اقتحامات المستوطنين.. محاولات لإفساد اعتكاف العشر الأواخر بالأقصى
عشرات المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال التي تلاحق المعتكفين إلى المسجد القبلي المسقوف ومحاصرته من الخارج.
دعت المؤسسات الدينية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الخميس، المواطنين، إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك والرباط فيه، تزامنا مع اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد المبارك، واعتقال فلسطينيين على أيدي شرطة الاحتلال.
وانتشرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح في ساحات المسجد الأقصى، صباح اليوم، لتأمين الحماية لعشرات من المستوطنين الذين اقتحموا المسجد.
ولم يجد العشرات من المصلين الذين اعتكفوا في المسجد لمناسبة حلول العشر الأواخر من شهر رمضان من ردٍ سوى ترديد هتاف "الله أكبر".
أما عناصر الشرطة الإسرائيلية، فردوا بملاحقة المصلين إلى المسجد القبلي المسقوف ومحاصرته من الخارج.
وواصل المصلون هتاف "الله أكبر" من داخل المسجد القبلي ورشقوا قوات الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة.
وفي هذا الصدد، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان أرسلت نسخة منه لـ"العين الإخبارية"إن 87 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم بحراسة الشرطة الإسرائيلية.
ولفتت إلى أن شرطة الاحتلال اعتقلت فلسطينيين اثنين من داخل المسجد.
وتسمح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في الفترة الصباحية وما بعد صلاة الظهر حيث يقتحم العشرات منهم المسجد يوميا.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية، الجهة المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، طالبت منذ بدء الاقتحامات عام 2003 بوقفها ولكن دون استجابة إسرائيلية.
ويتوافد آلاف المصلين من كل فلسطين إلى المسجد الأقصى للاعتكاف والتعبد في المسجد الأقصى في فترة العشر الأواخر من شهر رمضان.
مشهد المستوطنين وهم يقتحمون المسجد ينغص على المعتكفين ويسبب حالة من التوتر التي يخشى المسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية من أن تنزلق إلى مواجهة.
وقالت المؤسسات الدينية في مدينة القدس:"توافقت الشرطة الإسرائيلية مع مجلس إدارة اتحاد منظمات الهيكل الـمزعوم، حيث عقد اجتماع لهذه الـمنظمات الـمتطرفة، ودعت أعضاءها لزيادة وتيرة اقتحامات الـمسجد الأقصى الـمبارك، وخصوصاً في العشر الأواخر من شهر رمضان الـمبارك، لكسر فكرة إغلاق الـمسجد في وجه الـمقتحمين خلال العشر الأواخر".
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن مجلس الأوقاف في القدس، والهيئة الإسلامية العليا، وهيئة الإفتاء، ودائرة الأوقاف الإسلامية.
وأوضح البيان أنه "رغم تحذير دائرة الأوقاف الإسلامية للشرطة الإسرائيلية من مغبة تغيير الوضع التاريخي القائم في الـمسجد الأقصى الـمبارك والـمتبع منذ عام 1967، ورغم اعتراض الـمصلين والـمعتكفين واعتقال بعضهم، إلا أن الشرطة والحكومة وأذرعها عملت وبشكل واضح بقوة السلاح والاحتلال لتمرير مخطط خطير في الـمسجد".
وأكدت المؤسسات الدينية أن "جميع الإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال وأذرعه، لن ولن تغير من قداسة الـمسجد الأقصى، والذي هو حق خالص للمسلمين وحدهم، ولا يقبل القسمة على اثنين"، داعية المواطنين إلى شدّ الرحال للأقصى والاعتكاف والرباط فيه.