بارزاني يرفض دعوة الجامعة العربية بعدم إجراء استفتاء الانفصال
حكومة كردستان قالت إنها وصلت مع بغداد إلى "طريق اليأس"، وأكدت إصرارها على مواصلة الاستفتاء رغم مخالفته للدستور
رفض إقليم كردستان طلبا من جامعة الدول العربية بصرف النظر عن الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق المقرر في سبتمبر/أيلول المقبل.
ووفق ما أوردته مواقع إخبارية عراقية، بينها "وكالة أنباء الإعلام العراقي"، فإن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني رد على رسالة الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط، مؤكدا عزمه المضي في إجراء الاستفتاء.
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية تحدثت، أمس الخميس، عن أن أبوالغيط بعث برسالة إلى بارزاني يطالبه فيها بعدم إجراء الاستفتاء؛ لأن نتيجة الانفصال ستؤدي لصراع بين الإقليم والعراق الرافض للاستفتاء.
كما أشار أبوالغيط إلى أن الاستفتاء يحمل رسالة سلبية للعراقيين ويفتح الباب أمام رياح الشرذمة والتفتيت، بل يسهم في تعقيد المشهد الكردي ذاته "بصورة لا يرغب فيها أحد"، في إشارة إلى أن ليس جميع الأكراد متوافقين مع حكومة كردستان الحالية.
وكررت الحكومة العراقية مرارا أنها لن تعترف بنتيجة الاستفتاء.
ورد بارزاني في رسالة سرد فيها ما يعتبره اضطهادا ومآسي تعرض لها الكرد على يد الحكومات المتعاقبة في بغداد، ومنها ما يتردد عن مذابح في حلبجة وتدمير قرى كردية.
وأضاف أنه "بعد مشاركة الكرد في إعادة تأسيس الجيش العراقي وكتابة الدستور في العام 2005 والتصويت عليه، للأسف تم خرق بنود الدستور المتعلقة بإقليم كردستان (...) وتم التضييق على حقوق إقليم كردستان، كعدم تنفيذ المادة 140 وتهميش وتقليص دور الكرد في المؤسسات العسكرية وخرق الاتفاقيات السياسية مع الإقليم والوقوف بالضد من قوات البيشمركة وقطع موازنة الإقليم البالغة 17% من الموازنة الاتحادية منذ العام 2014 من دون حق دستوري".
واعتبر أن "من الضروري أن يحافظ الكرد على كرامتهم مقابل الدماء والتضحيات التي قدمها أبناؤهم من أجل عراق ديمقراطي ولم يستطيعوا القبول بالظلم أكثر".
وخاطب بارزاني، أبوالغيط بالقول: "من الضروري أن توجه العتاب إلى أصدقائنا في العراق وليس لنا"، مشيرا إلى أنهم "تسببوا بدفعنا لاتخاذ قرار استفتاء الاستقلال".
وليست هذه هي الرسالة الأولى للجامعة العربية لبارزاني، ولكن سبق أن قالت إن الاستفتاء المزمع في كردستان، مخالفة صريحة للدستور العراقي.
وأشار مساعد الأمين العام للشؤون السياسية في الجامعة، فاضل محمد، في هذا إلى أن الدستور لا يسمح بالانفصال، بل يسمح بإقامة أقاليم، وأنه في حالة رغبة إقليم في الانفصال فيكون الاستفتاء في العراق كله ويشارك فيه الجميع، وليس سكان الإقليم المعني فقط.
وفي إطار الإصرار على إجراء الاستفتاء رغم الرفض العراقي والإقليمي والدولي، قال نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، الخميس، إن حكومته ستمضي قدما في الاستفتاء لأن العراق كدولة "لا يقدر أو لا يريد أن يحمينا ولا يريد أن نتطور" على حد قوله.
وانتقد ما وصفها بالتسهيلات التي تقدمها الحكومة العراقية لمليشيا الحشد الشعبي الموالية لإيران في الميزانية والجيش وغيرهما، في حين لا تقدم لمليشيا البيشمركة (قوات حماية الإقليم الكردية) المزايا نفسها كما قال.
كما تحدث صراحة عن أن الأكراد "فقدوا الثقة" في بغداد ووصلوا لحالة "اليأس".
ونيجيرفان بارزاني الذي كان يخاطب الإيزيديين بمناسبة ذكرى مذابح تعرضوا لها على يد داعش، غازلهم بالقول إن كردستان ستعطيهم صلاحيات واسعة لإدارة شؤونهم بأنفسهم إن أيدت سنجار (مركز تجمعهم) الاستفتاء واستقلال كردستان.
ويتوزع الكرد بين دول العراق وتركيا وإيران وسوريا ويبلغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، بحسب تقديرات غير رسمية.
ويطمحون منذ سنوات طويلة إلى إقامة ما يصفونها بالدولة الكردية القومية التي تجمعهم في بقعة جغرافية واحدة، ولا يعترفون بالحدود الجغرافية التي تفصل المناطق التي يعيشون فيها بين إيران وسوريا وتركيا والعراق، ويصفون تلك المناطق بكلمة "كردستان الكبرى".
وأعلنت العراق وتركيا وإيران بشكل مباشر رفضها إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، خاصة أنه سيشجع الميول الانفصالية لدى الكرد الذين يقيمون فيها.