لقد آن الأوان لتتخندق الشعوب في مواجهة المد الخاسر، والتصدي بشتى الطرق لكل من تسول له نفسه المساس باستقرار الأوطان.
ليس هناك منطقة مستهدفة اليوم في العالم أكثر من منطقة الخليج العربي، هذا الجزء من الشرق الأوسط الذي ينعم بالخيرات والتطور والاستقرار، في محيط ملتهب تعاني شعوبه الفقر والقهر.
ولأن هذه المنطقة تضم أعز البقاع على وجه الأرض – الحرمين الشريفين - فإن دائرة الأعداء تتوسع، من الطامعين والحاقدين من عرب ومن عجم، إلى الإرهابيين والمتطرفين وليس انتهاء بالمسكونين بالتاريخ المصابين بعقدة الإمبراطوريات البائدة.
لا دول أكثر صبراً وتحملاً من دول الخليج، وهي التي عاش أهلها مع الإبل دهورا وأخذوا عنها الصبر والجَلَد، لكنهم في المقابل لا ينسون الشر ومصدره، ولنا في التاريخ عبرة، فاعتبروا يا ذوي العقول والسمع والأبصار.
وبينما تستمر هذه الدول في النمو والتقدم والازدهار تسقط دول عن اليمين والشمال، فلا التاريخ يشفع ولا الكلام ينفع، ما لم يكن هناك مشروع حقيقي يقوده قادة قلوبهم على شعوبهم، ينظرون إليهم بعين الأبوة ويعاملونهم بالعدل والفضل .
وها هي دول الخليج تتقدم في بضع سنين، إلى مصاف الدول المتقدمة، سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، حتى بات العالم يحسب ألف حساب لزيارة قائد منها إلى العواصم المؤثرة، ويلتف الإعلام لنيل مقابلة وإن كانت خاطفة معه، ويسعى أعضاء البرلمانات وأصحاب القرار لعقد صداقات شخصية؛ لإيمانهم بثقل هذه الدول في منطقة لم يبق فيها ثقيل .
في المقابل، هناك من يعمل في الخفاء تآمراً وتواطؤاً وكيداً لهذه الدول، التي تمد أياديها لكل العالم طلباً للسلام، لكن الحقد أقوى من أي محاولة للتقارب أو الوئام، ويوما بعد يوم تنكشف اللعبة، ليتبين السبب الرئيس وراء محاولات زرع الفتنة ودعم الجماعات الإسلاموية والدفاع عن المتطرفين.
لم تعد اللعبة خافية على أحد، ولقد آن الأوان لتتخندق الشعوب في مواجهة المد الخاسر والتصدي بشتى الطرق لكل من تسول له نفسه المساس باستقرار الأوطان عبر التدخل في شؤونها الداخلية، دولاً وأفراداً، فحب الوطن والاعتزاز برموزه والحرص على أمنه والحفاظ على مصالحه وصون منجزاته والدفاع عن أرضه وسمائه من كيد المتآمرين، مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع دون استثناء، اختلفنا أم اتفقنا، فالمؤامرة حيكت خيوطها في مسرح الخيانة، وأوطاننا مستهدفة في وحدتها وتاريخها ومقدساتها وثرواتها ورموزها، فلنعض عليها بالنواجذ، ولنحافظ عليها.
في الختام.. لا دول أكثر صبراً وتحملاً من دول الخليج، وهي التي عاش أهلها مع الإبل دهورا وأخذوا عنها الصبر والجَلَد، لكنهم في المقابل لا ينسون الشر ومصدره، ولنا في التاريخ عبرة، فاعتبروا يا ذوي العقول والسمع والأبصار.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة