دبلوماسيون عرب يطلقون "صرخة" لإنقاذ إدلب السورية
السفير حسن هريدي يطالب بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية؛ لمناقشة التدخل العسكري المنتظر في إدلب.
اعتبر دبلوماسيون عرب أن معركة "إدلب" المرتقبة، التي يحشد لها النظام السوري، بمثابة فرصة سانحة لاستعادة دور عربي فعال في سوريا، حيث تراجع بشكل لافت في السنوات الأخيرة لصالح قوى دولية وإقليمية، من بينها إيران وتركيا وإسرائيل.
ويحشد النظام السوري وحلفاؤه روسيا وإيران منذ أيام لشن عملية عسكرية على إدلب، شمال غربي سوريا، التي تعد آخر محافظة تسيطر عليها المعارضة.
وفي تصريحات لـ" العين الإخبارية" ناشد الدبلوماسيون، الدول العربية باتخاذ موقف جاد لإنقاذ الوضع الإنساني، وتجنيب المدنيين مخاطر مواجهات دامية مرتقبة.
السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، قال لـ"العين الإخبارية" إن على الدول العربية، ومن خلال الجامعة العربية، أن تتحرك وتتحين الفرصة لاتخاذ موقف عربي إيجابي إزاء ما يحدث في سوريا، مؤكدا أن "الغياب العربي في الأزمة السورية خسارة عربية كبيرة للأمة جمعاء".
وناشد هريدي:"الدول العربية بالعمل لصالح سوريا فقط، بغض النظر عن خلافهم حول السياسيات".
واقترح هريدي عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية يناقش التدخل العسكري المنتظر في إدلب، بهدف استصدار قرار عربي، يقدم على الأقل مبادرة للتعاون مع الأمم المتحدة في تدشين ممرات إنسانية آمنة للمدنيين، يجنبهم ويلات الهجوم.
وثمّن هريدي الدعوة التي أطلقها الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية بضرورة تجنيب مدينة إدلب السورية أي مواجهة تعرض المدنيين للخطر، وضرورة أن يكون فيها دور عربي فعال حيال ما سيحدث.
كان الدكتور أنور بن محمد قرقاش أكد ضرورة تجنيب مدينة إدلب السورية أي مواجهة تعرض المدنيين للخطر.
وشدد قرقاش، في تغريدة عبر "تويتر"، السبت، على ضرورة المراجعة الجادة للدور العربي في سوريا.
وقال: "تقلص نفوذ ووجود الدور العربي تجاه الأزمة السورية بحاجة إلى مراجعة جادة وشاملة، ودروس لا بد من استيعابها بمرارة وعقلانية".
وأردف السفير حسن هريدي، أن "العالم العربي يعيش واقعا مريرا، فالعرب أخرجوا أنفسهم منذ عام 2017 من اللعبة السورية تماما، اللهم إلا اجتماعات تقليدية تحت مظلة الأمم المتحدة، بينما النفوذ الحقيقي هناك لقوى دولية وإقليمية من بينها إيران وإسرائيل وتركيا، تتحكم في الأوضاع هناك"، على حد قوله.
واعتبر الدبلوماسي المصري أن معركة إدلب ربما تعد محسومة لصالح النظام السوري، غير أنه على الدول العربية ومنذ الآن مطالبة بالتفكير في دور واضح في إعادة اعمار سوريا باعتبار أن هذا هو الأهم.
وقال إن" التقديرات الأولية تتحدث عن 300 مليار دولار تكلفة إعادة الإعمار، وهناك تنافس كبير على من يحصل على تلك الكعكة، لذلك على العرب أن يبدأوا في التحرك سواء عبر النظام في سوريا أو مع روسيا".
على صعيد متصل أكد السفير أشرف حربي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن الوضع في محافظة إدلب معقد وخطير، ويبدو أن النظام السوري وحليفه روسيا قررا تصفية آخر معاقل المعارضة في قلب سوريا، وتمكين النظام من بسط سيطرته على تلك المحافظة الاستراتيجية.
وتوقع حربي أن تكون "للمعركة انعكاسات سياسية وأمنية خطيرة، كما ستخلف كارثة إنسانية وضحايا".
وحذر السفير حربي، في تصريحاته لـ" العين الإخبارية"، من أنه ما لم يكن هناك موقف عربي جاد إزاء ما يحدث؛ فلن يُلتفت إلى العرب مرة أخرى.
ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الجماعة العربية لمناقشة ترتيب الأوضاع هناك، بما فيه استعادة سوريا لمقعدها بالجامعة، وحسم الخلافات في هذا الشأن، معتبرا أن "تماهي الخلافات العربية بشأن ما يحدث في سوريا أصبح الآن ضرورة بالغة".
وإدلب، خلال السنوات الأخيرة، كانت وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.
وبدأ مئات المدنيين الفرار من مناطق في إدلب خوفا من الهجوم الوشيك.
ودعت 8 منظمات دولية غير حكومية، ناشطة في سوريا، "القادة الدوليين" إلى "العمل معا لتفادي وقوع "أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء النزاع السوري قبل 7 سنوات"، الذي أدى إلى مقتل أكثر من 350 ألف شخص، وملايين النازحين.
وحذر المجتمع الدولي، خلال جلسة لمجلس الأمن، يوم الجمعة الماضي، من تبعات تلك المواجهة، حيث يقطن قرابة 3 ملايين نسمة هناك.
وقال الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، إن الوضع في إدلب سيكون "أسوأ بستة أضعاف" مما كان عليه في الغوطة الشرقية.