مجمع اللغة العربية بالقاهرة.. 86 عاماً من الدفاع عن الهوية
الغيورون على اللغة العربية في مصر تطلعوا لإنشاء مجمع للمحافظة عليها، ووضع بدائل للألفاظ الأجنبية التي بدأت تشيع على الألسن.
منذ 86 عاما تحقق حلم العديد من رواد اللغة العربية في إنشاء كيان علمي للغة العربية، تلك الفكرة التي راودت الكثير من أعلام اللغة والأدب العربي في مصر منذ نهاية القرن التاسع عشر، حتى تحقق الحلم في عام 1932 بإنشاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ليبدأ العمل والمسيرة في عام 1934، ليس على المستوى المصري أو العربي فقط، وإنما ككيان عالمي التكوين ليستمر حتى الآن في تقديم العطاء والجهود في سبيل اللغة العربية.
تاريخ مجمع اللغة العربية بالقاهرة:
بدأت فكرة إنشاء كيان للغة العربية في مصر منذ نهاية القرن التاسع عشر، وتحديدا عام 1892، حيث أنشئ بدار البكري في القاهرة مجمع يضم رواد اللغة العربية في ذلك الوقت أمثال الإمام محمد عبده، والشيخ محمد توفيق البكري، والشيخ محمد محمود الشنقيطي، ولكن لم يستمر المجمع وقتا طويلا وتوقف بعد أشهر قليلة، ثم أنشئ مجمع بدار الكتب المصرية عام 1916م، على يد الأستاذ أحمد لطفي السيد، ولكن توقف هذا المجمع أيضا بسبب قيام ثورة 1919.
أخيرا تحقق الحلم في ديسمبر عام 1932 عندما أصدر الملك فؤاد الأول مرسوما ملكيا لإنشاء المجمع، ثم تلاه مرسوم ملكي آخر في أكتوبر عام 1933 بتعيين أعضائه العاملين المؤسِّسين، واختير الأستاذ محمد توفيق رفعت رئيسا للمجمع، والدكتور منصور فهمي كاتب سرٍّ له، ويتكون من 20 عضوا من العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة العربية، نصفهم من المصريين، والنصف الآخر من العرب والمستشرقين، وهو ما كان يعني أن مجمع اللغة العربية عالمي التكوين، لا يتقيد بجنسية معينة ولا بديانة معينة، وأن معيار الاختيار هو القدرة والكفاءة، وكانت هذه أهم ميزة للمجمع المصري عن غيره من المجامع الأخرى.
وفى 30 يناير عام 1934م عقد أعضاء المجمع أول جلسة لهم، وتوالت الدورات المجمعية منذ هذا التاريخ حتى الآن، وفى عام 1940 صدر مرسوم ملكي بتعيين 10 أعضاء مصريين، وفي عام 1946 صدر مرسوم ملكي آخر بتعيين 10 أعضاء مصريين آخرين، فبلغ أعضاء المجمع العاملين 40 عضوا.
وفى عام 1982م صدر آخر قانون حَدَّد أعضاء المجمع المصريين العاملين بأربعين عضوا، وهم الذين يتكوَّن منهم "مجلس المجمع"، وحَدَّد الأعضاء العاملين من غير المصريين بعشرين عضوا، ومن هؤلاء الستين يتكون "مؤتمر المجمع"، الذي نصَّ على أن المجمع هيئة علمية، لها شخصية اعتبارية، واستقلال مالي وإداري، ولرئيسه سلطة الوزير في كل شؤونه: العلمية، والمالية، والإدارية.
وفقا لنص المادة الثانية من المرسوم الملكي الخاص بإنشائه، يقوم المجمع على الحافظ على سلامة اللغة العربية، وأن يجعلها وافية بمطالب العلوم والفنون في تقدمها، ملائمة ـ على العموم ـ لحاجات الحياة في العصر الحاضر، وذلك بأن يحدد ـ في معاجم أو تفاسير خاصة، أو بغير ذلك من الطرق- أن يقوم بوضع معجم تاريخي للغة العربية، وأن ينشر أبحاثًا دقيقة في تاريخ بعض الكلمات، وتغير مدلولاتها، وأن ينظم دراسة علمية للهجات العربية الحديثة بمصر وغيرها من البلاد العربية.
يعمل مجمع اللغة العربية بالقاهرة في الوقت الحالي على العديد من الأهداف التي تقوم على خدمة اللغة العربية في العالم العربي والدولي، منها: عمل المعاجم اللغوية- بحث قضايا اللغة- وضع المصطلحات العلمية واللغوية - تحقيق التراث العربي- النشاط الثقافي، عن طريق العديد من الوسائل منها: وضع معجمات لغوية محررة على النمط الحديث في العرض والترتيب، ومعجمات علمية، بيان ما يجوز استعماله لغويا، وما يجب تجنبه من الألفاظ والتراكيب في التعبير.
كما يقوم المجمع بالإسهام في إحياء التراث العربي في اللغة والآداب والفنون، وسائر فروع المعرفة المأثورة، ودراسة اللهجات العربية قديمها وحديثها دراسة علمية لخدمة الفصحى والبحث العلمي، ودراسة قضايا الأدب ونقده، وتشجيع الإنتاج الأدبي، بالتنوية به أو بعقد ندوات، ومسابقات فيه ذوات جوائز أو بأية وسيلة أخرى، وإصدار مجلات أو نشرات أو كتب تحوي قرارات المجمع وأعماله وبحوث أعضائه وغيرهم، مما يتصل بأغراض المجمع.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg
جزيرة ام اند امز