أبرزها "اللواء" و"البقرة" و"الفار".. 7 مليشيات رئيسية في طرابلس الليبية
تتغلغل الأزمات وآثارها المختلفة في نسيج المدن، تصبغها بملامح خاصة؛ سلبية كانت أو إيجابية، لتتحول تركيبة المدن ومعادلة الاستقرار فيها.
وما شهدته طرابلس الليبية من أزمات على مدى 12 عاما، صبغ المدينة، وتغلغل في نسيجها، وخلق واقعا جديدا ومعادلة استقرار مختلفة الأطراف والنتائج؛ أبرز ملامحها انتشار المليشيات المسلحة بكثافة.
وعادت المليشيات المسلحة إلى الواجهة خلال الأسبوع الجاري، مع اندلاع اشتباكات يومي الإثنين والثلاثاء، بين جهاز الردع لمكافحة الإرهاب التابع للمجلس الرئاسي الليبي و"اللواء 444 قتال" التابع لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، بعد احتجاز الأول قائد اللواء الثاني، محمود حمزة.
هذه التطورات التي وضعت طرابلس على شفا تصعيد كبير، حركت سؤالا مهما: ما هي المليشيات المسلحة المتواجدة في طرابلس؟.
وفي محاولة للإجابة عن هذا السؤال، قال الخبير العسكري الليبي محمد الترهوني لـ"العين الإخبارية"، إن "هناك 7 مليشيات مسلحة في طرابلس، هي الأبرز من حيث مدى السيطرة والعتاد، وأماكن فرض النفوذ والهيمنة".
وبدأ الخبير العسكري بأبرز قوتين كانتا حديث الساحة الليبية هذا الأسبوع، بسبب الاشتباكات الدامية التي أسفرت عن 55 قتيلا، وفق إحصاء مركز طب الطوارئ والدعم، إضافة إلى أكثر من 146 جريحا.
"اللواء 444"
تعرف باسم "اللواء 444 قتال"، وتتبع منطقة طرابلس العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة وظهرت في عام 2019.
تتمركز في مساحة كبيرة من معسكر التكبالي وترهونة، حتى وصلت إلى ما بعد بني وليد في طرابلس، وتعد هيكلا منشقا من مليشيات الردع.
ويرأسها محمود حمزة، وهو ضابط سابق في قوة الردع الخاصة، لعب دورا رئيسيا في التوسط لإنهاء التوتر بين فصائل مسلحة أخرى في أوقات سابقة.
وبمرور الوقت، بات "اللواء 444" من أكثر القوى العسكرية تنظيماً في طرابلس وتنتشر معظم قواته جنوبها، كما تسيطر على مدن بارزة في غرب ليبيا، وتحديدا ترهونة وبني وليد، وتقوم بتأمين أجزاء واسعة من الطريق الرابط بين العاصمة وجنوب البلاد.
قوات الردع الخاصة
قوة الردع الخاصة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة تابعة للمجلس الرئاسي الليبي، ويصل عدد عناصرها إلى 5 آلاف مسلح.
وتعد الأقوى في طرابلس، ويقودها عبد الرؤوف كارة، وتدير سجنا به نحو ألفي إرهابي من تنظيمات "داعش" والقاعدة وكيانات أخرى، وفق الخبير العسكري الليبي.
وقال الترهوني إنها تتمركز في قاعدة معيتيقة الجوية ومطارها ويمتد نفوذها حتى جزيرة سوق الثلاثاء غربي العاصمة طرابلس، وتعرف بتعدد معسكراتها في مناطق الفرناج وعين زارة جنوبي العاصمة.
ويكمل الترهوني، أن الاشتباكات الأخيرة بين اللواء 444 وقوات الدرع الخاصة، ليست جديدة، حيث وقعت في 28 من مايو/أيار الماضي، اشتباكات بينهما في مناطق جنوبي العاصمة ووسطها على خلفية اختطاف أحد الأفراد من "اللواء 444".
وهدأت الخلافات بين الطرفين بعد تسليم محمود حمزة إلى جهة أمنية محايدة قبل الإفراج عنه، ما أعاد الهدوء للعاصمة الليبية منذ أمس الأربعاء.
جهاز دعم الاستقرار
القوة الثالثة في طرابلس هي جهاز دعم الاستقرار وهي الأبرز في مناطق وسط العاصمة الليبية، ويترأسها عبد الغني الككلي المعروف بـ “غنيوة”، وهو أحد أكثر قادة المليشيات نفوذًا في المدينة.
وتأسست بموجب قرار حكومي في يناير/كانون الثاني 2021؛ وتتبع المجلس الرئاسي، وتسيطر على منطقة بوسليم والهضبة وأجزاء من طريق المطار، وفق الترهوني.
الترهوني قال أيضا، إن مجموعة غنيوة تدير أحد أسوأ سجون طرابلس سمعة، كما تتولى تأمين مناطق مهمة وحيوية في العاصمة، وتتلقى دعما كبيرا جدا من رئيس حكومة الوحدة وصل إلى 281 مليون دولار.
اللواء 111
ووفق الترهوني، فإن هناك أيضا "اللواء 111" الذي يترأسه عبد السلام زوبي، ويتبع وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية، وكان يسمى سابقا كتيبة 301.
ويتخذ "اللواء 111" من منطقة النجيلة وطريق المطار في طرابلس، مقرا له.
ووقعت مناوشات متكررة بين عناصر هذه المجموعة والأهالي في طرابلس، إثر فرضها (وقت كان اسمها كتيبة 301) إتاوات على أصحاب المحال التجارية والشركات وكل ما هو واقع في نطاق سيطرتها في المنطقة الممتدة ما بين الدريبي حتي حدود كوبري السواني بالمدينة، بحسب المصدر ذاته.
وبعد هذه المناوشات، جرى تفكيك كتيبة 301، وإعادة تشكيلها تحت اسم جديد هو اللواء 111، وتخريج دفعات جديدة من العسكريين للانضمام لها.
مليشيات البقرة
من المليشيات "المتطرفة"، وتنشط في منطقة تاجوراء بالضاحية الشرقية من طرابلس، وترتبط بعلاقات وثيقة مع تيار الإسلام السياسي بما في ذلك الجماعات المصنفة تنظيمات إرهابية، بحسب الخبير الليبي.
وأكد الترهوني أن "عدد مقاتلي هذه المليشيات غير معروف، ويقودها بشير البقرة المعروف بنشاطه الإرهابي، حيث شارك في عمليات ضد مواقع حيوية للجيش الليبي وخطف أجانب، كما كان طرفا في صفقات مشبوهة".
وتابع: "هذه المليشيات تحظى بترحيب كبير من المفتي الإخواني المعزول، الصادق الغرياني"، لافتا إلى أنها حاولت توسيع سيطرتها خلال الفترة الماضية والتي تشمل الخمس، والجرابولي، وتاجوراء والمناطق القريبة من قاعدة معيتيقة، مما تسبب في مناوشات وخلافات مع مليشيات الردع على النفوذ في العاصمة ووسطها.
"القوة المتحركة"
كتيبة القوة المتحركة فى جنزور، هي سادس مليشيات العاصمة الليبية، إذ ينتمي عناصرها إلى قبائل الأمازيغ وجنزور ويقودها المدعو أبو زايد الشواشى.
وتسيطر هذه المليشيات على المنطقة بين بوابة كوبرى 27، حتى كوبرى 17، وتتمركز أيضا فى عدد من المرافق والمصانع والمصارف بهذه المنطقة.
وتتخذ "القوة المتحركة" من منطقة جنزور مقرا لها وقليلة العدد والعتاد، وتتكون من عدد من المليشيات الأصغر كتلك التي تتواجد في الجبل الغربي، فيما يقع أكبرها في مدن نالوت وجادو، بالإضافة لمدينة زوارة الساحلية القريبة من حدود تونس.
ولم تدخل هذه المليشيات تحالفات حتى الآن، وأسلحتها خفيفة، وتطلق على نفسها "القوة الوطنية المتحركة".
مليشيات الفار
يترأس "مليشيات الفار"، محمد باحرون الملقب بـ"الفار" المطلوب على ذمة قضايا إرهاب، وفق الخبير الليبي الترهوني.
وتتمركز هذه المليشيات في مدينة الزاوية، وتأوي عددا من أعضاء المجموعات المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة ومتعاونة مع المدعو أبو عبيدة الليبي أو أبو عبيدة الزاوي، وهو متطرف ليبي.
الترهوني قال إن مليشيات العاصمة الليبية، لواء 444 ودعم الاستقرار والبقرة والردع وبقية المليشيات المذكورة، تعد الأبرز داخل طرابلس وتحظى بدعم مالي مباشر من حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي.