحلة المقبلة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن تغيير رئاسة مجلس الدولة وتولي محمد تكالة، أربك المشهد السياسي، خاصة أن الأخير لم يتحدث بعد تولي منصبه عن دعم لجنة "6+6" أو حتى عن تغيير الحكومة، كما أشارت خارطة الطريق، مما ينذر بمشكلة في المرحلة القادمة.
وشدد الفارسي على أن نتائج تلك اللقاء، يجب دعمها من قبل المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في إحاطة الأحد أمام مجلس الأمن وكذلك المجتمع الدولي، خاصة في ظل رفض قوى المنطقة الغربية (الأعلى للدولة وحكومة الوحدة الوطنية)، شروط الترشح للانتخابات الرئاسية.
إزاحة الدبيبة
في السياق نفسه، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن هناك تقاربًا بين الثلاثي منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن لقاء بنغازي يؤكد أن الأجسام الثلاثة تريد الوصول إلى حل للأزمة السياسية، وتحريك ملف الانتخابات.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن هناك اتفاقًا بين الأجسام كافة على إزاحة حكومة الدبيبة، وتولي حكومة موحدة قيادة البلاد حتى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، بعد أن "باتت الحكومة المنتهية تشكل خطرًا كبيرًا على سير العملية الانتخابية"، على حد قوله.
وتوقع المحلل السياسي الليبي، أن تشهد الفترة المقبلة إزاحة الدبيبة من المشهد السياسي الليبي، "حتى يسير الوضع بالشكل الأكمل".
دعم البرلمان
بدوره، قال المحلل السياسي الليبي، أحمد أبو عرقوب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن لقاء بنغازي، يؤكد أن أطرافه يرفضون الدخول في حوار سياسي يكون رئيس حكومة الوحدة منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة، طرفاً فيه.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أن المشير حفتر وعقيلة صالح لا يمانعان أن يلعب المجلس الرئاسي دور الوسيط الإيجابي، وأن يشرف على تنظيم حوار سياسي، ينهي الانسداد القائم، مشيرًا إلى أن البيان قطع الطريق أمام البعثة الأممية وأجهض أي مساعٍ لها لخلق أجسام تنازع البرلمان في اختصاصاته.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA=
جزيرة ام اند امز