«العين الإخبارية» تحاور عالما عربيا فتح ثغرة في جدار فيروس الإيدز

داخل مختبر متقدم بجامعة كاليفورنيا، توصل الباحث المصري الدكتور محمد شحاتة إلى اكتشاف علمي مهم يمثل أول ثغرة حقيقية في درع فيروس الإيدز.
- حركة فائقة السرعة على سطح فيروس الإيدز.. ماذا يعني ذلك؟
يقول شحاتة، ابن محافظة القليوبية وخريج كلية العلوم بجامعة بنها للعين الإخبارية، إن "ما توصل إليه لا يدعي أنه "الحل النهائي"، بل هو خطوة نحو فهم أعمق لواحدة من أكثر الخدع الفيروسية تعقيدا"، مضيفا: "لم أكشف لغز الفيروس بالكامل، والذي حير العلماء لعقود بقدرته الفائقة على التخفي من جهاز المناعة... فقط أضأت زاوية كانت مظلمة منذ زمن".
وفي دراسته الأخيرة، استخدم شحاتة أحد أقوى الحواسيب الفائقة في العالم لمحاكاة سلوك بروتين الغلاف الفيروسي، وهو العنصر الأساسي الذي يستخدمه الفيروس للتخفي من الجهاز المناعي. وعلى عكس ما كان يُعتقد، كشف شحاتة أن هذا البروتين يميل بزاوية تصل إلى 40 درجة داخل الغشاء الفيروسي، وهي حركة دقيقة تتحكم فيها جزيئات سكرية محددة.
هذا الميل الخفي ليس مجرد حركة ميكانيكية، بل يمثل خدعة تكتيكية يستخدمها الفيروس لإخفاء مناطقه الحساسة التي عادةً ما تستهدفها الأجسام المضادة. ومن خلال رصد هذه الحركة بدقة، فتح شحاتة ثغرة في الجدار التي كان الفيروس يختبئ خلفه لعقود، وهو ما يفتح الباب أمام تطوير لقاحات وعلاجات تستهدف نقطة الضعف هذه تحديدا.
اختراق في "عصر الغلايكو"
الإنجاز لم يمر مرور الكرام، فقد وصفته كارولين بيرتوزي، الحائزة على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2022، بأنه "اختراق مذهل في عصر الغلايكو"، في إشارة إلى تطور علم السكريات الحيوية ودوره المتزايد في الطب الحديث.
كما طلب البروفيسور كونراد نيلسون، مؤلف مرجع عالمي في علم الأوبئة، إدراج نتائج الدراسة في نسخته القادمة، وهو ما اعتبره شحاتة لحظة فارقة في مسيرته العلمية، قائلاً: "عندما وصلني هذا الطلب، شعرت أن ما نفعله هنا قد يتحول إلى أساس لفهم أعمق وعلاج أكثر دقة".
لقاح جديد ضد كورونا.. ومفهوم جديد للمناعة
ولم تقتصر مساهمات شحاتة على فيروس الإيدز، بل شارك أيضا في تطوير لقاح جديد لفيروس كورونا، يعتمد على استهداف الجزء الثابت من البروتين الشوكي بدلا من الأجزاء المتغيرة التي ركزت عليها اللقاحات السابقة، وهذه المقاربة أظهرت مناعة أكثر ثباتا وفعالية ضد سلالات مختلفة، وقد تم التقدم بطلب براءة اختراع لهذا الابتكار.
ويعلق شحاتة: "الذكاء في مواجهة الفيروس لا يكون دائما في مهاجمته المباشرة، بل في تعقّب أضعف نقاطه.. حتى لو كانت مخفية".