رسالة طمأنة من الصحة العالمية: خلو إقليم شرق المتوسط من إصابات جدري القرود
أكدت منظمة الصحة العالمية خلو إقليم شرق المتوسط، الذي يضم 20 دولة عربية، من إصابات جدري القرود، التي انتشرت في 12 دولة عبر العالم.
وقالت المسؤولة الطبية بوحدة الوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها بالمنظمة، إيفان بوليفا، إنه لم يتم إبلاغ المنظمة رسمياً حتى الآن بظهور حالات في بلدان الإقليم.
ويتألف إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط من 22 دولة، تتضمن الإمارات العربية المتحدة والبحرين وعُمان وقطر والكويت والسعودية والأردن وتونس وإيران وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان وليبيا ومصر والمغرب وأفغانستان وباكستان واليمن وجيبوتي والسودان والصومال.
وأوضحت بوليفا في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن جدري القردة مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة، لكن لا يوجد أيّ علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض رغم أنّ التطعيم السابق ضدّ الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية منه.
ودق مسؤولو المنظمة ناقوس الخطر بشأن ارتفاع عدد الإصابات بجدري القرود في أوروبا ومناطق أخرى، وهو نوع من الإصابة الفيروسية الأكثر شيوعا في غرب ووسط القارة الأفريقية.
ووفق منظمة الصحة العالمية، كُشِف لأول مرّة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري عام 1968.
ورُصدت في الأسابيع الأخيرة حالات إصابة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا والسويد وكذلك في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مما أثار مخاوف من احتمال انتشار الفيروس.
وتشمل أعراض المرض النادر الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد اللمفاوية والقشعريرة والإرهاق وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه. ويشفى المصابون بجدري القردة بعد أسبوعين إلى 4 أسابيع عادة، وفق منظمة الصحة العالمية.
بدوره، قال الدكتور دانيال باوش، عضو الجمعية الأمريكية لطب المناطق الحارة والصحة العامة، إن جدري القرود هو مرض ينتقل عبر ملامسة أنواع من القوارض الصغيرة في إفريقيا، و"لا يمكن انتقاله عبر البشر إلا في حالات قليلة".
وأضاف: "من الممكن أن ترتفع الإصابات به لكن لن يكون لدينا آلاف الحالات أو عشرات الآلاف من الإصابة بفيروس جدري القرود. هذا ليس شيئاً يجب أن يقلق عامة الناس بشأنه. نحن بحاجة إلى المزيد من التحقق وإلى الحد من انتقاله وحماية الناس. لكنه لن يكون كوفيد-19 القادم".
ويرتبط هذا المرض بالجدري ولكنه عادة ما يكون أخف لاسيما سلالة غرب أفريقيا من الفيروس التي تم رصدها في إصابة بالولايات المتحدة، والتي يبلغ معدل الوفيات الناجمة عنها نحو واحد في المائة.
ولا ينتقل الفيروس بسهولة مثل فيروس سارس-كوف-2 الذي حفز جائحة كوفيد-19 على مستوى العالم. ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي لمرض جدري القرود ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط. وقال الخبراء إن ذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد الإصابة.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن حالات التفشي التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة حتى الآن غير نمطية لأنها تحدث في دول لا ينتشر فيها الفيروس عادة. ويسعى العلماء إلى فهم أصل الإصابات الحالية وما إذا كان أي شيء يخص الفيروس قد تغير.
ويقول مسؤولو الصحة إنه يجب على الأشخاص تجنب المخالطة الوثيقة لشخص مصاب بطفح جلدي أو يبدو مريضا. ويجب على الأشخاص الذين يشتبهون بإصابتهم بجدري القرود عزل أنفسهم وطلب الرعاية الطبية.