القمة العربية.. مكاسب سياسية واقتصادية لتونس
مكاسب سياسية واقتصادية عديدة تحققها تونس من استضافتها القمة العربية، المزمع عقدها الأحد المقبل، وهي الأولى بعهد الرئيس السبسي
مكاسب سياسية واقتصادية عديدة تحققها تونس من استضافتها القمة العربية الـ30، المزمع عقدها الأحد المقبل، وهي الأولى منذ عام 2004، والأولى بعهد الرئيس الباجي قايد السبسي منذ توليه الحكم في 31 ديسمبر/كانون الأول 2014.
- العاهل السعودي يغادر إلى تونس للمشاركة في القمة العربية
- الجامعة العربية: قمة تونس ستصدر مواقف قوية بشأن الجولان
وتؤكد استضافة تونس القمة العربية في هذا التوقيت، وبعد ما تعرضت له من اهتزازات كتداعيات احتجاجات ما عرف بـ"الربيع العربي"، على استعادتها مكانتها السياسية على الصعيدين العربي والدولي، كما يعول على دبلوماسيتها الهادئة في أن تسهم مواقفها المتزنة أن يكون لها دور في الدفع نحو تحقيق التضامن العربي، خلال رئاستها الدورة المقبلة.
اختبار مهم.. واهتمام رئاسي
وإدراكا منها لأهمية تلك القمة كاختبار وتحد حقيقي أمامها، نجاحها في تجاوزه سيحقق مكاسب نوعية لها على مختلف الأصعدة، تحظى القمة باهتمام كبير من مختلف أجهزة الدولة، وبمتابعة شخصية من الرئيس التونسي، وبعمل دؤوب سعيا لإنجاحها.
وفي هذا الصدد، قام الرئيس السبسي بنفسه، مساء الأربعاء، بزيارة لمدينة الثقافة بتونس العاصمة، لمتابعة سير العمل بالمركز الإعلامي للقمة العربية وظروف تغطية الصحفيين التونسيين والأجانب للأعمال التحضيرية للقمة.
كما تفقد رئيس تونس قصر المؤتمرات للاطلاع على آخر الاستعدادات لعقد الجلسة الختامية للدورة العادية الـ30 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الأحد المقبل.
بدوره، أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، في تصريحات لوكالة الأنباء التونسية، أن تونس سعت خلال قمة الظهران، في أبريل/نيسان 2018، إلى احتضان هذه القمة العربية (31 مارس 2019)، وقامت بالاستعداد لذلك لوجستيا عبر تسخير كل ما تقتضيه مثل هذه اللقاءات المهمة من تجهيزات، وكذلك الشأن بالنسبة إلى المضمون.
فعلى المستوى اللوجستي بيّن الجهيناوي أنه تم تقريبا تهيئة الفضاءات التي ستحتضن مختلف فعاليات القمة العربية، بالتعاون بين مختلف الوزارات والهياكل الوطنية ومنها الصحة والداخلية والتجهيز والبيئة، وأسهمت كلها في إطار اللجنة الوطنية للإعداد للقمة على مستوى رئاسة الجمهورية في وضع اللمسات الأخيرة لاحتضان هذا الموعد العربي.
أما على مستوى المضمون، فقد أكد الجهيناوي أن الخارجية استعدت لهذا الحدث من خلال وضع ورقات عمل، "حتى تكون هذه القمة، في دورتها الـ30، مناسبة فارقة في تاريخ الدول العربية والعمل العربي المشترك".
وأوضح أن "احتضان تونس وترؤسها القمة العربية دليل على استرجاعها مكانتها عربيا ودوليا، ويعكس رصيد الثقة والاحترام الذي تحظى به لدى أشقائها العرب".
أجندة القمة.. تدخلات إيران وتركيا
يتضمن جدول أعمال القمة العربية الـ30 في تونس 20 ملفاً، يأتي على رأسها ملف القضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة، والأزمة السورية، والأزمة في ليبيا، والأزمة في اليمن، ومتابعة ملف صيانة الأمن القومي العربي، إضافة إلى تطوير المنظومة العربية المسؤولة عن مكافحة الإرهاب، وبند جديد وهو دعم النازحين من العراق.
كما يتصدر أجندة القمة البحث عن حلول للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وتدخل تركيا في شمال العراق.
كذلك ينتظر أن يكون هناك حراكا مهما في الملف الليبي في ضوء التطورات الأخيرة.
وأعلن المتحدث باسم القمة العربية محمود الخميري، الأربعاء، أن اللجنة الرباعية التي تضم كلا من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ستجتمع بتونس في 30 مارس/آذار الجاري، في إطار اجتماعاتها الدورية بخصوص الملف الليبي.
وأضاف الخميري، في مؤتمر صحفي، أن "الدورة العادية الـ30 للقمة العربية بتونس تدعم المبادرة الثلاثية لدول الجوار (تونس والجزائر ومصر) التي تهدف لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية".
كما يرتقب أن يكون اللقاء الذي جمع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الأربعاء، له تأثيره على حلحلة هذا الملف والدفع قدما نحو حل الأزمة.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، فرض قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسمياً بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة تحديا جديدا أمام القمة العربية.
والإثنين الماضي وقع ترامب، خلال مؤتمر صحفي في واشنطن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على قرار اعتراف واشنطن رسمياً بسيادة تل أبيب على مرتفعات الجولان.
واحتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع المنطقة على أنها أراض سورية محتلة.
وقوبل قرار ترامب حول الجولان برفض عربي وعالمي واسع، إلا أن الشعوب العربية لا تزال تترقب كيفية مواجهة القادة العرب هذا القرار، لا سيما أن هذه أول قمة عربية، وأول اجتماع رسمي عربي بهذا المستوى الرفيع بعد قرار ترامب.
ويتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة موقفا عربيا واضحا ردا على قرار واشنطن، إلا أن مراقبين يرون أن الخطوة العملية للرد على القرار تكون باتخاذ خطوات باتجاه عودة سوريا لحضنها العربي.
ويؤمل على ديبلوماسية تونس الهادئة ومواقفها المتزنة أن يكون لها دور في الدفع نحو تحقيق التضامن العربي، خلال رئاستها الدورة المقبلة.
وأكد نجيب المنيف السفير المندوب الدائم للجمهورية التونسية لدى جامعة الدول العربية، الأربعاء، أن تونس عاقدة العزم على تسخير كافة إمكانياتها بالتعاون مع بقية البلدان العربية، لمواصلة خدمة القضايا العربية والإسهام في توحيد الصف العربي.
وقال المنيف، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى المندوبين وكبار المسؤولين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية، إن تونس التي تترأس القمة في دورتها الـ30، تدرك انطلاقا من ثوابت سياستها الخارجية واعتزازها بانتمائها العربي التحديات الكبيرة التي تعيشها المنطقة العربية في هذه المرحلة الدقيقة.
واعتبر أن الظروف العربية والإقليمية والدولية البالغة الدقة المطروحة في الوقت الراهن تمثل خير دافع للقادة العرب لدفع العمل المشترك من أجل رفع التحديات الماثلة والاستجابة لتطلعات الشعب التونسي وبقية الشعوب العربية في تأمين مقومات الحياة كريمة للمواطن العربي.
مكاسب اقتصادية
كما يتوقع أن يكون لتلك القمة انعكاسات إيجابية على الاقتصاد التونسي، بشكل مباشر أو غير مباشر، وهو ما تعكسه جملة من المؤشرات، منها تحسن أداء البورصة التونسية على وقع الاستعدادات لهذه القمة.
كما يُنتظر أن تسهم زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لتونس التي تتم على هامش هذه القمة في مزيد تحسين الأداء الاقتصادي التونسي، لا سيما أنه سيتم خلال هذه الزيارة التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون.
ويبدأ خادم الحرمين الشريفين، الخميس، زيارة لتونس تستغرق يومين، بدعوة من الرئيس الباجي قائد السبسي.
وعن العلاقات التونسية السعودية، في ظل الزيارة التي يجريها العاهل السعودي إلى تونس، قال وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، إن هذه العلاقات شهدت نقلة نوعية بعد الزيارة التي أجراها الرئيس السبسي إلى الرياض، يومي 22 و23 ديسمبر 2015، حيث تم التوقيع على اتفاقيات في المجال العسكري والحماية المدنية والنقل واتفاقيتي قرض مع الصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية.
وأكد أن تونس والسعودية تجمعهما علاقات صداقة تاريخية وتعاون اقتصادي مهم في عدد من المجالات، وأن المملكة العربية السعودية وقفت دائما إلى جانب تونس.
كما لفت إلى زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لتونس يوم 27 نوفمبر 2018، على رأس وفد مهم من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين.
aXA6IDE4LjExNy4xMi4xODEg جزيرة ام اند امز