دبلوماسيون لـ«العين الإخبارية»: قمة الرياض مصيرية
قمة «مصيرية» ستكون قراراتها حاسمة في ظل النزيف المستمر للمدنيين في قطاع غزة الذي يواجه قصفا إسرائيليا أودى بحياة أكثر من 11 ألف شخص.
هذا ما أجمع عليه دبلوماسيان وخبيران، مستشرفين موقفا عربيا وإسلاميا موحدا وقرارات حاسمة ونتائج مختلفة في ظل التحديات الحالية.
قراءة استشرافية تأتي في وقت يستعد فيه قادة الدول العربية والإسلامية، السبت، لعقد قمة مشتركة من المتوقع أن تجدد الدعوة إلى وقف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة خشية أن يتسع نطاق العنف في المنطقة.
وفي قراءته، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، إن «قمة الرياض ستكون مختلفة في نتائجها، بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، وضخامة التدمير وخسائر الأرواح الذي أحدثته، كما أن تعاقب القمم الأفريقية ثم العربية تليها الإسلامية، يعتبر أمرا غير مسبوق».
وبشأن المأمول من قمة اليوم، أكد العرابي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أنه «من المهم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق نار مستدام، وتدفق المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، ووحدة الصف الفلسطيني، والاستعداد لإعادة بناء البنية التحتية».
وفي تفسيره لتصاعد القصف الإسرائيلي على غزة قبل ساعات من انعقاد قمة الرياض، قال إن «إسرائيل تسعى إلى الوصول لموقف تفاوضي أفضل، في حال الوصول إلى وقف إطلاق نار بضغط عربي على الولايات المتحدة».
من جانبه، يرى السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن «الموقف العربي والإسلامي المنشود يجب أن يتأسس على موقف مصر في مؤتمر القاهرة الإقليمي الدولي للسلام، ويقوم على مسارات أربعة متزامنة مع التسوية القضية الفلسطينية بمواجهة رؤية إسرائيلية أمريكية وغربية تنشد تصفية القضية».
ويوضح حليمة لـ«العين الإخبارية»، أن «الأول مسار أمني يتمحور حول وقف إطلاق النار والأعمال العدائية بشكل دائم ومستمر وبمفهوم شامل».
فيما يمثل الثاني المسار الإنساني، ويتضمن، بحسب حليمة، «إدخال المساعدات الإنسانية على نحو دائم دون أي عوائق وإصلاح المؤسسات الخدمية وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء أي أعمال تتعلق بالحصار أو العقاب الجماعي أو التهجير القسري، بدءا بعودة النازحين».
أما الثالث، يتابع حليمة، فيشمل المسار السياسي، و«يتضمن البدء في مفاوضات جادة لتسوية القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية»، بينما المسار الرابع تنموي للإصلاح وإعادة البناء والإعمار.
«مصيرية»
ووفق حليمة، فإن قمة الرياض تكتسب «أهمية بالغة» في ظل تواصل استمرار الحرب على قطاع غزة.
من جانبه، اعتبر مبارك آل عاتي، الباحث والمحلل السياسي السعودي أن «نجاح المملكة في عقد القمة لمعالجة الأوضاع في غزة واتخاذ موقف عربي إسلامي موحد، يعتبر نجاحا للدبلوماسية السعودية النشيطة التي لم تتوقف عن مساندة القضية الفلسطينية؛ إيمانا بوجوب دعم الأشقاء الفلسطينيين».
وقال آل عاتي في حديث لـ"العين الإخبارية": "من المنتظر أن يصدر عن القمة بيان مشترك متوافق عليه من قبل زعماء الدول العربية والإسلامية، من شأنه أن يثبت توحد الموقف الإسلامي والعربي الداعم للأشقاء الفلسطينيين".
ويضيف أن البيان من شأنه أن يؤكد أيضا «وحدة الموقف العربي والإسلامي الرافض لاستمرار إطلاق النار والداعي أيضا لسرعة وقف إطلاق النار وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية».
كما سيصدر في البيان الختامي، وفق الخبير، «قرار برفض التهجير القسري للفلسطينيين، ورفض تغيير حدود غزة وأن يكون مصير القطاع متعلقا بالأشقاء الفلسطينيين، وهم من يحددون من يكون في قطاع غزة وليس لأي دولة كانت الحق في التدخل في هذا الشأن».
ووصف آل عاتي القمة بـ"المصيرية"، معتبرا أنها «ستعمل على إعادة الهيبة للعمل الإسلامي والعربي وأن تعيد أيضا الفاعلية للقرارات العربية والإسلامية».
قرارات حاسمة
من جهته، توقع الدكتور محمد قواص، المحلل السياسي اللبناني، أن «تخرج القمة بقرارات موحدة وحاسمة وعملية بشأن مستقبل التسوية في المنطقة، والتمسك بالمبادرة العربية والمطالبة بتدابير جدية باتجاه حل الدولتين قبل الحديث عن سيناريوهات حكم قطاع غزة بعد الحرب».
ويشير قواص، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إلى أن "العواصم العربية لا سيما تلك المنخرطة في الملف الفلسطيني، كانت موحدة ومنسجمة في إدانة الحرب ضد غزة، والمطالبة بوقف إطلاق النار".
ولفت إلى أن «العالم العربي يرفض مجتمعا هذه الحرب، ومجرد عقد قمة عربية هو في حد ذاته موقف جماعي مسبق».
وأعرب عن اعتقاده بأن «الموقف الذي سجله وزراء الخارجية العرب في نيويورك على هامش التصويت الأممي شبه الشامل في الجمعية العامة للأمم المتحدة سيعاد تأكيده على مستوى الزعماء العرب في مكان وزمان واحد، ما سيرسل رسالة واضحة حازمة إلى العالم لرفض الحرب».