مصادر تكشف لـ"العين الإخبارية": لماذا حققت قمة الجزائر ما يتمناه العرب؟
أكدت مصادر دبلوماسية بجامعة الدول العربية تحقيق قمة الجزائر هدفها في لم الشمل العربي.
وأضافت المصادر في حديثها لـ"العين الإخبارية" أن القمة اهتمت بكل ما يخص المواطن العربي ويقلقه وليس سياسياً فقط، بل الحرص على أهمية أمنه الأمني المائي والغذائي وإنهاء التدخلات الأجنبية.
وقال المندوب السعودي الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عبدالرحمن بن سعيد إن قمة الجزائر حققت ما يتمناه العرب، موضحا أن إعلان الجزائر تم التوافق عليه بشكل كامل من الدول الأعضاء.
ولفت إلى أنه غطى الأزمات العربية في المجالات السياسية والاقتصادية وكافة المجلات، لافتا إلى أهمية إصلاح الجامعة فيما يخص زيادة العمل العربي المشترك.
وحول وجود بعض الخلافات قبل إعلان الجزائر، أوضح أنه كان بالفعل هناك بعض الخلافات ولكن اتفق العرب في النهاية وحدث التوافق، لكنه لم يذكر طبيعتها.
وحول مساندة المملكة في قرار أوبك+، أكد أنه قرار منظمة دولية والسعودية جزء فيها، لافتا إلى أن القرار اتخذ لأسباب اقتصادية من قبل المنظمة وليس له أي دوافع سياسية.
أما الاستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائي، يقول بن سعيد إنها تحت الدراسة الآن وشارك بها وفد المملكة، مؤكدا أنه في حال استكمال الدراسات ستكون السعودية أول المشاركين في الصندوق المزمع إنشاؤه لتحقيق هذا الهدف.
وعن قمة الرياض العام المقبل، أشار السفير إلى أن المملكة العربية السعودية تستعد لها منذ الآن حتى تكون خطوة استكمال توحيد الصفوف العربية وزيادة التعاون فيما بينها.
وبيّن أن العمل على القمة وموضوعاتها يتم منذ بداية انتهاء قمة الجزائر، موضحا أن موعدها سيتم التنسيق مع الجامعة العربية لاختيار الأنسب.
بيان جامع
وفي السياق ذاته، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي إن البيان الختامي لاجتماع القمة كان جامعا لقضايا الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل.
وأضاف رشدي لـ"العين الإخبارية" أن استراتيجية القمة وبرامجها التنفيذية تغطي الجوانب المختلفة لقضية الأمن الغذائي العربي.
وأكد أن اجتماع القمة لم يتناول القضايا السياسية فحسب، بل ناقش المواضيع الاقتصادية، كالتكامل الاقتصادي، ومنطقة التجارة العربية، والاتحاد الجمركي.
ونبه إلى أن قضية الأمن الغذائي التي تهم المواطن العربي والتي باتت مشكلة شائكة تهدد الأمن القومي للمنطقة، حظيت باهتمام كبير في القمة، إذ تتعلق بدول تعاني من الجفاف كالصومال والأمن الغذائي المهدد للسودان، وتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وتابع المتحدث الرسمي أنه سيتم النظر في الاستفادة من رؤوس الأموال الموجودة في بعض الدول العربية، والموارد البشرية الموجودة في دول أخرى، والأراضي الزراعية نظرة تكاملية لتحقيق الأمن الغذائي.
وأضاف رشدي: القمة نوهت إلى قضايا عربية بعينها على رأسها القضية الفلسطينية، والأزمات المختلفة في سوريا واليمن وليبيا، وتحديد الموقف العربي الجماعي من تلك القضايا".
وأشار إلى مناقشة القمة قضايا أخرى من ضمنها رؤية الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لتعزيز العمل العربي المشترك مع الجامعة العربية، وأيضا قضايا محددة الترحيب ودعم مصر في استضافة قمة المناخ، والترحيب باستضافة قطر في كأس العالم واستضافة المملكة المغربية مؤتمر الحضارات، بما يعبر عن الإجماع على حالة التوافق التي سادت داخل القمة.
إعلان الجزائر
كان البيان الختامي للقمة العربية، أكد ضرورة العمل على تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل وبكل أبعاده.
وتبنى البيان دعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدس المحتلة ومقدساتها.
وفيما أكد مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني، شدد على ضرورة التمسك بمبادرة السلام العربية بكل عناصرها وأولوياتها.
وبحسب "إعلان الجزائر" فإن الأمن القومي العربي يحتاج إلى تعزيز العمل المشترك لحمايته بمفهومه الشامل، فيما أكد القادة العرب الالتزام بمبادئ عدم الانحياز والموقف المشترك بشأن حرب أوكرانيا.
وأكد البيان التمسك بالسلام العادل والشامل في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن التوترات الراهنة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة الاختلالات الحالية ووضع حد لتهميش الدول النامية.