مثقفون عرب يستحضرون مواقف وذكريات وجدانية في رمضان
الروائي المصري محمد بركة يرى أن شهر رمضان غيَّر من نظرته للعاصمة المصرية القاهرة، التي أقام فيها أكثر من 20 عاماً.
لكل إنسان منا ذكرياته مع شهر رمضان المبارك، سواء في مرحلة الطفولة والشباب وحتى الكبار، فإضافة إلى الأجواء الإيمانية والروحانية التي يشهدها الشهر الكريم، تسود خلاله حالة من الحب والمودة، مع تبادل الزيارات العائلية وجلسات الأصدقاء.
وعن هذه الذكريات قال الكاتب والروائي المصري محمد بركة: "كنت لا أرى في العاصمة المصرية القاهرة سوى مدينة بلا قلب، بحسب قصيدة الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، فقد ولدت في الريف وسط حقول البرسيم والفول والذرة".
وأضاف: "كنت أصحو على غناء الكروان، وأقضي اليوم أطارد الفراشات في الحقول البعيدة، إلى أن ألقت بي المقادير في فم وحش يفح الصعد والزحام والفرص الصعبة التي يتقاتل عليها القوم، وجاء رمضان ليغير من نظرتي لمدينة أقيم بها منذ 20 عاماً دون غرام يلمس حبة القلب".
وتابع بركة: "حدث ذلك حين التقيت أحد الأصدقاء قبيل مدفع الإفطار، واتفقنا أن نتناول الإفطار في قلب ميدان التحرير، هكذا في الشارع وسط البسطاء والعمال والمشردين بلا مأوى، ويومها اكتشفت الوجه الآخر للمدينة. لقد استعادت إنسانيتها، الكل يتّشح بالرقة والرحمة والزحام الشديد اختفى، حيث ظهر جمال منطقة وسط البلد حضارياً ومعمارياً الذي لا ينتبه إليه أحد تحت وطأة سيل المركبات والمزاج العصبي لقائديها".
وواصل: "رأيت غلالة شفافة من ضوء الغسق تهبط على البنايات، الجميع يذوب رحمةً وذوقاً وحساً إنسانياً فريداً، مضيفاً: "صار ميدان التحرير قبيل مدفع الإفطار مزاراً أحرص على لقياه بشكل منتظم، لم يعد مجرّد ميدان بقدر ما أصبح شاهد عيان على صلح تاريخي بيني وبين مدينة بلا قلب".
ومن جهتها، قالت الروائية والشاعرة التونسية بسمة مرواني لـ"العين الإخبارية"، إن رمضان له إشارات تُظهر السعادة، إذ يتقي الصائم الله، ويصير بينه وبين ربه معرفة خاصة، ويعرض عن السيئات ويصوم عنها".
وأردفت: "استقبل ضيفاً عزيزاً وهو في الحقيقة لا يفدُ إلينا إلا مرة في العام، لذلك فهو فرصة للتأمل للمطالعة والإنجاز".
وتختتم مواقفها وذكرياتها عن رمضان بالقول: "إنها معادلة واضحة، تعب وعناء وجهود، لكن الشهر الكريم فيه سر ربّاني، فلا يخلو صدر مسلم من إحساسه ببهاء وجمال هذا الشهر".
وتكشف الكاتبة الكويتية أمل الرندي، عن موقف من المواقف التي حدثت لها خلال الشهر الكريم، إذ أفادت: "كنت ذات مرة أسجل قصة بعنوان (ألعاب فارس)، حتى أقدّمها بشكل مختلف عن النص المكتوب، بمصاحبة رسوم متحركة، لذا كنت أكتبها مرة أخرى بشكل حوار، وأضيف إليها أيضاً أغاني، كي يكون العمل أكثر متعة للطفل".
وتابعت: "كنت أصطحب بنات أختي إلى الاستوديو، ليساهمن معي في تسجيل أصوات الشخصيات، وكان العمل شاقاً عليهن فعلاً، لأنهن طفلات في المرحلة الابتدائية تقريباً".
وأضافت الرندي: "كانت الطفلة عائشة هي التي تؤدي البطولة تقريباً، وعليها أن تغني أيضاً، ما جعلها تشعر بعطش شديد نتيجة الإعادة عدة مرات، فتقوم بِغرغرة الماء، حتى تعود مرة ثانية لاستكمال التسجيل، والغناء بكل حماس رغم عطشها الشديد".
وأوضحت: "هذه القصة (ألعاب فارس) كانت ضمن المجموعة القصصية التي حصدتُ بها جائزة الدولة التشجيعية في الكويت".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز