سبع سنوات عجاف مرت على ما عرف بالربيع العربي، تلك الأزمة التي أحدثت شرخاً عميقاً في بنية أوطان كانت تبدو محصنة.
سبع سنوات عجاف مرت على ما عرف بالربيع العربي، تلك الأزمة التي أحدثت شرخاً عميقاً في بنية أوطان كانت تبدو محصنة، ونجحت في تدمير مدن بأكملها وشردت الملايين، ونشرت ثقافة القتل، ومزقت النسيج الاجتماعي، وقسمت أبناء الوطن الواحد فرقاء كأن لم يجمعهم الوطن يوماً.
لقد أعطى الشباب الوطني دروساً في الاصطفاف مع الوطن والإخلاص له، وانبروا في الدفاع عنه، حاملين أقلامهم للرد على كل معتدٍ على رموزه ومقدساته وتاريخه المجيد، باستخدام كل ما أتاحته لهم التقنية من وسائل اتصال حديثة، من دون مبالغات ومغالطات حتى انكفأ المبطلون وخاب سعي المدعين
سنوات سبع والنار تأكل بعضها، لتزيد المؤامرات، وتتعدد الولاءات، ويزداد الشقاق والنفاق في كثير من بلاد العرب، حتى تمنى الكثيرون من أن يعود الزمان إلى ما قبل تلك الأعوام التي لم يكن يشغل بال العربي سوى قضية واحدة، في حين كانت الأوطان تنعم برغد الأمن والأمان.
ورغم الجزء المعتم من الصورة، إلا أن الحميّة الوطنية المتوقدة بدول الخليج عبر تلك السنين، أعطت دروساً في الالتحام الشعبي والتعاضد المجتمعي، بالالتفاف حول الوحدة والاستمساك بعروة الوطن الوثقى التي أثبتت أنها حبل لا ينقطع، وأن ما سواها من دعوات مصيرها الدمار، وإن تبدّت في صورة مشرقة.
وقد حاول المغرضون من الشرق والغرب أن يستغلوا الأحداث الإقليمية والتقنيات الحديثة لتمرير أجنداتهم الفاسدة والوصول إلى مآرب مبيتة، بتحقيق ضغط إعلامي يؤثر في القطاعات الحيوية في الدول، لكنها لم تخفَ على الوعي المجتمعي للمواطنين، ما جعلهم يتصدون لهذه الدعوات بشتى الوسائل.
لقد تعززت المواطنة الإيجابية بشكل واضح وجلي، حتى شعر المواطن بضرورة الوقوف خلف بلاده في شتى الأحوال مهما كانت الظروف، وأن يفرق بين انتقاده خدمات أو إشكالات بسيطة، وبين انتقاد الوطن والتهاون مع الأجنبي والدعوة إلى ما يزعزع الأمن؛ سواء على الجانب السياسي أو الاقتصادي.
وقد يرى بعض المنتقدين في ذلك شوفينية ومغالاة، بزعم أن الحقائق لا تحتاج إلى من يثبتها بالحديث عنها وتقديم البراهين المؤيدة لها، والرد على المغالطات والإشاعات التي تسعى لزعزعة الثقة بها، وفي هذا تناقض مريب، حيث إن الحقائق رغم أنها صلبة إلا أنها تحتاج إلى مبين وموضح وكاشف؛ حتى لا يختلط الحابل بالنابل، ويستخدم الحق المراد منه الباطل لأجل تحقيق منال العِدا، فلا ينفع حيئذ الكلام والتحذير.
لقد أعطى الشباب الوطني دروساً في الاصطفاف مع الوطن والإخلاص له، وانبروا في الدفاع عنه حاملين أقلامهم؛ للرد على كل معتدٍ على رموزه ومقدساته وتاريخه المجيد، باستخدام كل ما أتاحته لهم التقنية من وسائل اتصال حديثة، من دون مبالغات ومغالطات، حتى انكفأ المبطلون وخاب سعي المدعين والمتآمرين، ليثبتوا بأن الوطن أولاً وآخراً.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة