مفاعل آراك.. ابتزاز إيراني يهدد السلم والأمن الدوليين
في تحدٍ جديد للسلم العالمي، الرئيس الإيراني هدد بعودة الأنشطة السابقة لمفاعل آراك النووي بعد السابع من يوليو/تموز الجاري.
في تهديد جديد للسلم العالمي، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء، عودة الأنشطة السابقة لمفاعل آراك النووي، بعد السابع من يوليو/تموز الجاري إذا لم تفِ الدول التي لا تزال ضمن الاتفاق النووي بوعودها.
- تهديد جديد للسلم العالمي.. إيران تلوح برفع مستوى التخصيب لدرجة أكبر
- الاتفاق النووي.. إيران تعلق التزاماتها وأوروبا تتوعد بعقوبات جديدة
كما هدد روحاني برفع درجة تخصيب اليورانيوم بدرجة أكبر من المتفق عليها بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وهي 3.67%.
ووقَّعت إيران والصين وروسيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا على الاتفاق النووي في 2 أبريل/نيسان 2015 في مدينة لوزان السويسرية.
ويسعى الاتفاق النووي للتوصل إلى تسوية شاملة تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وإلغاء جميع العقوبات على إيران بشكل تام.
ويعد مفاعل أراك النووي، الذي ينتج الماء الثقيل المعروف بـ(IR-40)، واحدا من أكبر المنشآت النووية في إيران التي باتت تهدد الأمن والسلم العالمي بعد تهديدات روحاني الأخيرة.
ويقع المفاعل على بعد 75 كيلومتراً شمال غرب آراك و5 كيلومترات عن مدينة خنداب، وهو الموقع الذي استقرت عليه طهران بعدما تخطط لإقامته في مدينة أصفهان.
وفي عام 1998 بدأت عمليات تشيد وبناء المفاعل، واستغرق بناؤه 10 سنوات، وافتتحه الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009.
ومنذ ذلك التاريخ، بدأ العمل في المفاعل النووي، الذي يضم محطة للطاقة بقدرة 40 ميجاواط، بالإضافة لعدد من المختبرات.
وتعتمد طهران على المفاعل لإنتاج منتجات تشتمل على الماء الثقيل (الذي يستخدم في صنع الأسلحة النووية) والماء الخفيف التي تكون من منتجات الماء الثقيل.
كما إن مفاعل أراك قادر أيضا على إنتاج البلوتونيوم الذي يُستخدم في صنع القنابل النووية وهو الهدف الذي تسعى له طهران عبر التملص من بنود الاتفاق النووي وتعليقها.
ويتضمن الاتفاق النووي الإبقاء على مفاعل آراك مع إجراء تغيير في قلب المفاعل التي تعرف باسم "كالاندريا"، بحيث يحول دون إنتاج البلوتونيوم الذي يستخدم في تصنيع الأسلحة النووية، ولن تتم فيه إعادة المعالجة وسيتم تصدير الوقود المستهلك فيه.
أزمة التخصيب
ورغم أن إيران تزعم أن المفاعل النووي لن يُستخدم إلا لأغراض البحث والتطوير، وإنتاج النظائر الطبية والصناعية، إلا أنها في الحقيقة تحاول امتلاك أسلحة نووية، ما دفع الدول الكبرى على إجبار طهران للتوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015 للحد من تخصيب اليورانيوم.
ومن البنود التي ينص عليها الاتفاق النووي مواصلة إيران برنامجها النووي السلمي بدرجة تخصيب 3.67% وسيكون التخصيب بمنشأة نطنز الواقعة في شمال أصفهان.
واليوم، هدد روحاني قائلا: "إنه سيضع هذا الالتزام جانبا، وسيرفع درجة التخصيب إلى أعلى من 3,67% بقدر ما نريد، وبقدر ما يلزم وبحسب ما تتطلب احتياجاتنا".
ابتزاز إيراني
ويقول دبلوماسيون، نقلا عن بيانات للمفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة، إن كمية اليورانيوم المخصب الذي تملكه إيران بصدد تجاوز الحد الأقصى المسموح به بموجب اتفاقها مع القوى الكبرى خلال أيام.
وفي 27 يونيو/حزيران الماضي، حددت إيران موعدا نهائيا ستتجاوز بعده الحد الأقصى لمخزون اليورانيوم المخصب المسموح به في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015، ولا يزال ساريا رغم انسحاب واشنطن منه في العام الماضي.
وكشف عن أن طهران سترفع قريبا نسبة تخصيب اليورانيوم بحيث تزيد عن 20% بغية استخدامه في مفاعلات نووية محلية داخل البلاد.
وفي إصرار واضح على الاستمرار بمشروعها النووي المثير للجدل، أعلنت إيران في 15 مايو/أيار الماضي، تخليها رسميا عن الالتزام ببعض بنود الاتفاق النووي المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وتخزين الماء الثقيل بناء على قرار من مجلس الأمن القومي الإيراني.
الغرب يتوعد
وإزاء التصعيد الإيراني، لوَّح وزراء بالاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، باتخاذ إجراءات فورية ضد إيران بسبب خرقها الاتفاق النووي بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في الاتفاق ذاته.
وقال بيان مشترك لوزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي: "سننظر فورا في اتخاذ خطوات جديدة بموجب الاتفاق النووي".
وأعربوا عن قلقهم إزاء إعلان إيران تجاوز حد مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب، مؤكدين أن التزامهم بالاتفاق النووي يعتمد على امتثال إيران الكامل لبنوده.
وهدد وزير الخارجية البريطاني جيريمى هنت، الإثنين الماضي، بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني؛ إذ استمرت طهران في انتهاك بنود الاتفاق.
وفي اليوم نفسه، أكدت ألمانيا، أنها سترد على إيران حال انتهاك الأخيرة الاتفاق النووي مع الخمس الكبرى بزيادة معدل تخصيب اليورانيوم عن الحد المسموح به.
وقال مصدر بالخارجية الألمانية، إن برلين ستدرس بعناية مع الأطراف الأخرى في الاتفاق الخطوات التالية بشأن إيران بعد انتهاكها بنود الاتفاق وتخصيبها أكثر من الحد المسموح لليورانيوم.
حذر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إيران، في 25 يونيو/حزيران الماضي، من أن انتهاك الاتفاق النووي المبرم عام 2015 سيكون خطأ فادحا.
في وقت سابق، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس عن قلقه إزاء إعلان إيران الأخير بتخطي الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران نفذت تهديدها بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه في اتفاقها النووي مع القوى العالمية بتخزينها اليورانيوم المخصب بكمية تجاوزت الحد المسموح به في الاتفاق.
وأضاف متحدث باسم الوكالة في بيان: "نستطيع تأكيد أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أبلغ مجلس المحافظين بأنها تحققت في الأول من يوليو/حزيران، من تجاوز إيران الحد الأقصى المسموح به لإجمالي مخزون اليورانيوم المخصب (بموجب الاتفاق)".
عقوبات واشنطن
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار 2018 انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، مرجعا تلك الخطوة إلى انتهاك طهران لروح الاتفاق بسبب أنشطة صواريخها الباليستية فضلا عن دورها الداعم للإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط.
ويرى البعض أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق سمح لإيران بتطوير برنامجها النووي، ما زاد من التهديد الذي تمثله للسلم العالمي والأمن الدولي.
وأعاد ترامب فرض حزمتي عقوبات اقتصادية شملت قطاعات اقتصادية مهمة أبرزها النفط والمصارف، ما عمق من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إيران بسبب إهدار موارد وثروات شعبها على حروبها بالوكالة خارج الحدود.
وتريد أمريكا من خلال هذه الإجراءات إجبار إيران على وقف إنتاجها من اليورانيوم منخفض التخصيب، حيث سرعان ما هدد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني بمواصلة طهران تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل بغض النظر عن هذا القرار.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز