تفاصيل محاولة شارون اغتيال عرفات عام 1982
كتاب جديد يكشف تفاصيل محاولة آريل شارون اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بقصف طائرة.
في ساعات ما بعد ظهر يوم 22 أكتوبر/ تشرين الأول 1982، تلقى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" معلومات تفيد بأن الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات سيسافر في طائرة شحن من أثينا إلى القاهرة، وهنا صدرت الأوامر بإسقاطها.
هذا ما يكشفه كتاب جديد للصحفي الإسرائيلي رونين برجمان تحت عنوان "صعود وقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية"، والذي يستعرض عمليات اغتيال نفذها أو حاول تنفيذها الموساد الإسرائيلي.
المعلومة وصلت من مصدرين زرعهما "الموساد" داخل منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى الفور تم إيفاد اثنين من عملاء وحدة "قيسارية" في الموساد إلى مطار أثينا لتحديد هوية ياسر عرفات، والتأكد من أنه استقل الطائرة بالفعل، بحسب الكتاب الصادر حديثا.
وطبقا للكتاب، الذي نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقاطع منه، اليوم الأربعاء، فإن آرييل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، أجرى ضغوطا شديدة على رئيس أركان الجيش الإسرائيلى رافائيل إيتان في ذلك الوقت، لإعطاء الأوامر اللازمة لتنفيذ العملية.
وبالفعل تم وضع طائرتين من طراز (إف -15) في حالة تأهب استعدادا للإقلاع فى أي وقت، من قاعدة (تل نوف) الجوية، لاعتراض الطائرة التي تقل ياسر عرفات.
وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق من مساء يوم الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول، أرسل عملاء الموساد الذين كانوا بمطار أثينا رسالة إلى مقر "الموساد" في تل أبيب، قالوا فيها "إنه هنا، تم تحديد هويته".
لكن قائد سلاح الجو الإسرائيلي آنذاك دافيد إيفري، أوقف العملية في اللحظة الأخيرة، بينما كانت طائرات القوات الجوية الاسرائيلية في الهواء تراقب الهدف، وذلك بعد أن برزت لديه شكوك عن هوية الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
الكاتب نقل عن إيفري قوله: "لم يكن واضحا بالنسبة لي لماذا سيتوجه عرفات إلى القاهرة، فوفقا للمعلومات الاستخباراتية، لم يكن لديه ما يبحث عنه هناك في ذلك الوقت، وإذا ما كان قرر الذهاب إلى هناك، فلماذا يسافر في هذا النوع من الطائرات، لم تكن مناسبة لرجل في وضعه، وطلبت من الموساد التحقق من أنه هو الرجل".
لكن عملاء الموساد في مطار أثينا، عادوا لتأكيد هويته وقالوا: "أصبح للهدف لحية أطول للتضليل".
وفي الساعة الرابعة والنصف مساء، كانت الطائرة تقلع من أثينا، وتلقى إيفري الأمر من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيتان بإسقاط الطائرة.
لكن إيفري قال للطيارين قبل مغادرتهم: "لا تطلقوا النار دون موافقتي، هذا واضح، حتى لو كانت هناك مشكلة في الاتصالات، إذا لم تسمعوا أوامري لا تطلقوا النار".
الطائرات الإسرائيلية من طراز إف - 15 أقلعت بالفعل من القاعدة الجوية، لكن شكوك إيفري، قائد سلاح الجو الإسرائيلي ظلت مستمرة، فعملاء الموساد يؤكدون أن عرفات كان بالفعل على متن الطائرة، بينما رئيس أركان الجيش رفائيل إيتان كان يضغط عليه لتقديم تقرير عن وضع العملية.
وتوجه إيفري إلى إيتان بالقول: "إننا لا نملك حتى الآن تأكيدا إيجابيا نهائيا"، وهنا اتخذ تدابير إضافية للتأكد من أن ياسر عرفات كان بالفعل على متن الطائرة، خوفا من تداعيات دولية نتيجة قتل الرجل الخطأ، وطالب بتحديد هوية مرئية للهدف.
ووفقا للكاتب، فإنه في الساعة الرابعة و55 دقيقة مساء، أي بعد 25 دقيقة من انطلاق الطائرتين الإسرائيليتين من قاعدة تل نوف، تلقى إيفري مكالمة هاتفية عاجلة تقول: "هناك شكوك".
فجهاز الموساد لديه مصادر أخرى تقول إن عرفات لم يكن في اليونان على الإطلاق، وليس من المؤكد أنه هو من على متن الطائرة، وهنا توجه إيفري إلى الطيارين بالقول: "نحن في انتظار مزيد من المعلومات، أبقوا أعينكم على الهدف وانتظروا".
وبعد حوالي نصف ساعة، أكدت مصادر الموساد والاستخبارات العسكرية أن رجلا على متن الطائرة، كان الأخ الأصغر لياسر عرفات، ويسمى فتحي عرفات، وهو طبيب أطفال ومؤسس لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وكان يرافق 30 طفلا فلسطينيا مصابون في مذبحتي صبرا وشاتيلا، وكان ينقلهم إلى مصر للعلاج.
aXA6IDMuMTI4LjIwMy4xNDMg
جزيرة ام اند امز