"الفكر العربي" تطلق تقريرها "فلسطين في مرايا الثقافة والإبداع"
التقرير يتضمن بيبليوغرافيا توثيقية موسعة، تعرف بأهم ما صدر في الأعوام الأخيرة من مؤلفات باللغتين الفرنسية والإنجليزية حول تاريخ فلسطين.
أطلقت مؤسسة الفكر العربي تقريرها العربي الـ11 للتنمية الثقافية، تحت عنوان "فلسطين في مرايا الفكر والثقافة والإبداع"، وذلك تجسيداً لموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، وبمناسبة الذكرى الـ70 للنكبة.
جاء ذلك خلال حفل خاص بحضور الأمير خالد الفيصل، رئيس المؤسسة، والأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس مجلس الإدارة، والأمير تركي الفيصل، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وأعضاء مجلسي الأمناء والإدارة، وكُتّاب التقرير وشخصيات ثقافية وأكاديمية.
بدأ الحفل بفيديو خاص عن التقرير، تضمن رسماً حياً لكلمة فلسطين على جدران أحد المخيمات الفلسطينية، ومقابلات مع بعض الكُتاب الذين أغنوه بمداخلاتهم المرتبطة بالثقافة والأدب والفن والإبداع في فلسطين.
وألقى الأمير خالد الفيصل كلمة قال فيها: "ليست لدي كلمة اليوم، كلمتي واحدة هي فلسطين، فأهلاً بكم في الحديث عنها، وبتقديم فلسطين في هذا التقرير الذي أعتبره أفضل التقارير التي قدمتها مؤسسة الفكر العربي، وأكبرها حجماً، وأهمها علماً وثقافة، أعتقد أن الذين ساهموا في كتابة هذا التقرير، لم يكتبوه فقط، وإنما أذابوا أنفسهم وعقولهم فيه".
وأضاف: "يعبر هذا التقرير عن نبض كل إنسان عربي، ويمثل المقاومة الثقافية للقضية الفلسطينية، فنحن نحتاج إلى الثقافة وإلى العلم، مع الفعل السياسي والاقتصادي، في إطار المقاومة الفلسطينية العربية أمام الطغيان الصهيوني".
وتابع الأمير خالد الفيصل: "وأعتقد أنّ سكب هذه المشاعر في هذا التقرير، ستصل إلى كل إنسان عربي، وتحرك فيه ذلك الحس الوطني المتوقد، ونحن في هذا الوطن العربي نستقبل في هذه الأيام، وفي المرحلة القادمة، مستقبلاً جديداً وتحوّلاً جديداً في الفكر والثقافة والاقتصاد والسياسة".
وقال: "إذا كنت أريد أن أتحدث عن موقف المملكة العربية السعودية، يكفيني أن أكرر أمامكم العبارة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عن هذا الموضوع، عندما قال: فلسطين هي قضيتنا الأولى".
وأضاف: "أرجو من الله سبحانه وتعالى أن ينتقل هذا الشعور إلى كل عربي، وأن تكون قضية العرب الأولى، ولا حاجة لنا إلى كثير من الخطابات ومن الكلمات، فنحن نحتاج إلى الكثير من التفكير والعمل والإنجاز، لكي نكسب هذه المعركة".
واختتم الأمير خالد الفيصل كلمته قائلاً: "ليست المعركة حربية وسياسية فقط، وإنما المعركة الفكرية والثقافية والعلمية كذلك التي يجب أن نتسلح بها في هذه الجولة المستقبلية، لكي نعيد فلسطين إلى أهلها، نحن أصحاب حق في فلسطين، ولن نرتاح ولن نهدأ إلى أن نستعيد حقنا في فلسطين".
ثمّ ألقى المدير العام لمؤسسة الفكر العربي، البرفيسور هنري العويط، كلمة أهدى فيها هذا التقرير إلى فلسطين الحبيبة، التي ألهمت كل حرف فيه اعترافاً بإنجازات مفكريها ومثقفيها وعلمائها وأدبائها وفنانيها، وتقديراً لإبداعات شعبها الصامد والمقاوم، وإيماناً بعدالة قضيتها، وإحياءً لا لذكرى النكبة، بل إحياءً وتجديداً للأمل بتحرير أرضها المحتلة، وعودة اللاجئين من أبنائها، وانتصار إرادة الحياة النابضة في عروق شعبها، وأطفال الحجارة في ملاحم انتفاضاتها.
ولفت إلى أن المؤسسة قررت إصدار التقرير لمناسبة الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين (1948 – 2018)، لا لأنه يُسهم في ترسيخ توجهات المؤسسة الفكرية فحسب، بل لأنه يضطلع أيضاً بمهمة الإعلان عن مفهومها للثقافة ودورها ووظيفتها كفعل مقاومة، ولأنه يترجم موقفها المناهض للاحتلال والداعم لفلسطين وقضيتها، والمؤيد لحقوق شعبها.
وأكد العويط أن الثقافة لا يسعها أن تبقى على الحياد في المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني لمقاومة الاحتلال، وفي نضاله من أجل الحفاظ على هويته، وحماية تراثه، وصون تاريخه وذاكرته، واسترجاع حقوقه المشروعة في أرضه وقيام دولته.
وأكد حرص التقرير في معرض التصدي لمحاولات تزوير التاريخ، على تصحيح الروايات المحرفة، وتقديم الأدلّة على عراقة الانتماء، والإضاءة على مشاريع إحياء التراث، وإبراز كل ما يؤول إلى حفظ الهوية الفلسطينية وأصالتها.
وتوقف العويط عند محاور التقرير الـ7 التي تناولت فلسطين وقضيتها، عبر تجليات الإبداع الفكري والثقافي والأدبي والفني، وهي: "فلسطين في فكر رجالات النهضة العربية"، و"فلسطين فلسفياً وفي مدارات العلوم الإنسانية"، و"فلسطين: التاريخ والهوية"، و"فلسطين في مرايا الأدب والفن والإبداع"، و"فلسطين في مرايا الثقافة العالمية"، و"اللّغة والتربية والعلوم في فلسطين"، و"ملف القدس".
كما تضمن التقرير بيبليوغرافيا توثيقية موسعة، عرّفت بأهم ما صدر في الأعوام الأخيرة (2014 – 2018) من مؤلفات باللغتين الفرنسية والإنجليزية حول تاريخ فلسطين، وقضيتها، ومدنها، ونتاج أبنائها الإبداعي.
وشدد على أن هذا التقرير ما كان ليبصر النور بمضامينه الثرية، لولا تضافر جهود كثيرين من داخل مؤسسة الفكر العربي، ومن شبكة المفكرين والمثقفين والخبراء وأصحاب الاختصاص، الذين نتشرف ونغتني بالتعاون معهم.
وفي ختام الحفل، ذكر العويط أن قضية فلسطين تهم كل عربي، حيث اقترحت مؤسّسة الفكر العربي على جامعة الدول العربية عقد قمة عربية للثقافة، وتمت الموافقة المبدئية بانتظار تحديد مكان وزمان انعقادها.