تواصل دولة الإمارات رسالتها الحضارية، عبر إطلاق المبادرات العالمية والإقليمية لتعزيز مسيرة البناء والتنمية، بما يعود بالنفع على المنطقة والعالم ويرتقي بحياة البشر في مختلف المجالات.
وتأتي مبادرة "نوابغ العرب"، التي أعلنت دبي إطلاقها مؤخرًا، كواحدة من أحدث هذه المبادرات البنَّاءة، والتي تكلّلت بالكشف عن تفاصيل جائزة "نوبل العرب"، وشمولها ست فئات مختلفة، ضمن المبادرة، التي خُصص لها 100 مليون درهم إماراتي، من أجل دعم ورعاية وتأهيل 1000 نابغة عربي خلال 5 سنوات.
وحسب بعض البيانات والإحصاءات، التي أحال إليها الكشف عن الجائزة، فإن الأرباح المادية وحدها والتي يمكن للمبادرة تحقيقها للعالم العربي، تفوق مئات المرات كُلفتها، حيث يكلّف "الجهلُ" العالم العربي أكثر من تريليونَي دولار، ما يعني أن الاستثمار في المعرفة هو أكبر استثمار مضمونةٌ عوائدُه بلا منازع، لا سيما في المحيط العربي الذي تتضاعف حاجته إلى أبنائه النوابغ، في ظل هجرة باتجاه واحد تزيد وتيرتها للأدمغة والعقول العربية.
استعراض فئات الجائزة يؤكد أيضا أن المُنجز الحضاري المأمول لن يتحقق إلا عبر نهضة علمية ومعرفية، تشمل العلوم الطبيعية والطب، والهندسة والتكنولوجيا والاقتصاد، في الوقت الذي تشمل فيه أيضا -وبالتوازي- الاهتمام بالآداب والفنون والعمارة والتصميم، وغيرها.
إطلاق الجائزة العلمية الأحدث، "نوبل العرب"، والتي سيكلَّل الفائزون بها بميدالية "محمد بن راشد للنوابغ العرب"، يأتي كذلك في سياق عدد من المبادرات الهادفة إلى نشر المعرفة في العالم العربي، أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ضمن مبادرات "مؤسسة محمد بن راشد العالمية"، ومنها مبادرة "تحدي القراءة العربي"، التي شارك فيها حتى الآن أكثر من 78 مليون طالب عربي، ومبادرة "مليون مبرمج عربي"، التي استفاد منها شباب عرب من 80 دولة، كثير منهم يقيم خارج أوطانهم.. إذ أتاحت لهم المبادرة تعلم البرمجة عبر خمسة ملايين ساعة دراسة وعمل، و76 ألف ورشة تدريبية، ومبادرة "المدرسة الرقمية"، الهادفة لتوفير تعليم رقمي مُعتمَد للطلاب من شتى الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية والمستويات التعليمية، مستهدفةً الفئات المجتمعية الأكثر هشاشة والأقل حظا واللاجئين، لا سيما في المجتمعات العربية.
إطلاق مبادرة "نوابغ العرب"، بما فيها جائزة "نوبل العرب"، هي بمثابة رسالة تبشِّر بواقع جديد يشهد انعكاس اتجاه هجرة الأدمغة والعقول العربية، لتصبح دولة الإمارات موطن ومقصد تلك العقول، لا سيما العربية منها، في رحلة عودة تُسهم في صياغة مرحلة جديدة يعود فيها العرب إلى الإسهام الفاعل في النتاج الحضاري الإنساني بشتى تجلياته العلمية والمعرفية.
من هنا تأتي جائزة "نوبل العرب"، ومظلتها الأشمل مبادرة "نوابغ العرب"، لتؤكد أن إيمان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالإنسان العربي، لا حدود له، ودعمه الشباب وأصحاب المواهب، والأهم أصحاب الإرادة والعزيمة والطموح أيضًا، بلا حدود، كما تؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي مظلة داعمة لكل الجهود والرؤى والأفكار والطاقات، التي من شأنها تحقيق واقع ومستقبل أفضل للمجتمعات العربية، والإسهام الفاعل في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة إقليميا وعالميا من أجل خير كل البشر، وصالح جميع المجتمعات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة